خاضت الصحف المغاربية، اليوم الخميس، في قضايا الساعة بالمنطقة، أبرزها الوضع الأمني في تونس، والأزمة الاقتصادية في الجزائر، والاستراتيجية الوطنية للشباب والرياضة بموريتانيا. ففي تونس، ما تزال الصحف تثير الوضع الأمني للبلاد في أعقاب مجزرة فندق بسوسة وما خلفته من ضحايا جميعهم أجانب، مشددة على أن الإرهاب أصبح يطرح إشكالا من الجانب الحقوقي. وتساءلت صحيفة (المغرب) إن كان التونسيون "فاعلين وناجعين" في الحرب على الإرهاب مع المحافظة على منظومة حقوق الإنسان برمتها، واصفة هذا السؤال بالصعب "أخلاقيا" في كل حرب على هذه الآفة. ورأت أنه من الضروري إجراء "نقاش هادئ وعميق مع الأمنيين والخبراء" لربح رهان هذه الحرب "التي ستكون طويلة والتي لن نربحها لو توهمنا أن دوس الحقوق والحريات والقانون هو الطريق الأيسر والأقصر"، معتبرة أنها "الجدلية المستمرة بين القوة والحق، وقدرنا في تونس أن نمزج بينهما بما يضمن الديمقراطية والأمن معا ولا يقايض أحدهما بالثاني". ورهنت صحيفة (الصباح) النجاح في هذه الحرب بالتنسيق والمساعدة اللتين تحتاجهما تونس لإدخال التعديلات اللازمة على الاستراتيجية التي اعتمدتها حتى الآن في مجال محاربة الإرهاب، بصورة تتيح تلافي ما سبق أن تم الوقوع فيه من أخطاء، وتضفي نجاعة أكثر وأكبر على العمل الاستباقي الأمني. ومن بين الإجراءات التي بادرت إليها الحكومة بعد مجزرة سوسة، استهداف حزب التحرير الذي عقد مؤخرا مؤتمره السنوي في العاصمة تونس، بينما رفع أنصاره رايات سوداء والتجول بها، حيث تساءلت صحيفة (الصريح) إن كان هذا الحزب "تجاوز الخط الأحمر". وعبرت الصحيفة عن الخشية من فتح ساحة توتر جديدة "نحن في غنى عنها ستكون هذه المرة بين الدولة أو الحكومة وتيار سياسي إسلامي قد يجد التعاطف من أنصاره وأصحاب التوجهات اليمينية وتتحول المعركة إلى صراع إيديولوجيات ونمط عيش". وفي خضم ذلك، تساءلت صحيفة (الشروق) إن كانت حالة الطوارئ التي عاد الحديث عنها مجددا بعد 15 شهرا من إيقاف العمل بها، ستنهي خطر الإرهاب، موردة أن هذا الخيار لا يلقى إجماعا حيث يرى البعض أنه قد يؤثر على نسق الحياة العادي في حين يعتبره آخرون أنه بات ضروريا بالنظر إلى الخطر الذي أصبح مخيما على البلاد جراء العمليات الإرهابية. وفي الجزائر، طغى على اهتمامات الصحف تداعيات أسعار النفط على اقتصاد البلاد، حيث ألقت صحيفة (ليكسبرسيون) باللائمة على السلطات التي استخفت بتراجع هذه الأسعار بمقدار النصف من يونيو 2014 ومطلع السنة الجارية من دون أخذ قرارات تكسب مناعة للاقتصاد الوطني. وأوردت أن صادرات المحروقات التي تمثل نحو 94 في المائة من مجموع صادرات البلاد لم تحقق في هذه الفترة إلا 14,91 مليار دولار مقابل 27,35 مليار دولار خلال الفترة ذاتها من 2014. ووصفت هذا التراجع ب"المقلق"، لسبب بسيط هو أن أسعار الذهب لن تعود إلى سابق عهدها، والجزائر مضطرة لشد الحزام أكثر، مع العلم أنها لا تملك شيئا غير المحروقات لجلب العملة الصعبة للحفاظ على توازنها المالي. ومن جهتها، أكدت صحيفة (ليبرتي) أن في هذه الظرفية التي قلصت عائدات البلاد من العملة الصعبة بنحو الثلثين، قد تشكل الأموال غير المودعة في البنوك مصدرا بديلا لتمويل مشاريع الاستثمار، مشيرة في هذا الصدد إلى دخول إجراء يفرض التعامل بالشيك عند كل معاملة تفوق قيمتها مليون دينار جزائري حيز التنفيذ. وفي سياق سياسة التقشف