واصلت الصحف المغاربية، الصادرة اليوم الثلاثاء، رصدها للجديد على الساحة في المنطقةº منها المصادقة النهائية على الدستور التونسي الجديد، وتطورات الوضع الأمني في ليبيا خاصة في الجنوب، والشأن الاجتماعي في الجزائر، فضلا عن المنتدى الأول للاستثمار المنعقد في نواكشوط. ففي الجزائر، تابعت الصحف الشأن الاجتماعي الذي يميزه الإضراب الذي تخوضه حاليا الشغيلة التعليمية. وذكرت صحيفة (الفجر) أن النقابة الوطنية المستقلة لأساتذة التعليم الثانوي والتقني (سناباست) والاتحاد الوطني لعمال التربية والتكوين (إنباف)، واصلا شل العديد من المؤسسات التربوية عبر الوطن، بسبب عدم تدخل الجهات الوصية لتلبية مطالب الأساتذة والتي وضعت وزارة التربية في ورطة، في ظل التهديد بالتصعيد الأسبوع المقبل، والتحاق المساعدين التربويين الذين عزموا بدورهم على مقاطعة الامتحانات المهنية ردا على الاستخفاف بمطالبهم. وعن تضارب الأرقام بين النقابات والوزارة الوصية على القطاع بخصوص نسب الاستجابة للإضراب، نقلت الصحف انتقاد (إنباف) للتصريحات التي جاءت بها وزارة التربية الوطنية، في ما اعتبر "محاولة لكسر شوكة الحركة الاحتجاجية التي ستكون مدة أسبوع متجدد آليا"، كما اتهم الوزارة الوصية "بانتهاج سياسة الهروب إلى الأمام من خلال استعمال حرب الأرقام" وتقزيم نسب الاستجابة و"تزييف الحقائق والأرقام وتضليل الرأي العام". ورأت النقابة أن الإشكال الحقيقي يكمن في عدم تمدرس التلاميذ، مؤكدة أنه وكيفما كانت الاستجابة فإن "هناك عدد كبير من التلاميذ لايدرسون، والإضراب متواجد في 48 ولاية". وفي سياق الشأن الاجتماعي، ناقشت جريدة (الخبر) ملف السكن في صفحتين، واختارت له عنوانا عريضا "خبراء يؤكدون استحالة إنجاز 250 ألف سكن سنويا ولو بالكرتون.. الحكومة تبيع الوهم للجزائريين". وجاء في الصحيفة أن التقديرات الإحصائية تفيد بأن الطلب الوطني على السكن يصل إلى ما بين 300 إلى 400 ألف سنويا، في حين تقدر قدرة الإنجاز السنوية ما بين 120 ألفا و150 ألفا سنويا. وأوردت الصحيفة شهادات عدد من الفاعلين في مجال السكن، منهم رئيس المجمع الوطني للمهندسين المعماريين عبد الحميد بوداود، الذي اعتبر أن "إنجاز ما بين 250 ألفا إلى 300 ألف وحدة سكنية سنويا، يعد ضربا من الخيال، بالنظر إلى قدرات الإنجاز المتاحة في الجزائر والقدرة الاستيعابية حتى في حضور الشركات الأجنبية"، مشيرا إلى أنه رغم إنشاء وزارة للسكن بتاريخ 23 أبريل 1977، "إلا أن الجزائر افتقدت لرؤية واستراتيجية واضحة المعالم ومنسجمة، ساهمت في إقامة مدن وأحياء مشوهة وغير مدمجة". وفي تونس، اهتمت الصحف بالمصادقة النهائية على الدستور الجديد من قبل رؤساء الجمهورية والحكومة والمجلس التأسيسي، والرهانات المطروحة على النخبة السياسية من أجل استكمال مسار الانتقال الديمقراطي في البلاد. وفي هذا السياق، وتحت عنوان "استحقاقات ما بعد دستور الثورة "، كتبت صحيفة (الصباح)، في افتتاحيتها، ".. الآن وقد انتهت المظاهر الاحتفالية، وبات لتونس دستور ستفخر به حتما الأجيال القادمة، ربما يكون لزاما اليوم على الطبقة السياسية بمختلف مكوناتها الاعتراف بأن المعركة القادمة ستكون الأكبر للارتقاء بتونس إلى مراتب الدول والشعوب الراقية"، مضيفة أن "ذلك يستلزم فتح الملفات الاقتصادية والاجتماعية والأمنية المعقدة". وتحت عنوان "تونس والتحديات الجديدة"، قالت صحيفة (المغرب) إن "تونس شهدت منعرجا حاسما في مسيرة انتقالها الديمقراطي لكن الأصعب مازال أمامنا. لن ينفق التونسيون بنودا من الدستور في الأسواق ولن يعود لهم الأمل بمجرد مغادرة الترويكا الحكم". وبدورها، كتبت (الشروق) "أصبح لنا دستور جديد، وحكومة جديدة .. مكسبان تحققا بكثير من التوافق وبكثير من التنازلات المتبادلة.. وهو ما خلف روحا ايجابية، وانفراجا ظاهرا لدى التونسيين والتونسيات.. لكن هل يكفي هذا الإنجاز¿"، مضيفة أن "الأمر يتطلب إنعاش الاقتصاد، وإطفاء نار الأسعار، ومعالجة ملف البطالة، ومحاربة التهريب، واستئصال الإرهاب، لتهيئة أجواء من الهدوء والاستقرار التي تبقى ضرورية لإنهاء الانتقال الديمقراطي في أفضل الظروف". وكتب المحرر السياسي في صحيفة (الضمير) .."