ما إن انتشر خبر صحفي عن زيارة للرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، إلى المغرب في وقت لاحق الشهر الجاري، حتى انبرى البعض للتعبير عن اعتراضه على الزيارة، دون انتظار تأكيدها بشكل رسمي، ومال آخرون إلى اعتبارها بمثابة "إحراج" لرئيس الوزراء عبد الإله بنكيران ، الذي طالما ناهض ما يصفه ب"الانقلاب العسكري" في مصر. وتداولت بعض صحف المغرب، خبرا منسوبا لمصادر دبلوماسية مجهلة، عن زيارة السيسي للمغرب في 21 سبتمبر/ ايلول الجاري، إلا أن الدوائر الرسمية في البلدين لم تؤكد الزيارة حتى يوم الخميس. ورغم عدم الاعلان بشكل رسمي عن الزيارة، أطلق نشطاء على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" حملة رافضة لها تحت عنوان "حملة رفض زيارة الإنقلابي للمغرب". فيما تساءلت جريدة المساء اليومية "هل سيلتقي بنكيران بالسيسي خلال زيارته المرتقبة للمغرب؟"، مضيفة أن بنكيران "سيجد نفسه في ورطة جديدة، بسبب موقفه من الانقلاب العسكري في مصر، إذ من المنتظر أن يحل الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بالمغرب يوم 21 سبتمبر/ ايلول الجاري، في أول زيارة رسمية له منذ توليه رئاسة جمهورية مصر، بعد إسقاط الرئيس المخلوع مرسي". وأضافت الصحيفة، "السؤال الذي يظل مطروحا، هو هل سيتقبل رئيس الحكومة المغربية الرئيس المصري، خاصة في ظل مواقف حزب العدالة والتنمية من مذبحة رابعة العدوية ، ومن الانقلاب العسكري الذي قاده السيسي عموما؟". وقالت جريدة أخبار اليوم المغربية ، إن هذه الزيارة "ينظر إليها بترقب" بسبب مواقف "إخوان بنكيران، من الانقلاب على الرئيس مرسي، حيث جنب الملك رئيس الحكومة حرج تمثيله في تنصيب السيسي (في يونيو/ حزيران)، وقام وزير الخارجية صلاح الدين مزوار، بتمثيل الملك في هذا التنصيب". وبعد احتجاجات حاشدة تطالب باستقالة مرسي واجراء انتخابات مبكرة، تدخل الجيش المصري في 3 يوليو/ تموز 2013 وعزل الرئيس الأسبق بمشاركة قوى سياسية ودينية. وفي 14 أغسطس/ آب من العام الماضي، فضت قوات من الجيش والشرطة بالقوة اعتصامين لأنصار مرسي في ميداني "رابعة العدوية" و"نهضة مصر" بالقاهرة الكبرى؛ ما أسفر عن سقوط 632 قتيلا منهم 8 شرطيين، بحسب "المجلس القومي لحقوق الإنسان" في مصر ، في الوقت الذي قالت منظمات حقوقية محلية ودولية إن أعداد القتلى أكثر من ذلك.