التي شرعت الحكومة في تطبيقها لتخفيف الأزمة الاقتصادية، نشرت صحيفة (الشروق) مقالا جاء فيه أن "لعنة التقشف بدأت تلاحق الجزائريين، مثلما طاردتهم لسنوات لعنة التبذير، والحال أن شد الحزام يعني الفقراء قبل الأغنياء والمحظوظين، ولكم أن تتصوøروا من المتضرøر أكثر من تجميد المشاريع وتخفيض الدينار والعودة إلى الاستدانة الخارجية وتخصيص بطاقات تموين الوقود وفرض ضرائب على النظافة". وتابعت "الأكيد أن الأثرياء والمستثمرين ورجال الأعمال وكبار التجار والمستوردين، سيدفعون الفاتورة غالية، لكن الفاتورة ستكون قاصمة ومؤلمة أكثر بالنسبة للمعذبين في الوظائف والورشات، وعامة الناس ممøن يشتكون ويشترون وأجورهم لا تسدø سوى النصف الأول من الشهر". ومن جهة أخرى، لا زالت الصحف تثير مسألة الإنذارات التي وجهتها وزارة الاتصال وسلطة ضبط قطاع السمعي البصري في الجزائر لعدد من القنوات التلفزيونية الخاصة على خلفية بثها برامج محرضة أو مشيدة بالعنف والإرهاب وانتقاد كبار المسؤولين في الدولة والوزراء في الحصص الفكاهية خلال شهر رمضان. ونقلت صحيفة (الخبر) استنكار الأمينة العامة لحزب العمال، لويزة حنون، للحملة الحكومية ضد هذه القنوات التلفزيونية، واصفة إياها ب"الخانقة لحرية التعبير"، ومتهمة من تطلق عليهم جماعة "الأوليغارشيا" بالوقوف وراء المضايقات التي تستهدف الإعلام الحر. وفي موريتانيا، تناولت الصحف الاستراتيجية الوطنية للشباب والرياضة، وتحرير القطاع السمعي البصري. وفي هذا الصدد، تطرقت الصحف إلى تنظيم ورشة عمل، أمس الأربعاء في نواكشوط، للمصادقة على الاستراتيجية الوطنية للشباب والرياضة في الفترة ما بين 2015 -2020. وأشارت إلى أن هذه الاستراتيجية تعتمد في خطوطها العريضة على مواجهة التحديات الراهنة التي تواجه الشباب كالهجرة السرية والبطالة والجريمة المنظمة والتطرف. ونقلت عن الأمين العام لوزارة الشباب والرياضة قوله إن هذه الاستراتيجية تجسد الاهتمام الحكومي بقضايا الشباب باعتباره القوة الحية التي يراهن عليها البلد لتحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية والثقافية المندمجة والمستدامة. وذكرت بأن تنظيم الورشة يأتي إثر التوصيات الصادرة عن الأيام الجهوية والوطنية للتشاور حول الشباب والرياضة التي نظمها القطاع الوصي مؤخرا، وتم خلالها إدراج محاور عديدة في هذه الاستراتيجية من بينها تحسيس الشباب بالمسؤولية الاجتماعية وترقية الرياضة والثقافة كعوامل للصحة العمومية والوحدة الوطنية. ومن المواضيع الأخرى التي تناولتها الصحف تحرير القطاع السمعي البصري، حيث تطرقت صحيفة (لوكوتديان دي نواكشوط ) إلى توقف ثلاث قنوات تلفزيونية خصوصية، من أصل خمسة التي توجد في موريتانيا، عن البث لعدم سدادها للديون المتراكمة عليها كحقوق للبث. وأشارت الصحيفة إلى أن قرار وقف البث عن هذه القنوات الثلاث، زوال يوم الاثنين الماضي اتخذ من طرف شركة البث الإذاعي والتلفزي الموريتانية لعدم تسديدها للمبالغ التي بذمتها، مضيفة أن البث استؤنف بعد حوالي أربع ساعات إثر التوصل إلى حل وسط مع الشركة التي منحت القنوات المعنية مهلة لتسديد هذه المستحقات. واعتبرت الصحيفة أن هذا الحادث يعد دليلا على فشل تحرير الفضاء السمعي البصري في موريتانيا والذي اختزلته في غياب الإمكانيات والمستشهرين وقلة الموارد البشرية المؤهلة وعدم اتخاذ إجراءات مواكبة لقرار تحرير هذا الفضاء.