تناولت الصحف المغاربية، الصادرة اليوم الخميس، التطورات الأمنية ومستجدات المشهد السياسي في تونس، وتداعيات انهيار أسعار النفط على الوضع الاقتصادي في الجزائر، ومساهمات القطاع البنكي في جهود الاستثمار والتنمية في موريتانيا. ففي تونس توقفت الصحف المحلية عن تطورات الوضع الأمني في جنوب البلاد، حيث أشارت صحيفة (المغرب) إلى مقتل خمسة مسلحين، أمس الأربعاء، في اشتباكات مع قوات الأمن والجيش في منطقة بن قردان جنوب البلاد. ونقلت الصحيفة عن مصادر أمنية قولها إن المسلحين تحصنوا في موقع عسكري مهجور، رافضين الاستسلام لقوات الجيش والدرك التي طاردتهم وأجبرتهم على ترك شاحناتهم رباعية الدفع، والاختباء في هذا الموقع. من جانبها، نقلت صحيفة (الضمير) عن مصادر قولها إن كتيبة "داعشية" قوامها 20 عنصرا مسلحا اقتحمت الحدود التونسية الليبية على متن سيارات رباعية الدفع على مستوى منطقة بن قردان، مضيفة أن المواجهات انطلقت في البداية بين وحدات من الدرك قبل أن يلتحق الجيش للتصدي لهذه المجموعة الإرهابية، ما أدى إلى مقتل خمسة مسلحين ومواطن برصاصة طائشة وإصابة عقيد بالجيش. وتحت عنوان "بداية تنفيذ مخطط داعش صبراطة ¿"، كتبت صحيفة (الصباح) أنه بعد حوالي أسبوعين من عملية قصف وتدمير موقع لتنظيم "داعش" الإرهابي في مدينة صبراطة الليبية، يبدو أن "الإرهابيين الذين كانوا يخططون لتنفيذ عمليات إرهابية بتونس قد شرعوا في ذلك من خلال عملية تسرب سيارات رباعية الدفع على متنها إرهابيون" إلى منطقة العويجاء التي تبعد قرابة 12 كلم عن مدينة بن قردان القريبة من الحدود الليبية، حيث احتجز بعضهم رهائن داخل أحد المنازل ليتدخل الجيش والقوات الأمنية، ويتم القضاء على خمسة مسلحين. من جهة أخرى، واصلت الصحف التونسية تناولها لمستجدات المشهد الحزبي والمخاضات التي تعيشها العديد من الأحزاب، وعلى رأسها الحزب الحاكم "نداء تونس"، والتسابق والصراع الدائر بين مختلف هذه التنظيمات الحزبية من أجل استقطاب رموز الحركة الدستورية (المحسوبين على العهدين السابقين لبورقيبة وبن علي)، في سياق الحديث عن توحيد العائلة الدستورية. في هذا الإطار أشارت الصحف التونسية إلى إعلان محسن مرزوق (الأمين العام لنداء تونس المستقيل)، أمس الأربعاء خلال ندوة صحفية، عن حزبه الجديد الذي يحمل اسم "حركة مشروع تونس". وأوردت صحيفة (الشروق) تصريحات عدد من مؤسسي الحزب الجديد خلال هذه الندوة، اعتبروا فيها أن "نداء تونس أصبح جزءا من الماضي، وسيقع التعامل معه كبقية الأحزاب في إطار الاحترام والتنافس النزيه ...". وتحت عنوان "سابقة في نشأة الأحزاب .. استشارة 125 ألف مواطن أنجبت حركة مشروع تونس"، أشارت صحيفة (الصحافة) إلى أن الحزب الجديد استقطب 24 نائبا استقلوا من كتلة "نداء تونس" في البرلمان، وشخصيات وطنية معروفة. ونقلت صحيفة (الصريح) عن محسن مرزوق تأكيده على "التزام مؤسسي الحزب الجديد بانتهاج الديمقراطية وطريقة الانتخاب لتحمل المسؤوليات في كل المستويات ولفترات محدودة". من جهة ثانية، وتحت عنوان "طريق إلى توحيد الدساترة .. موسم الحج إلى بورقيبة"، كتبت صحيفة (الشروق) أن الاحتفالات بذكرى 2 مارس (ذكرى إنشاء الحبيب بورقيبة للحزب الدستوري الجديد قبل 82 سنة خلت) كانت لافتة هذه السنة، وشهدت مدينة قصر هلال (المدينة التي أعلن فيها بورقيبة عن تأسيس حزبه الجديد) حضور عدد كبير من الوجوه ذات المرجعية الدستورية. وعلقت الصحيفة قائلة "وكأن الثورة قامت لإحياء مجد بورقيبة وتثمين أثره وتعظيم نضاله..."، في المقابل جاء في افتتاحية العدد أن "الدساترة يحتاجون إلى كتاب أبيض يقدمون فيه قراءة متأنية وموضوعية لتجربتهم في الحكم وأسباب انهيارهم (...) فهم جزء من المشهد التونسي والحكم ليس مرتبط بهم فقط، ولابد من الإقرار بسنة التداول السلمي على الحكم..