اهتمت الصحف المغاربية، الصادرة اليوم الثلاثاء، بتطورات الوضع في ليبيا في سياق تنامي الحديث عن تدخل عسكري محتمل فيها، وإعداد إستراتيجية وطنية للشباب في موريتانيا. ففي تونس، كتبت صحيفة (الصباح)، في افتتاحيتها، أن غالبية أعضاء مجلس الرئاسة في ليبيا توصلت إلى توافق على قائمة الحكومة الجديدة التي يراهن كثيرون على أن "توفر الفرصة الأخيرة لتجنب سيناريو حرب شاملة أطلسية أوروبية-إيطالية عليها تحت يافطة محاربة تنظيم داعش الإرهابي". ومن جهتها، وتحت عنوان "بعد تشكيل حكومة الوفاق الليبية: أي مبرر لقرع طبول الحرب ¿"، كتبت صحيفة ( الضمير) أن الآمال الدولية تعلق على تشكيل حكومة ليبية واحدة قادرة على مجابهة التحديات الداخلية التي تغرق البلاد منذ خمس سنوات في حالة من الفوضى الأمنية والاقتصادية، مضيفة أنه "بتشكيل جيش وطني ليبي وأمن قادر على السيطرة على المنافذ الحدودية، ويوحد قاعدة التشكيلات المسلحة التي تحارب تنظيم داعش الإرهابي، تصبح بمقتضاه أية عملية عسكرية غربية في ليبيا ضربا لمصداقية الأممالمتحدة، راعية الاتفاق السياسي الليبي والحكومة المنبثقة عنه". ونقلت صحيفة (المغرب) عن وزير الدفاع التونسي، فرحات الحرشاني، قوله، أمس الاثنين، خلال جلسة استماع أمام لجنة برلمانية، أن تونس "هي أكثر البلدان التي ستتضرر في حالة تدخل عسكري في ليبيا، وذلك بالنظر إلى العلاقات بين البلدين وارتباط حدودهما"، مجددا رفض بلاده لأي تدخل عسكري في ليبيا بسبب وجود "تهديدات جدية على أمن تونس متأتية أساسا من وجود عدد هام من الإرهابيين التونسيين الذين تلقوا تدريبات بليبيا، ولهم نية تنفيذ عمليات إرهابية" في تونس. جريدة (الصحافة) شددت على أن تونس في حاجة اليوم إلى "إعلام حرب يحذر من التنظيم الإرهابي ويعضد جهود القوات المسلحة التونسية المرابطة على الحدود للذود عن حرمة الوطن في هذه الظرفية الدقيقة التي يبدو فيها الأمن القومي مهددا أكثر من أي وقت مضى". وبدورها، خصصت الصحف الجزائرية مساحة واسعة لهذه الحرب المحتملة، منها صحيفة (لوسوار دالجيري) التي حذرت من أن أي حرب على ليبيا ستكون لها تبعات خطيرة على بلدان الجوار ضمنها الجزائر. وتحدثت الصحيفة، في هذا السياق، عن "مخطط وضعته السلطات الجزائرية لدرء أي انعكاسات سلبية لهذا التدخل الأجنبي، خاصة تعزيز الأمن على مستوى المناطق الحدودية في ظل تضاؤل الأمل في حل سياسي للأزمة الليبية التي استمرت منذ خمس سنوات". ونقلت صحيفة (الخبر) عن مصدر وصفته ب"العليم" أن الحكومة الروسية "طلبت من الجزائر متابعة ملف المقاتلين السلفيين الروس الموجودين في تنظيم الدولة في ليبيا"، كما أكدت مصادر أخرى أن الطلب الروسي "بلغ حد عرض مساعدة الجزائر في تدخلها في ليبيا للقضاء على تنظيم الدولة". وذكرت الصحيفة أن أنباء تواترت عن وصول مقاتلين من أنصار تنظيم الدولة من جمهوريات روسيا ومن دول