اختار أحد مشايخ السلفية المصريين، المدعو محمود عبد الرازق الرضواني، حزب العدالة والتنمية المغربي ليكيل له هجوما حادا، بلغ درجة وصفه ب"السرطان الإخواني الذي ينخر داخل المغرب"، وأن الأمين العام ل"المصباح" ورئيس الحكومة، عبد الإله بنكيران، كان يخطط منذ مدة لتهميش دور الملك، "في أفق إسقاطه والقضاء عليه والإمساك بالحكم". الناشط المصري، الذي يظهر بشكل يومي على قناة "البصيرة" الفضائية، خصص لإخوان بنكيران حلقات عديدة بعنوان "مكر الإخوان لإسقاط الحكم الملكي في المغرب"، التي ردد خلالها مواقفه المهاجمة لإسلاميي العدالة والتنمية، مضيفا أن "شغل المغرب الشاغل هو الحقد الدفين لمصر من خلال الحكومة الإخوانية"، موجها تحذيره بقوله: "إن لم تتبرأ حكومة بنكيران من فكر حسن البنا، فإن الخراب سيحل على المغاربة". الرضواني، الذي يوصف بدفاعه المستمر عن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، تعمّد إظهار صور العاهل المغربي، محمد السادس، ومن حوله وزراء الحكومة يوم تعيينها قبل أربع سنوات، ليقول إن المغرب "في خطر بمن فيه الملك وقيادات الجيش والأمن الوطني"، بما أن حزب العدالة والتنمية "ينخر في مؤسسات الدولة حتى يستولوا على الحكم". وفيما وجه المتحدث كلامه من جديد للمغاربة: "انتبهوا لخطر هؤلاء إن لم يعلنوا البراءة من فكر البنا التكفيري (...) لا تأمنوا لهم لأنهم يكفروكم"، ووجه كلامه إلى المصريين والرئيس السيسي: "لا ننصحكم بالذهاب إلى المغرب لأن الإخوان هناك في قمة الحقد تجاهنا (...) ولو حصل أمر للسيسي فسيوزعون هناك (الشربات) لأنه ضيع مشروعهم". الأحكام المثيرة التي أطلقها الرضواني على كل الجهات، لم تخط أيضا جريدة "هسبريس" الإخبارية، التي قال إنها مدعومة من الإخوان، قبل أن ينتقل إلى الصوفية والأشعرية، التي هي أبرز الثوابت الدينية في المغرب، ليقول إن "الصوفية المُميّعة في المغرب منشغلة بالبدع على أن تكشف حقيقة الإخوان"، وأن الأمر ساهم في أن "يركب بنكيران على الوضع السياسي وتمكن من الحكم". كما هاجم المتحدث ذاته السلفيين في المغرب، وجمعهم في سلة "الخوارج" مع حزب العدالة والتنمية، معتبرا أن تلك التيارات، إلى جانب الصوفية والأشاعرة، "فيروسات أنتجها الفكر الإخواني وشكلوا مستنقعا خبيثا". فيما دافع عن الفكر الوهابي بقوله: "الشيخ محمد عبد الوهاب بنى دولة قوية في السعودية، فيما عاش الإخوان 80 عاما على مشروع الشيطان والماسونية الآثم وأدى بهم إلى الدمار والخراب". ونفى الرضواني أن يكون، مثل ما قال، "مرسلا من طرف السيسي وبوقاً إعلاميا يشوش على المغرب والمغاربة"، مضيفا أن وقوفه إلى جانب السيسي هو "ضد المخططات الغربية التي تضر بمصر"، مصرّا على أن حلقاته التي يوجهها ضد إسلاميي المغرب "توجه ضربات موجعة للإخوان بنكيران"، وفق تعبيره.