أطلق شباب مدينة فجيج، الواقعة في أقصى الجنوب الشرقي للمملكة، سواء القاطنون فيها، أو المقيمون في بلدان أوربية، خاصة في فرنسا، عريضة احتجاجية تندد بما سموه "حصار وتطويق المدينة" جراء تشييد سياج من طرف السلطات المغربية، وذلك من جهة الحدود مع الجزائر. وأبدى سكان فجيج الغاضبون، وفق العريضة التي اطلعت عليها هسبريس، ووقعها شباب المدينة، وأيضا العديد من مغاربة العالم، رفضهم الطريقة التي تم من خلالها وضع سياجات تفصل مساحات أرضية شاسعة، تعود ملكيتها لأبناء المنطقة، لصالح الجزائر. وأوردت العريضة ذاتها أن "السياج المذكور تم إحداثه في الغالب لدواع أمنية، لكن دون اعتبار للتأثيرات الاقتصادية والاجتماعية لذلك على السكان المحليين، المستقرين والرحل، الذين يعيشون في المنطقة"، معلنة "احتجاج السكان ضد المس بحرية تنقلهم داخل أراضيهم، دون خطوط تقسيم، ولا حرس الحدود". وقال قاسم، أحد أبناء فجيج، معلقا على ما يجري حاليا بالمنطقة، إنه "يتعين على السلطات أن توقف هذا العمل فورا، وتشرع في الحوار مع السكان، فإذا أقنعوها وقدموا لها مقترحات بديلة، فعليها أن تتفاعل معهم، وإذا كان لها ما تقنعهم به، فعليها أن تبسط اقتراحاتها"، على حد تعبيره. واعتبر المتحدث ذاته أن "عهد الأوامر الفوقية انتهى في المغرب، وأي سياسة لا تشرك السكان فهي فاقدة للشرعية بحكم الدستور"، مضيفا أن "الذين يدفعون بالمغرب إلى الوراء ويتجاهلون السكان يعتبر عملهم فاقدا للشرعية"، قبل أن يشدد على أن "رأي السكان ضروري وأساس أي قرار". وقال ناشط من أبناء فجيج إنه "بإحداث هذا السياج الذي يقسم أراضي المنطقة يكون المغرب قد منح هدية مجانية للجزائر"؛ بينما أردف آخر بأنه "في غفلة من سكان فجيج تسللت الدولة الجزائرية نحو الشمال، فوضعت حدودها في بساتين تاغيت، التي نزعتها نزعا من أصحابها". وأضاف المتحدث ذاته أن سكان المنطقة استشاطوا غضبا من "تطويق فجيج، وتحويلها إلى سجن كبير مفتوح، بعد أن عمدت الدولة إلى تشييد خندق وسياج تخلت على إثرهما عن مئات الهكتارات على الحدود التي تركها المستعمر الفرنسي للدولة الجزائرية"، حسب عبيره، منتقدا ما وصفه ب"سياسة نزع الأراضي وآلاف النخيل". ودخلت جمعيات مغربية في الخارج على الخط، إذ طالبت بوقف ما سمته "المجزرة" التي تجري في فجيج أمام أعين السكان، دون أن يستطيعوا تحريك أي ساكن، ومنها جمعية "زناكة فجيج"، التي طالبت بلقاء مسؤولين في قنصلية المغرب بفرنسا، وأيضا الفدرالية الوطنية لمغاربة فرنسا، وجمعية "تازدايت" ببلجيكا.