وهو ما يتجاهله عدد كبير من الدساترة للأسف الذين يعتبرون الحكم أصلا تجاريا ...". وفي الجزائر ركزت الصحف المحلية على الأزمة الاقتصادية الناجمة عن انهيار أسعار النقط، وتداعيات ذلك على الوضع العام في البلاد. في هذا الصدد، كتبت صحيفة (الشروق)، في صفحتها الوطنية، أنه على الرغم من أن الوزير الأول عبد المالك سلال نفى إمكانية اللجوء إلى الاستدانة الخارجية في الوقت الراهن، فإن وزير المالية عبد الرحمن بن خالفة اعترف، أمس الأربعاء، "بتفكير الحكومة في الاقتراض من الخارج، سواء عن طريق المؤسسات العمومية أم لجوء الحكومة إلى طلب قرض من دولة أخرى". وأضاف الوزير "حتى إذا لم يكن هنالك قرار رسمي بهذا الشأن إلى حد الساعة، إلا أن الموضوع محل دراسة ويوجد على طاولة الحكومة، وسيتم الفصل فيه". وتحت عنوان "سلال يعاكس سعداني وينفي تعديلا حكوميا قريبا .. الوضع الاقتصادي في مرحلة صعبة جدا"، كتبت صحيفة (الخبر) أن الحكومة استنفذت كل الحلول الداخلية ل"حلحلة أزمة البترول" التي أدخلت البلاد في وضع اقتصادي صعب ودقيق. وأوردت الصحيفة تصريحا للوزير الأول سلال كشف فيه النقاب عن "استحداث نموذج اقتصادي جديد يعرض على الرأي العام في أبريل القادم، يتيح للحكومة اللجوء (الإجباري) للمديونية الداخلية، عن طريق إطلاق القروض السندية وإقراض الخزينة العمومية من البنك المركزي". وأضاف سلال "إن الحكومة أمامها اليوم عمل كبير جدا، لأننا نواجه وضعا اقتصاديا صعبا ودقيقا. والمواطنون عليهم تفهم أن سعر البترول يتراوح بين 30 و35 دولار، والسعر المرجعي هو 37 دولارا، وهنا يقع التحدي ...". من جهتها وتحت عنوان "خبراء يطالبون بإجراءات عاجلة لكبح الاستهلاك الداخلي .. الغاز الجزائري في خطر"، أشارت صحيفة (أخبار اليوم) إلى أن الحكومة كشفت أخيرا عن نيتها التوجه نحو استغلال الثروة الغازية، "كبديل لتجاوز" تراجع أسعار النفط في الأسواق العالمية، وتراجع احتياطي الصرف، مشيرة إلى أن خبراء الطاقة يبدون "تخوفات مشروعة بخصوص هذا الرهان". وفي موريتانيا ركزت الصحف المحلية على الأنشطة المالية التي شهدتها العاصمة يوم أمس الأربعاء. فقد تطرقت الصحف لأشغال الاجتماع الأول لمجلس إدارة المصرف العربي للتنمية الاقتصادية في إفريقيا برسم سنة 2016. وفي هذا السياق، نقلت عن رئيس المجلس الإداري للمؤسسة يوسف بن إبراهيم البسام (السعودية) قوله إن المصرف ساهم منذ تأسيسه سنة 1973 في تمويل أكثر من 600 مشروع إنمائي إضافة إلى تقديم 655 عملية مساعدة تقنية. واستعرض، في تصريح عقب استقباله وأعضاء المجلس من طرف الرئيس الموريتاني، مسيرة المصرف وما حققه من إنجازات في الدول الإفريقية المستفيدة، ومركزه المالي المتميز حيث ارتفع رأسماله من 250 مليون دولار أمريكي إلى أربع مليارات ومائتي مليون دولار، وهذا بفعل دعم الدول العربية. وفي سياق متصل، سلطت الصحف الضوء على توقيع اتفاقية بين الحكومة الموريتانية والصندوق السعودي للتنمية تخص التمويل الإضافي لمشروع الخط الكهربائي من التيار العالي بين مدينتي نواكشوط ونواذيبو بمبلغ 17 مليار أوقية (100 أوقفية تساوي 3 دراهم)، والتي تنضاف إلى اتفاقيات سابقة، ليصل مجموع مساهمة الصندوق في هذا المشروع إلى 50 مليار أوقية. كما توقفت الصحف عند إطلاق بنك مختص في تمويل المشاريع الصغيرة "بنك الإبداع" من خلال تقديم القروض إلى ذوي الدخل المنخفض والمحدود وأصحاب المشاريع الصغيرة من موظفي القطاعين العام والخاص ضمن برنامج الخليج العربي للتنمية. وتطرقت الصحف الموريتانية للزيارة المرتقبة للأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون لنواكشوط ومشاركة موريتانيا في المعرض الدولي للفلاحة بباريس وتقرير البنك الدولي حول التكامل التجاري، والذي حذر فيه موريتانيا من استنزاف مخزونها السمكي.