استأثر باهتمام الصحف المغاربية، الصادرة اليوم الاثنين، على الخصوص، التهديد الإرهابي المتواصل في تونس، والأزمة في الجزائر، والعلاقة ما بين موريتانيا والبنك الدولي. ففي تونس، تناولت صحف الخطر الإرهابي المتواصل في البلاد وخطط المجموعات المسلحة إشراك الأطفال في عملياتهم، ضمنها صحيفة (الصريح) التي أوردت أن إرهابيين يدربون الأطفال على رصد الأمنيين والعسكريين. واستندت الصحيفة في ذلك إلى إعلان وزارة الداخلية مؤخرا عن كشفها لمجموعة إرهابية أغلب عناصرها شباب تتراوح أعمارهم ما بين 16 و25 عاما، ناقلة عن خبراء ومراقبين تحذيراتهم من ارتفاع نسبة استقطاب الأطفال والشبان من قبل التنظيمات الإرهابية عبر غسل أدمغتهم بواسطة صفحات التواصل الاجتماعي أو بصفة مباشرة. وأضافت أن (كتيبة عقبة بن نافع)، التي تنشط في تونس، ثبت أنها تستخدم الأطفال بعدما بثت مقاطع فيديو تظهر إشراكهم في "معاركهم الظالمة ضد رجال الأمن والجيش وغيرهم من المواطنين التونسيين"، موردة عن مصدر قضائي أن عددا من الأطفال أحيلوا على التحقيق في قضايا الإرهاب، وصدرت في حقهم قرارات الإيداع بعد أن ثبت أن دورهم أساسي في عدة قضايا إرهابية. ووفق المصدر ذاته، فإن الأطفال المحقق معهم تراوحت أعمارهم ما بين 14 و16 سنة، وأن التحقيق معهم يكون عن طريق قضاة مختصين في قضايا الأطفال. وتناولت صحيفة (الأسبوع) موضوع الإرهاب في تونس من حيث كلفته الباهظة، مشيرة إلى أرقام صدرت مؤخرا عن كل من المعهد العربي لأصحاب المؤسسات والمركز التونسي لليقظة والذكاء الاقتصادي، جاء فيها أن تونس ستتحمل في العام 2015 كلفة قدرها 8,1 في المائة من الناتج الداخلي الخام. ورصد تقريرا المؤسستين تبعات العمليات الإرهابية، منها مغادرة المستثمرين الأجانب البلاد، "إذ أن هجوما واحدا يدفع نحو 300 شركة للمغادرة ما يعني أن 3600 شخصا يفقدون مواطن شغلهم"، ملاحظا أن تبعات أي ضربة إرهابية لا تظهر فقط على المدى القصير بل بعد خمس سنوات كمعدل عام "وسيكلف ذلك الدولة مثلا في 2020 حوالي 3,3 مليون دينار". وسجلت المؤسستان أن هذه الكلفة التقديرية لا تأخذ بعين الاعتبار تراجع الدينار مقابل الدولار والأورو، ما يعني أن تسديد القروض سيكون في كل عام أكثر تكلفة، ليس على مستوى أصل الدين والفوائد ولكن أيضا على مستوى تآكل العملة الوطنية. وفي الجزائر، توقفت الصحف عند اعتراف الوزير الأول، عبد المالك سلال، خلال لقاء نظم أمس بالعاصمة الجزائرية، بأن بلاده تجتاز ظرفا اقتصاديا "صعبا" بسبب تراجع عائداتها من المحروقات بعد تهاوي أسعار النفط في السوق العالمية. وقدمت صحيفة (ليبرتي) أرقاما تؤكد ما قاله سلال، موردة، استنادا إلى معطيات للبنك المركزي الجزائري، أن صادرات الجزائر من المحروقات تراجعت من 79,31 مليار دولار في النصف الأول من سنة 2014 إلى 1,18 مليار دولار في الفترة ذاتها من السنة الجارية، أي بانخفاض نسبته 43,1 في المائة. وفي سياق الأزمة، ذكرت صحيفة (الشروق) أن خبراء الاقتصاد أطلقوا النار على السياسة المالية والاقتصادية المنتهجة في الجزائر، وقالوا إن الحكومة معرضة لتكرار سيناريو 1986 ولن تكون بعيدة عن الأزمة، كما تحدثوا عن استحالة عودة "العصر الذهبي للبترول"، مشككين في الأرقام التي قدمها محافظ بنك الجزائر، محمد لكصاسي بشأن احتياطي الصرف الأجنبي. وشدد خبير اقتصادي على أن الجزائر باتت مضطرة لتنويع موارد الطاقة في ظل توجه كافة الدول إلى المصادر غير التقليدية، معتبرا أن المحروقات "ليست هي من سيطور الجزائر وإنما قطاعي الزراعة والصناعة"، ومحذرا من أن سوء استغلال الطاقة والمحروقات في الجزائر سيترتب عنه نتائج سلبية خلال المرحلة المقبلة". ونقلت الصحيفة أيضا عن خبير آخر أن الوضعية المالية للجزائر "صعبة"، وأن هذه الأخيرة ستكون غير مستقرة في ظل المؤشرات الحالية، فيما شدد آخر على أن مشكلة الجزائر في قطاع الطاقة هو الفرق بين سعر التصدير وسعر الترويج في السوق المحلية، قائلا إن "الطاقة تباع للشعب بسعر أقل 20 مرة من ثمن تصديرها، في ظل تناقص الموارد، وهو ما يتطلب من الحكومة تطويرا حقيقيا لهذا المجال خلال المرحلة المقبلة". وفي موريتانيا، تناولت الصحف علاقات موريتانيا بالبنك الدولي، حيث تحدثت عن انطلاق أشغال المراجعة الدورية المشتركة للمشاريع والبرامج الممولة من طرف البنك في موريتانيا بهدف استعراض وتقييم التعاون الثنائي وتدارس السبل الكفيلة بتطويره وتشخيص ومعالجة العقبات التي تعيق تسييره. ونقلت الصحف عن وزير الشؤون الاقتصادية والتنمية قوله إن موريتانيا والبنك الدولي يرتبطان باستراتيجية تعاون بقيمة إجمالية تزيد على 334 مليون دولار تغطي الفترة ما بين 2014- 2016. وفي سياق متصل، أشارت الصحف إلى توقيع موريتانيا والبنك الدولي، الجمعة الماضي في نواكشوط، اتفاقية هبة مالية لدعم التسيير المستديم للموارد البيئية في بعض ولايات البلاد بمبلغ 4,8 مليون دولار. وفي الشق المالي دائما، توقفت الصحف عند اتفاقية التمويل التي تم التوقيع عليها بين موريتانيا والصندوق العربي للإنماء الاقتصادي والاجتماعيº يقدم بموجبها الصندوق لموريتانيا 33 مليون دينار كويتي (ما يناهز 35 مليار أوقية) ستخصص لتطوير شبكات إنتاج ونقل وتوزيع الكهرباء. وفي الجانب الصحي، ذكرت صحيفة (الأمل الجديد)، استنادا إلى مصادر طبية، أن المستشفى الوطني ومستشفى الشيخ زايد بالعاصمة يستقبلان يوميا مئات الإصابات بحمى الضنك المنتشرة في الآونة الأخيرة في نواكشوط. وإعلاميا، رصدت الصحف الموريتانية ردود الفعل التي خلفها قرار السلطة العليا للصحافة والسمعيات البصرية بتعليق برنامج بإحدى الإذاعات الخاصة على خلفية عدم التزامها بدفتر الالتزامات، إضافة إلى بثها لبعض المواد التي تتنافى مع أدبيات المهنة.