رغم الانتقادات اللاذعة والساخرة، في نفس الوقت، التي قابلت لقاء رئيس الحكومة المغربيّة، عبد الاله بنكيران، بالرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، عقب القمة العربية الملتئمة بمنتجع شرم الشيخ، لاعتبار المسؤول المغربي يرأس "حزبا إسلاميا" ظل يرفض الاعتراف ب"شرعية السيسي" ويصف وصوله إلى الحكم ب"الانقلاب"، واكب الإعلام المصري كل ذلك بالتعبير عن الارتياح تجاه هذا التحوّل، معتبرا أن "إخوان بنكيران في المغرب" انشقوا بذلك نهائيا عن "التنظيم العالمي للإخوان". عين مصرية على وزراء "المصباح" وكان آخر وزراء الحكومة، من المنتمين إلى حزب العدالة والتنمية، الذين زاروا مصر، هو وزير التعليم العالي لحسن الداودي الذي خصص له الإعلام المصري حيزا واسعا من تغطية حضوره للقاء لجنة العمل المصرية المغربية المشتركة حول الطاقات المتجددة، وهو الموعد الذي عرف حضور وفد مغربي، ضم باحثين وأساتذة وأيضا السفير المغربي بالقاهرة. الداودي، الذي حظي باستقبال إبراهيم محلب، رئيس مجلس الوزراء المصري، خلق الحدث بتصريحه المثير حول الشأن المصري، بقوله إن مصر تبقى "أفضل حالا فى عهد الرئيس عبد الفتاح السيسي عن الماضي"، وهو يجيب على سؤال طرحته الصحافة المصرية، مشددا في تصريح آخر على أن العلاقات بين مصر والمغرب تبقى جيدة تاريخيا وسياسيا، و"هناك إرادة سياسية قوية لدى الحكومتين للنهوض بالبحث العلمي". أما عن الموقف المغربي الرسمي من مشاركته في حملة "عاصفة الحزم" العسكرية ضد الحوثيين في اليمن، والتي جاءت عل لسان مصطفى الخلفي، وزير الاتصال الناطق الرسمي باسم الحكومة، على أن هدفها "الدفاع عن الشرعية، وليست إشهارا لحرب"، فرأت فيه بعض وسائل إعلام مصر خطوة في تخلي من أسمتهم "إخوان المغرب" عن "التنظيم الدولي لﻹخوان المسلمين"، على حد تعبيرها. ونقلت صحيفة "اليوم السابع"، قولها إن "فروع الإخوان" في أربع دول عربية، وهي المغرب واليمن والأردن وتونس، أعلنت دعمها لمعركة "عاصفة الحزم"، والتي تتخذ منها جماعة الإخوان المسلمين في مصر موقفا مضادا، معتبرة أنهم "يدقون المسمار الأخير في نعش التنظيم الدولي". انتقادات وتبريرات مغربية ولم تمر الخرجة الإعلامية للوزير لحسن الداودي، دون أن تثير جدلا واسعا في المغرب، خاصة بين أعضاء والمتعاطفين مع حزب العدالة والتنمية، حيث انهالت الانتقادات اللاذعة والغاضبة من حديث الداودي عن الرئيس المصري بإطراء، حيث علق أحد قراء الجريدة قائلا "نقول لاحول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم في هذا الزمان أمس كان انقلابي واليوم هو أحسن رئيس في مصر؟". وقال أحدهم على صفحته بموقع "فيسبوك"، "منتهى 'الخرف' أن يقول لحسن الداودي، (..) 'أن مصر أفضل حالا مع السيسي'!!! في الوقت الذي اعترف فيه السفاح المنقلب عبد الفتاح السيسي... بأنه 'فاشل'.. وما قدمه لمصر 'وعود كاذبة ومشروعات متعثرة'!!!"، مضيفا "الرجوع لله...واللي عيى يمشي يرتاح يتصنت لعظامو"، وفق تعبيره. واستمر الانتقادات الساخرة، حين أورد "يوسف" معلقا "البارح مع رابعة و اليوم مع رابحة حسب منطق بنكيران"، وأضاف آخر "اهل مصر هم أعلم بحالهم .... هم من يعلم هل حقا بلادهم احسن حالا مع '' السيسي '' او لا.. هذا ليس شأنك"، فيما استحضر معلق ثالث لقاء بنكيران بالسيسي "لقد مثل بنكيران الدولة المغربية بينما السيسي مثل الدولة المصرية.. اما المواقف الشخصية فﻻ مجال لها في اﻻعراف الديبلوماسية..". في مقابل الانتقادات الكثيرة التي واجهت تصريحات وزير التعليم العالي المغربي، كان عدد من برروا تلك المواقف قليلا، مثلما علق "حسن" بقوله "هده هيا السياسة تتﻻءم والمصالح العليا للبﻻد"، فيما أردف آخر "يفرح القلب عندما نسمع ونرى بان الاخوان العرب يتفهمون بعضهم البعض"، أما ثالث فتحدث "'المؤمن الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم خير من المؤمن الذي لا يخالط الناس ولا يصبر على أذاهم' و هذه ضريبة المشاركة السياسية !! المخالطة ديال الناس فيها تكرفيس".