فاطمة شكيب - ذكر الموقع الرقمي لصحيفة "إلباييس" الاسبانية أنه بعد مرور 16 شهرا على تواجد حزب "العدالة والتنمية" على رأس الحكومة المغربية، أعيد إحياء العديد من الملفات التي لا زالت تعيش فترات توتر، ومنها على الخصوص "أسلمة التلفزيون، و "تقييد حرية تكوين جمعيات و"وجود عقبات تحول دون السماح للأجانب بتبني أطفال المغرب". وأوضحت الصحيفة أن العنف في المغرب بالرغم من أنه لازال عنفا لفظيا، غير أنه عنف يذكر بالمواجهات والصراعات الحاصلة في تونس ومصر بين العلمانيين والإسلاميين، مذكرا أن في المغرب يتدخل أحيانا الحَكَم (القصر الملكي) لمنع، على سبيل المثال، آذان الصلاة على القنوات التلفزيونية المغربية بشكل يومي ومنع ألعاب اليانصيب وغيرها من الأشياء. وجاء في نفس الصحيفة، أن أحمد عصيد الناشط الأمازيغي، المعروف بتوجهه العلماني، كان منذ سنتين، المثقف الوحيد، الذي استطاع إبداء حواراته مع زعيم سلفي بشكل علني، وكان هذا الزعيم قد قضى عقوبة سجنية على خلفية أحداث 16 ماي بالدارالبيضاء، التي خلفت 45 قتيلا، وأفرج عنهم بعفو ملكي في أبريل 2011. وذكرت "إلباييس" أن تصريح أحمد عصيد الذي انتقذ فيه المناهج التعليمية حد وصف عبارة دينية مدرجة بتلك المناهج بانها "رسالة إلاهابية"، أجج حدة الصراع بين الاسلاميين والعلمانيين، حيث نعته أربع زعماء سلفيين ب"عدو الله"، وأكدوا على إيجاز إقامة الحد عليه. وأشارت"إلباييس" إلى أن حسن الكتاني وهو أحد الزعماء السلفيين، شن هجوما شرسا على عصيد، بوصفه على صفحته الفيسبوكية، ب"المجرم" وعدو الله، الذي أطال لسانه على الرسول" وأيضا ب"الحقير" الذي "تجاوز جميع الحدود في استفزاز المغاربة وأمة الإسلام عامة"، والذي تعمد في نظره إهانة المقدسات وانتهاك الحرمات. وقالت "إلباييس" إن دفاع عصيد المستميت عن العلمانية، أثار جدلا واسعا، خاصة عندما انتقد مناهج تدريس التربية الإسلامية في المدارس المغربية، حيث قال "إن الإسلام فرض بالسيف وفسر قول النبي "أسلم تسلم" بكونه خطابا تهدييا وإرهابيا فإما أن تسلم أو تقتل"، بعد كل هذه التصريحات المثيرة للجدل، رد عبد الإله بنكيران رئيس الحكومة والأمين العام لحزب "العدالة والتنمية"، بالقول "إنه من غير المقبول التعريض بالنبي محمد صلى الله عليه وسلم، في أول رد فعل رسمي على تصريحات الناشط العلماني أحمد عصيد والتي قال فيها إن رسائل محمد للملوك رسائل تهديدية وإرهابية ولا يجب تدريسها في مقررات الناشئة المغربية"، مضيفا إن "عقيدة الأمة المسلمة يجب أن تحترم".