تناولت الصحف المغاربية الصادرة ،اليوم الثلاثاء، الأزمة المالية في الجزائر ومستجدات المشهد السياسي في سياق تواصل أزمة الحزب الحاكم ( نداء تونس) وإشكالية تجديد مجلس الشيوخ في موريتانيا. ففي الجزائر ، اهتمت الصحف المحلية بالأزمة المالية الناجمة عن تراجع أسعار النفط، متوقفة عند التدابير المتخذة من قبل الحكومة لتعويض خساراتها النفطية بعد تقهقر أسعار الذهب الأسود. ووصفت صحيفة (ليبرتي) عملية العفو الضريبي التي أطلقتها السلطات منذ ستة أشهر لاستقطاب الأموال المتداولة خارج القنوات الرسمية إلى البنوك ب " الفشل الذريع". وأشار كاتب المقال إلى أن " ما كان يسمى، مجازا، خدمات مصرفية، اعتبر في الواقع مجرد ذر للرماد في العيون بعد الانخفاض الحاد في أسعار النفط". ولمواجهة هذا الفشل، دعت الصحيفة المشرفين على العملية إلى مراجعة أوراقهم بسرعة " اللهم إذا استمرت اللوبيات هي المتحكمة في اللعبة والقرارات". وتحت عنوان "250 متعاملا فقط أودعوا أموالهم في البنوك : أصحاب الشكارة يرفضون إغراءات الحكومة "، كتبت صحيفة (البلاد) أن الحكومة " لم تعلن إلى حدود الآن عن مصير الناشطين في السوق الموازية الذين يرفضون الانخراط في هذه العملية بعد انتهاء آجالها نهاية السنة الجارية بما يفهم أن الحكومة لا ترغب في تسويق فكرة + العفو الضريبي+، وهو ربما ما أثر في نجاح العملية لحد الآن، كونه يبث هواجس ومخاوف عند أصحاب المال القذر وأصحاب الثروات المتحصلة من مصادر مشبوهة، من إمكانية المساءلة البعدية عن مصدر هذه الثروات". من جهتها، نقلت صحيفة ( صوت الأحرار) عن كاتب الدولة لدى الوزير الأول للاستشراف والإحصائيات سابقا بشير مصطفى قوله ، في محاضرة ، أن تراجع أسعار النفط ، التي تشهدها السوق الدولية حاليا ، يعود إلى " أسباب هيكلية أي أنماط الانتاج الظرفية"، مشيرا إلى أن "عصر النفط انتهى، وأن على الجزائر الاستعداد لمرحلة ما بعد النفط ". ونقلت صحيفة (لوكوتديان وهران) عن عدد من الخبراء تأكيدهم أن هذه العملية ، التي أطلقتها الحكومة وسط ضجة كبيرة في غشت الماضي، تهدف إلى جمع حوالي 40 مليار دولار " تدور في محيط قنوات مالية تقليدية". وفي تونس تناولت الصحف تطورات الوضع داخل (نداء تونس) حيث كتبت صحيفة (المغرب) أنه من المنتظر أن ينعقد اجتماع الهيئة السياسية للحركة المؤجل في أكثر من مناسبة بحر هذا الأسبوع في انتظار لم شمل ما تبقى من أعضائها لإيجاد حل بعد موجة الاستقالات والانسحابات التي طالتها ومطالبة برحيل حافظ قائد السبسي. وأضافت أنه إذا ما تواصل الوضع على ما هو عليه " فإن عدد المنسحبين من الهيئة وعن شق نجل الرئيس سيعرف ارتفاعا...". من جهتها، نقلت صحيفة (الصباح ) عن رئيس الجمهورية الباجي قائد السبسي قوله في حديث صحفي " طلبت منه ( يقصد حافظ قائد السبسي) مغادرة حزب نداء تونس، عسى أن يتوقف الذين يروجون لمسألة التوريث عن الإساءة لي " ، مؤكدا أن عائلته لا تتدخل في شؤون الرئاسة وإدارة البلاد. في المقابل كتبت صحيفة ( الشروق) أن الباجي قائد السبسي لم يحدد تاريخ النصيحة " فيضعنا بذلك أمام فرضيتين لا ثالث لهما، فإما أن تكون النصيحة حديثة العهد ما يجعلها عديمة الجدوى بما أن الحزب قد انشطر منذ أشهر إلى شطرين قبل أن تطال الخلافات والاستقالات شق حافظ نفسه منذ مؤتمر سوسة يومي 9 و10 يناير الماضي، وإما أن تكون قديمة وأن يكون حافظ قد رفضها أو تجاهلها بما يجعلها عديمة الجدوى أيضا بالنظر الى النتائج الحاصلة حاليا". وأشارت الصحيفة إلى أن لقاءات متتالية عقدها الأمين العام الوطني لحركة (نداء تونس) حافظ قائد السبسي بعدد من الوجوه التجمعية (حزب بن علي سابقا) البارزة المنتمية لأحزاب أو المستقلة منها، متسائلة عما إذا كانت هذه اللقاءات والنقاشات ستفضي إلى انضمام هذه الوجوه إلى النداء ليصبح حزبا دستوريا ( يضم الدساترة المنحدرين من العهد القديم). كما تساءلت الصحيفة هل المشاريع السياسية الجديدة لجمعة ( رئيس الحكومة السابق) ومرزوق (الأمين العام المستقيل من نداء تونس) والزنايدي (قيادي تولى عدة مناصب وزارية في عهد بن علي) "بدائل حقيقية أم مصاعد للسلطة؟ من جهتها، كتبت صحيفة (الضمير) أن حركة النهضة " تعيش على وقع مؤتمرها العاشر ، الذي قطعت أهم المحطات في اتجاه عقده، مخاضا جديدا نحو إحداث نقلة نوعية من حيث إعادة ترتيب بيتها الداخلي وإعادة انتشارها في الداخل والخارج وانخراطها أكثر في المجتمع ليكون لها دور أكبر في مجالات الفعل السياسي والاقتصادي والثقافي والاجتماعي". صحيفة (المغرب) نشرت حوارا مع عدنان منصر الأمين العام ل (لحراك تونس الإرادة) (حزب جديد أسسه مؤخرا الرئيس السابق محمد المرزوقي)، اعتبر فيه أن " الانتخابات المبكرة من بين حلول الأزمة في البلاد". من جهة ثانية، وبخصوص تطورات الملف الليبي وتأثيراته على الوضع في تونس، أبرزت بعض الصحف ، استنادا الى استطلاع للرأي، أن التونسيين يرفضون التدخل العسكري في ليبيا. وفي هذا الصدد، أشارت جريدة (الصحافة) إلى أن الحزب الجمهوري دعا إلى تشكيل ائتلاف مدني وسياسي مناهض للحرب على ليبيا. وتناولت الصحف الموريتانية إشكالية تجديد مجلس الشيوخ وتداعيات فرار مجموعة من السجناء من أكبر سجن في موريتانيا. وفي هذا السياق، كتبت ( الصحيفة) أن مجلس الشيوخ الحالي يعتبر أطول مجلس شيوخ موريتاني مامورية منذ ميلاد التعددية بالبلاد سنة 1991 ، حيث تم انتخابه في عهد الرئيس الأسبق معاوية ولد الطايع قبل عشر سنوات، وتم تجديد الفئة ( أ) منه في 2009 ، بينما لم يقع تجديد الفئتين ( ب) و ( ج ) حتى الآن. وأشارت الصحيفة في مقال تحت عنوان " أزمة تجديد مجلس الشيوخ .. كيف ستخرج الحكومة من عنق الزجاجة " إلى إقرار المجلس الدستوري، في رسالة له ردا على استشارة الحكومة حول تجديد ثلثي مجلس الشيوخ الحالي، بأن هذا الأخير أصبح " غير دستوري " بفعل انقضاء كامل مامورية فئاته الثلاث،ومطالبته الحكومة بتجديده كاملا في أسرع وقت. وقالت الصحيفة إن حساسية الموضوع تتجلى في احتمالية توقف البرلمان عن تشريع القوانين التي تحتاج لمصادقة مجلس الشيوخ بعد الجمعية الوطنية ،مما سيعطل عمل الحكومة. وواصلت الصحف اهتمامها بعملية فرار مجموعة من السجناء من سجن ( دار النعيم ) بالعاصمة نواكشوط التي اعتبرت الأكبر من نوعها خلال السنوات الأخيرة. وفي هذا السياق ذكرت ( الأمل الجديد) أن قوات الأمن تمكنت بعد مرور أكثر من يومين على الحادث من إلقاء القبض على 23 من السجناء الفارين من أصل 43 . وقالت إن السلطات الأمنية والقضائية قد بدأت منذ الجمعة الماضي عملية مطاردة واسعة لاعادة اعتقال السجناء الفارين، مشيرة إلى أن عملية الفرار الجماعي قد أثارت مخاوف الشارع في العاصمة لأن من بين الفارين مدانون في عمليات قتل واغتصاب بشعة. ومن بين المواضيع الأخرى التي تطرقت إليها صحف اليوم رسالة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز للرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز وتوجه الدفعة الثانية من التجريدة العسكرية الموريتانية لإفريقيا الوسطى للمشاركة ضمن قوات حفظ السلام الأممية وتطورات صراع الأجنحة الذي تعيشه مبادرة انبعاث الحركة الانعتاقية ( إيرا) غير المرخص لها.