أيام تاريخية ولحظات لا تنسى تعيشها بلادنا على وقع الاحتفالات بالإنجاز التاريخي والعظيم، الذي حققته بالانتهاء من كتابة الدستور"، مضيفا أن "تونس اليوم تصر على الفرح والنجاح والانطلاق نحو المستقبل، وتجميع أكبر عدد ممكن من أبنائها حول جملة من التوافقات والرؤى المشتركة". وفي ليبيا، ما تزال تطورات الوضع الأمني مهيمنة على عناوين الصحف، خاصة بالجنوب الليبي، حيث كتبت صحيفة (الناس) أنه بعد مضي 20 يوما على تفجر الأحداث بهذه المنطقة، لا يزال الغموض يكتنف الوضع "لشح المعلومات حينا وتضاربها أحيانا، وربما لعدم رغبة الناس في تصديق شيء لا يريدونه وعدم ثقتهم في الإعلام أساسا"، مسجلة أن "ما صدر عن الحكومة وممثليها من بيانات "لم يعرها المواطن اهتماما، بعدما تزعزعت ثقته واستبد به الشك". وواكبت الصحيفة، من خلال زيارة استطلاعية، الاستعدادات الجارية لما أسمته "معركة الجنوب"، مشيرة إلى توجه رتل عسكري من مدينة مصراتة إلى المنطقة بتكليف من رئاسة الأركان العامة للجيش. ووقفت الصحيفة على التحضيرات المكثفة بمركز العمليات في قاعدة "الجفرة" الجوية، مبرزة أن القادة العسكريين "كونوا صورة واضحة، من خلال عمليات الاستطلاع والرصد، عن الوضع في القاعدة العسكرية +تمنهنت+ التي يتمركز بها منذ أيام مسلحون مناوئون لثورة 17 فبراير، وكذا عن خطوط الإمداد ومكامن الخطر". وفي سياق متصل، اهتمت صحيفة (ليبيا الإخبارية) بإعلان رئيس الحكومة المؤقتة، أمس، في مؤتمر صحفي عن تشكيل لجنة وزارية لمتابعة الأوضاع بمنطقة "الجفارة" التي تشهد مواجهات مسلحة، موضحا أن الحكومة كانت على تواصل مستمر عبر وزارتي الداخلية والصحة مع أعيان وحكماء وأهالي المنطقة" من أجل التوصل إلى جملة من الاتفاقات والترتيبات لحقن دماء الليبيين وتسليم المجرمين إلى العدالة". واعتبر رئيس الحكومة - حسب الصحيفة - أن تدهور الوضع الأمني في البلاد مرده "وجود فئة من الليبيين لا تريد الأمن والأمان للبلاد وتستعمل السلاح بسهولة خارج شرعية الدولة". وفي موريتانيا، واصلت الصحف اهتمامها بالمنتدى الأول للاستثمار في نواكشوط، ومشروع إنشاء شركة للنقل الجوي بين موريتانيا ومالي والنيجر. وتوقفت الصحف عند التوقيع، في اختتام المنتدى الأول للاستثمار بنواكشوط، على مجموعة من الاتفاقيات الاستثمارية لتمويل عدد من المشاريع الإنمائية في البلاد، بقيمة إجمالية تفوق 250 مليار أوقية (حوالي 840 مليون دولار)، وذلك بين الحكومة الموريتانية وكل من الصندوق السعودي للتنمية وتحالف الراجحي (السعودية) وصندوق النقد العربي والهيئة العربية للاستثمار والإنماء الزراعي. وأبرزت فرص الاستثمار المتاحة في مختلف القطاعات، خاصة الزراعة والثروة السمكية والطاقة والمعادن والطرق والموانئ والمطارات والاتصالات والبنوك والتأمين والسياحة. ونقلت عن الوزير الأول الموريتاني، مولاي ولد محمد لغظف، قوله إن مستوى المشاركة وحجمها في المنتدى والآفاق الواعدة للاستثمار التي نجمت عن هذا اللقاء، "تشكل حصيلة مجزية لموريتانيا"، مؤكدا أن "الوقت قد حان لأن نفتح البلاد أمام المستثمرين جميعا وخصوصا ذوي القربى". وفي هذا السياق، اعتبرت صحيفة (لاتربين) أن الحكومة الموريتانية بتنظيمها هذا المنتدى "ضربت عصافير بحجر واحد"، بحيث أن هذا الملتقى عكس الإنجازات الاقتصادية التي حققتها موريتانيا وجاذبيتها للاستثمارات الأجنبية، كما أنه شكل فرصة لتعبئة موارد مالية جد هامة. وعلى صعيد آخر، تطرقت الصحف إلى الاجتماع التشاوري الذي عقده في نواكشوط وزراء التجهيز والنقل في كل من موريتانيا ومالي والنيجر، لتحديد الآليات القانونية والمؤسساتية والمالية الضرورية لإنشاء شركة مختلطة للنقل الجوي بين البلدان الثلاثة لتعزيز التعاون والمبادلات في ما بينها. وأشارت، في هذا الصدد، إلى قرار تشكيل لجنة ثلاثية لدراسة مشروع إنشاء الشركة في غضون خمسة عشر يوما على أن يتم تقديم الدراسة التي ستنجزها اللجنة قبل 31 ماي القادم . وأكدت صحيفة (لوتانتيك) على أهمية هذا المشروع الطموح وكذا التحالفات الاستراتيجية أو العمليات الاندماجية في مجال النقل الجوي التي قد تعوض هشاشة شركات الطيران الوطنية في مناخ يتسم بالمنافسة الشرسة، متسائلة في ذات الوقت عن مرودية المشروع في ضوء تجارب مماثلة فاشلة على صعيد القارة السمراء.