خاضعة للنفوذ الروسي إلى ليبيا، وأن هذه الأخيرة باتت الوجهة الجديدة للسلفيين المتشددين من جنسيات أسيوية، بعد التضييق الشديد الذي تتعرض له الجماعات السلفية الجهادية في سورية والعراق. وقالت صحيفة (الشروق) إن وزير الداخلية والجماعات المحلية الجزائري، نور الدين بدوي، جدد دعوته أبناء الجنوب إلى "اليقظة في ظل الوضع الأمني الصعب الذي تعيشه الحدود الجزائرية مع دول الجوار، الذي تريد من خلاله بعض الجهات زعزعة أمن واستقرار المنطقة". وفي موريتانيا، شكلت الإستراتيجية الوطنية للشباب والرياضة والترفيه أبرز موضوع تناولته الصحف، حيث سلطت الضوء على المائدة المستديرة التي ترأسها، أمس الاثنين بنواكشوط، الوزير الأول يحي ولد حدمين، لتعبئة التمويلات اللازمة لتنفيذ هذه الإستراتيجية (2016 -2020 ). ونقلت عن وزير الاقتصاد والمالية، المختار أجاي، قوله إن الاستراتيجية الجديدة التي تزيد كلفتها عن 43 مليار أوقية تأتي في سياق عالمي وجهوي بالغ الحساسية تكالبت فيه على الشباب مخاطر جمة ليس أقلها شأنا مغريات الهجرة والمخدرات والإرهاب. كما تطرقت لكلمة الوزير الأول التي ذكر فيها أن الحكومة الموريتانية بدأت في التفكير الجاد والعملي في وضع إستراتيجية فعالة للنهوض بالشباب على مختلف الأصعدة، والعمل مع شركائها الفنيين والماليين على الرفع من مستوى الاستثمار في القطاع، والشروع في وضع منظومة خلاقة ومتكاملة لحشد الموارد الضرورية لتمويل البرامج الموجهة لجيل المستقبل وحول ذات الموضوع، كتبت صحيفة (الشعب) أن التحديات التي يواجهها الشباب الموريتاني في عالم اليوم،واستنهاض دوره في بناء الدولة وحماية المجتمع، تفرض بلورة خطة عمل تمكن الشباب من رفع هذه التحديات ودرء مخاطر انزلاقه إلى براثين التطرف والإرهاب والانحلال الخلقي. وأبرزت الصحيفة أن الدولة تسعى لتنفيذ إستراتيجية تهتم بالتكوين والتشغيل ومحاربة التطرف وإنجاز مشاريع ذات أولوية بتمويلات تناهز 43 مليار أوقية. وفي سياق متصل، توقفت الصحف عند تعيين الرئيس الموريتاني، أمس الاثنين، لمحمد يحي الطالب إبراهيم،رئيسا للمجلس الأعلى للشباب، وهو مهندس متخصص في الطاقة الكهربائية، خريج المدرسة المحمدية للمهندسين بالرباط . وفي الشأن الحزبي، تطرقت مجموعة من الصحف للقاء صحفي عقده رئيس حزب تكتل القوى الديمقراطية، أحمد ولد داداه، اعتبر فيه أن موريتانيا "تعيش في الوقت الحالي ظروفا صعبة"، محذرا من "تفكك النسيج الاجتماعي الوطني". ونقلت عن ولد دداه قوله إن الوضع في شمال مالي "قد يهدد استقرار موريتانيا وشبه المنطقة". أما (الصحيفة) فعادت لقراءة التعديل الوزاري الأخير، وكتبت أنه ظهرت فيه بصمات حلف الوزير الأول الحالي يحي ولد حدمين، وحضرت التوازنات القبلية والسياسية لحلفه، في حين تم استهداف حلف خصمه الوزير الأول السابق الأمين العام لرئاسة الجمهورية حاليا، مولاي ولد محمد الأغظف.