تركزت اهتمامات الصحف المغاربية الصادرة ، اليوم الأحد، حول سوء تدبير المال العام في الجزائر، وقمة الإليزيه للأمنوالسلام في إفريقيا، ورحيل الزعيم الجنوب إفريقي نيلسون مانديلا، واستمرار الحراك المناهض لوجود التشكيلات المسلحة في ليبيا، وجهود المصالحة الوطنية فيها والوضع السياسي والاقتصادي العام في تونس . ففي الجزائر، نددت الصحف المحلية بسوء تدبير المال العام على ضوء التقرير الأخير لمجلس الحسابات الذي كشف عن اختلالات صارخة في هذا المجال. وفي هذا السياق، قالت صحيفة (لبيرتي) إن السكوت عن هذا التقرير حول إدارة يتسم تسيرها للموارد العمومية بالضبابية يعني رفض الوظيفة المؤسساتية لمراقبة العمل الحكومي. وأشارت الصحيفة، في معرض حديثها عن الإختلالات المسجلة في هذا الصدد، إلى غياب حصيلة العمليات وإعادة توظيف بعض الحسابات وغياب الوثائق الثبوتية للنفقات والتي تقدر بملايين الدينارات، مؤكدة أن التناقض صارخ للغاية بين خطورة الإختلالات التي وقف عليها تقرير مجلس الحسابات وغياب رد فعل رسمي. وعبرت صحيفة ( لوجون أنديباندان) ،من جهتها ، عن أسفها لكون تقرير مجلس الحسابات الذي أماط اللثام عن جانب من ضبابية تدبير المال العام في الجزائر لم يحرك للحكومة ولا للعدالة ساكنا ، لاسيما في ظرفية تتميز بتنامي فضائح الرشوة والفساد . وفي موريتانيا ، انصب اهتمام الصحف على قمة الإليزيه للأمن والسلام في إفريقيا ورحيل المناضل الإفريقي الكبير نيلسون مانديلا. فقد تطرقت صحيفة ( الشعب ) إلى قمة الإليزيه للأمن والسلام في إفريقيا وركزت بالخصوص على إعلان الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند مضاعفة الاستثمارات الفرنسية في إفريقيا خمس مرات خلال السنوات الخمس القادمة. وأشارت الصحيفة إلى الاجتماع الذي عقده رؤساء كل من موريتانيا محمد ولد عبد العزيز والسينغال ماكي صال ومالي إبراهيم بوبكر كيتا وغينيا آلفا كوندي،وهي الدول الأعضاء في منظمة استثمار نهر السينغال، على هامش قمة الإليزيه ، والذي بحثوا خلاله سبل دفع التعاون بين الدول الأعضاء وتسريع وتيرة الاندماج بينها والقضايا ذات الاهتمام المشترك على ضوء نتائج قمة باريس . كما توقفت الصحيفة عند المحادثات التي أجراها الرئيس الموريتاني في باريس مع كل من الرئيس التونسي محمد منصف المرزوقي ورئيس الحكومة الليبية علي زيدان ورئيس الوزراء الجزائري عبد المالك سلال ، والتي تناولت علاقات موريتانيا مع البلدان الثلاثة والقضايا ذات الاهتمام المشترك في ضوء نتائج قمة الإليزيه. وتصدر رحيل الرئيس الجنوب إفريقي الأسبق والمناضل الإفريقي الكبير نيلسون مانديلا صدر الصفحات الأولى للصحف الموريتانية التي رصدت ردود الفعل التي خلفتها وفاته ونعيه من قبل مختلف الأحزاب السياسية وإعلان الحكومة الموريتانية الحداد لمدة ثلاثة أيام . وفي هذا الصدد، نشرت صحيفة (أخبار نواكشوط) مقالا تحت عنوان " إلى مانديلا . يرحل الكبار .. ولا يرحلون" جاء فيه على الخصوص " في حياة مانديلا أسفار كثيرة من الدروس والعبر، وكيف لا وهو مدرسة نضالية لا مثيل لها في القرن العشرين، وحسبنا أن نذكر واحدا من هذه الدروس التي أهداها مانديلا للعالم الثالث والعالم العربي وإفريقيا، إنها انسحابه من الحياة السياسية وتخليه عن السلطة لنائبه أمبكي، وهي سابقة في الحياة السياسية في إفريقيا التي لا يترك الرؤساء فيها السلطة إلا إلى الموت ". من جانبها ، قالت صحيفة ( لورينوفاتور) إن مانديلا نذر حياته من أجل تحرير شعبه في ظروف عصيبة من تاريخ جنوب إفريقيا، التي أصبحت بفضل نضاله، بلد المساواة والتسامح والحرية بعدما كانت بلد الميز العنصري بامتياز. واعتبرت (لوتانتيك) أنه برحيل ماديبا فقدت الإنسانية واحدا من أشهر مرجعياتها الأخلاقية ، وفقدت جنوب إفريقيا واحدا من أشهر أبنائها البررة على مر التاريخ، داعية الاتحاد الافريقي إلى إحداث " جائزة نيلسون مانديلا لحقوق الإنسان" تمنح يوم 5 دجنبر من كل سنة. من جهتها، ركزت الصحف الليبية على استمرار الحراك المناهض لوجود التشكيلات المسلحة شرق البلاد ، وجهود المصالحة الوطنية ، والمخاطر التي تكتنف العمل الصحفي في السياق الأمني الراهن ، ودعم الأممالمتحدة للمسار الانتقالي في البلاد. فقد واصلت صحيفة ( ليبيا الإخبارية ) مواكبتها