تعمدت إحدى الواجهات الإعلامية الشيعية المستقرة في العاصمة البريطانية لندن الهجوم، بشكل شرس، على الملك محمد السادس، وحكومة عبد الإله بنكيران الذي قالت إنه "إخواني"، ونعتته ب"بنزيدان"؛ وهي الهجمة التي جاءت على لسان شيعي مغربي تكلف، منذ مدة، بقراءة التقارير الإخبارية على القناة. وقالت قناة "فدك"، الفضائية الشيعية، إن "رئيس الحكومة يثير سلسلة من التصرياحات المثيرة للجدل تارة، وللسخرية تارة أخرى"، مشيرة إلى أن بنكيران أصدر، مؤخرا، "فتوى يبرر من خلالها الاقتطاع من أجور المضربين ضد السياسية الحكومة، حين قال إن مبدأ الاقتطاع موجود في القرآن، مستندة في ذلك إلى شريط فيديو لبنكيران قالت إن موقع "حزبه الإخواني"، وفق تعبيرها، قام بنشره. وتابعت المادة التلفزيّة، التي قدمها الشيعي المغربي هشام الأشقر، هجومها على بنكيران بنعته بلقب "بنزيدان"، مضيفا أن"رئيس الحكومة اشتهر بهذا الاسم الذي أطلقه عليه شطر واسع من المغاربة، حتى من أوساط مناصريه، إثر تصريحات غريبة وتدابير حكومية؛ منها قرارات الزيادة في أسعار العديد من المواد الاستهلاكية". وتطرّق تقرير القناة الشيعية، المثيرة للجدل بمواقفها الحادة والطائفية، إلى الوضع العام للمغرب بالقول إن "البلاد تشهد توترا بين الحكومة والنقابات، ظهر حين تنفيذ الأخيرة إضرابات احتجاجا على ضرب الحكومة للحقوق الأساسية للموظفين، واتخاذ قرارات أحادية؛ منها رفع سن التقاعد إلى 63 عاما"، موردا أن "الحكومة تدافع عن وجهة نظرها، وتعتبر هذه الإجراءات ضرورية لمواجهة المشاكل الاقتصادية في البلاد". وتعمدت القناة إظهار مشاهد متعددة من طقوس "حفل الولاء"، الذي سبق أن أثار جدلا في المغرب، واستندت إلى من وصفتهم ب"مراقبين" لتقول إن "حكومة المغرب تنفيذية وشكلية"، وأن "الملك هو المتحكم الأساسي في المشهد السياسي والاقتصادي بالمملكة، عن طريق عدد من مستشاريه ومعاونيه". وشن الشيعي ذاته هجوما على المؤسسة الملكية بالقول إن "اليد الحديدية، والتاريخ المظلم للملكية في التعامل مع المتظاهرين، وجعل الملك مقدسا من المقدسات بنص الدستور، ساهم في تكوين حالة من الخوف المتوارث لدى المهضومة حقوقهم، والذين يعانون الفقر والحرمان"، وفق تعبيره الذي ذكر، أيضا، أن "الأمر حال دون المس بالمؤسسة الملكية، ودفع لاتهام الحكومات المتعاقبة بالسياسة الاقطاعية والفساد الذي تشهده البلاد"، بناء على صياغة التقرير التلفزيونيّ. وتصف قناة "فدك" نفسها، وهي التي أسسها الزعيم الشيعي الكويتي ياسر الحبيب فيرلنظن، عام 2010، بأنها "إعلامية شيعية ثورية تأتي استجابة لإلحاح جماهيري على ضرورة تأسيس قناة عصرية، تخاطب الملايين بلغة علمية وموضوعية، وبمضمون عقائدي أصيل وجريء لا يعرف المجاملة على حساب الحق"، فيما اتخذت من عبارة "لا رأي يبقى أمام راية آل محمد عليهم السلام" شعارا لها.