للمظاهرت والاحتجاجات التي تشهدها منذ عدة أيام مدينة " درنة " شرق البلاد ، مطالبة بخروج التشكيلات المسلحة من المدينة وتفعيل جهازي الجيش والشرطة. وأفادت الصحيفة بأن رئاسة الأركان بالجيش الليبي قررت على خلفية هذا الحراك ، الذي شل مختلف مظاهر الحياة بالمدينة ، تعيين حاكم عسكري للمنطقة ووضع قوة عسكرية تحت إمرته لضبط الأمن فيها. واستأثر الوضع المحتفن في " درنة " أيضا باهتمام صحيفة (برنيق) التي كتبت أن " استهداف المتظاهرين بالرصاص الحي من قبل مسلحين لم يثنهم عن مواصلة مظاهراتهم المنددة بالإرهاب والمنهج التكفيري الذي تتبناه إحدى الجماعات المسلحة". وأبرزت أن المدينة تشهد غيابا تاما للمؤسسات الأمنية والعسكرية "جراء أسلوب التصفية الجسدية الذي ينتهجه بعض المتطرفين ضد العناصر المنتمية لهذين الجهازين". صحيفة ( ليبيا الجديدة) تطرقت ، من جانبها، إلى جهود المصالحة الوطنية التي يبذلها أعيان ووجهاء عدد من المدن والقبائل الليبية ، والتي كللت بإطلاق سراح عدد من السجناء من منطقة " بني وليد" الذين كانوا موقوفين في مدينة " الزواية " على خلفية الأحداث والمواجهات التي جرت إبان ثورة 17 فبراير. ونقلت الصحيفة عن وزير العدل الليبي صلاح المرغني قوله ، في حفل أقيم بالمناسبة وحضره ممثلون عن الحكومة ومنظمة الأممالمتحدة والصليب الأحمر الدولي ومنظمات حقوق الإنسان، إن هذا الحدث " يؤكد ترابط الليبيين وتواددهم وتمسكهم بمبادئ الدين الإسلامي الحنيف، واحتكامهم إلى القانون للقصاص ممن أجرم في حق الشعب الليبي". أما صحيفة (فسانيا) فسلطت الضوء على المخاطر التي تكتنف العمل الصحفي في ليبيا حاليا "حيث يعمل الصحفيون في ظل تغول المليشيات المسلحة وسيطرتها شبه المطلقة على المشهد الليبي في أغلب تفاصيله ". وكتبت الصحيفة في افتتاحيتها أن هذا الوضع " يجعل عمل الصحفيين استثنائيا بكل المقاييس وأشبه بالممارسة في حقل ألغام " ، منبهة إلى أن الأمر يتطلب " توخي الحدز في نقل الأخبار أو صياغة مقالات الرأي". صحيفة ( فبراير) توقت عند تصريحات الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون التي أكد فيها دعم المنظمة للشعب الليبي من أجل " تكوين دولته وإتمام المرحلة الانتقالية وانتخاب الهيأة التأسيسية لصياغة الدستور"،مضيفة أن بان كي مون قرر إيفاد بعثة من مجلس الأمن الدولي إلى ليبيا مطلع الشهر القادم للاطلاع عن كثب على الوضع الأمني في البلاد. من جهتها، واصلت الصحف التونسية تسليط الضوء على الوضع السياسي والاقتصادي العام والاحتمالات الممكنة للوصول إلى تسوية سياسية للأزمة المزمنة في البلاد ، إلى جانب رحيل الزعيم التاريخي لجنوب إفريقيا نيلسون مانديلا ودلالات مساره السياسي والانساني بالنسبة للوضع في تونس. وفي هذا السياق، كتبت صحيفة ( الصباح ) في افتتاحيتها " ترك لنا مانديلا تجربة مليئة بالعبر، وأبرز ما فيها بالنسبة لنا تحقيقه الوفاق الوطني في بلاده في ظرف ربما أصعب بكثير مما نعيشه في تونس اليوم. التاريخ في ظاهره لا يزيد عن الإخبار وفي باطنه نظر وتحقيق هذا ما نبهنا إليه العلامة ابن خلدون. ومن هذا المنطلق نفهم تجربة مانديلا". وفي السياق ذاته ، وتحت عنوان "لا تقتلوا مانديلا في تونس"، كتبت صحيفة ( الشروق) " رحل مانديلا وكأن التونسيين لم يقرؤوا بالصفة اللازمة مآثره الحسنة في الصفح والتسامح ونشر قيم المحبة والسعي لمعالجة ملفات الماضي المؤلمة بما يعزز مناخ السلم والتهدئة ويدعم عناصر المصالحة الوطنية ". وعلى مستوى الوضع السياسي، كتب المحرر السياسي في صحيفة (المغرب) أن الرأي العام التونسي" منقسم إلى ثلاث فئات، فئة تريد خروج النهضة من الحكم مهما كان الثمن، وثانية، كل المعطيات تشير إلى أنها أضحت أقلية، تريد للحركة الإسلامية البقاء إلى حين الانتخابات القادمة، أما الفئة الثالثة، ولعلها الأكثر عددا، فهي منغمسة في شظف حياتها اليومية ولم تعد تنتظر من السياسة الشيء الكثير". من جهة ثانية، أوردت صحيفة ( الضمير) تصريحات للأمين العام للاتحاد العام التونسي للشغل، يشير فيها إلى أن" الوضع الحالي يؤكد أن الخروج من المستنقع الاجتماعي والاقتصادي والأمني والاحتقان رهين بالتوافق في جبهة واحدة في إطار تشاركي تكون فيه الحقوق الاقتصادية والاجتماعية هي المرجعية ".