تركز اهتمام صحف أوروبا، الصادرة اليوم الجمعة ، على تطورات الملف السوري، عقب تعليق مفاوضات جنيف،والتزام المجموعة الدولية بزيادة المساعدات الانسانية للشعب السوري ، وتفكيك الامن الالماني لشبكة ارهابية تضم جزائريين ، فضلا عن تطورات المشهد السياسي باسبانيا في افق تشكيل حكومة جديدة، وتفاعلات قضية مؤسس موقع (ويكيليكس). ففي فرنسا اهتمت الصحف بتطورات الملف السوري وذلك غداة تعليق مفاوضات السلام بجنيف، اذ كتبت صحيفة (لوفيغارو) ان المجموعة الدولية تلتزم بزيادة المساعدات الانسانية لسوريا، مشيرة الى ان العشر مليارات دولار التي تم الوعد بها خلال مؤتمر لندن، تعتبر اعلى مبلغ لم يسبق ان تم جمعه خلال يوم واحد لايجاد حل لازمة دولية. واضافت الصحيفة انه مقارنة مع ذلك تم السنة الماضية جمع نصف هذا المبلغ فقط مما شجع على تنامي البؤس بمخيمات اللاجئين، والهجرة نحو اوروبا ، مبرزة انه بالاضافة الى المساعدة الانسانية سيتم استخدام الاموال التي جمعت ايضا في وضع برامج في المجال الصحي والتربوي، واعادة ادماج الاشخاص النازحين من اجل تجنب خلق "جيل مفقود". من جهتها قالت صحيفة (لوموند) ان العراقيل التي وضعت امام مفاوضات جنيف من قبل النظام والمعارضة السوريين اصبحت غير قابلة للتجاوز، مضيفة ان دمشق لم تقترح اي اجراء انساني، لكن النظام قام بهجمات بدعم من الطيران الروسي على حلب العاصمة الاقتصادية لشمال شرق سوريا التي توجد تحت سيطرة المتمردين. من جانبها اهتمت صحيفة (ليبراسيون) بالوضع في مضايا المحاصرة ، مشيرة الى ان هذه المدينة القريبة من الحدود اللبنانية، والمحاصرة من قبل جنود بشار الاسد وحليفه حزب الله، تعاني من نقص التغذية. في نفس الموضوع تناولت صحيفة (لا ليبر بلجيك) مؤتمر المانحين لفائدة اللاجئين بسورية ، الذي عقد في لندن يوم أمس الخميس، مشيرة إلى أن الاجتماع أسفر عن الالتزام بتخصيص مبلغ '' مذهل '' يقدر بعشرة مليارات دولار في شكل تعهدات لمساعدة ضحايا الصراع السوري، مضيفة أن الاتحاد الأوروبي عبر عن قلقه من أزمة تدفق اللاجئين وسيساهم هذا العام في الحد من الأزمة بثلاثة مليارات أورو . ولاحظت اليومية بخصوص الوضع على الأرض ، أن معقل المتمردين السوريين مهدد من قبل قوات بشار الأسد وبأن الهجوم الروسي السوري الواسع قد ساهم في إضعاف مفاوضات السلام. من جانبها أبدت صحيفة (لوسوار) نفس الملاحظة إذ كتبت تحت عنوان '' الأسد وبوتين يحصدان النجاح" أن الهجوم العسكري للنظام غير المعطيات على الأرض". وأشارت الصحيفة إلى أن المفاوضات بين السوريين علقت بالفعل وجيش النظام وحلفاؤه يهددون بتطويق حلب مضيفة أن الأميركيين والأوروبيين خفضوا من لهجتهم اتجاه النظام والروس وحثهم على وقف القصف . وفي ألمانيا اهتمت العديد من الصحف في تعليقاتها بالتزام الدول المانحة التي شاركت في مؤتمر لندن تحت رعاية الأممالمتحدة ، بتقديم المساعدات الضرورية للاجئين السوريين. في هذا الصدد كتبت صحيفة (لاندستسايتونغ ) أن مؤتمر لندن " ليس أكثر من إشارة صغيرة من الأمل لأنه حتى ولو وضعت كومة كبيرة من المال فإنها لن تكون قادرة على حماية الناس العاديين في سورية من الحرب المستمرة منذ خمس سنوات " . وترى الصحيفة أن مؤتمر جنيف حول وقف إطلاق النار ، هو المحطة الأساسية التي ستكون حاسمة في سورية إذا تم التوصل إلى توافق حول حل سلمي ملاحظة أن التعليق المؤقت للمفاوضات في سويسرا، بعد وقت قصير من إطلاقها، يبين أن الطريق للوصول إليها صعب، ومن المرجح أن تكون طويلة ". من جانبها ترى صحيفة (نوربيرغر ناخغيشتن) أن جمع المساعدات لفائدة اللاجئين السوريين المقيمين بمخيمات في تركيا والأردن ولبنان ، أصبح أمرا ملحا ، معتبرة أن التزام الدول المانحة في مؤتمر لندن بتقديم المليارات يظل أمرا مشكوكا فيه. وذكرت الصحيفة أن " تجربة مؤتمرات الدول المانحة بينت أن الكثير من أموال الإغاثة لم تدفع . وإذا تكرر الأمر ، فلا أحد سيفاجأ ، ومن ثمة فإن عددا كبيرا من اللاجئين ، سيجتاحون أوروبا أيضا هذا العام ". ووفق صحيفة (نوي أوسنايبروكر تسايتونغ) ، فإن عددا من دول العالم لم تهتم بالشكل المطلوب بمحنة السوريين التي يعانون منها منذ سنوات مشيرة إلى أن مؤتمرات المانحين لها أهمية قصوى لاحتواء هذه الأزمة وإلا ستواجه على إثرها أوروبا عواقب وخيمة تتمثل في تحرك اللاجئين بقوة نحو دول الاتحاد الأوروبي كما وقع مع ألمانيا التي تدفقت عليها أعداد غير متوقعة من اللاجئين في السنتين الأخيرتين. من جانب آخر تناولت الصحف عملية تفكيك شبكة إرهابية من قبل مصالح الأمن الألمانية ، تتضم أربعة جزائريين ، كانوا ، وفق هذه المصالح ، يعدون للقيام باعتداءات ببرلين . في هذا السياق كتبت (برلينر تسايتونغ) ان " الإرهاب أصبح قريب منا ، خاصة وأن برلين تلعب دورا في مكافحة الإرهاب ، ولن يكون الأمر مستغربا إذا وقع الاعتداء " . أما صحيفة (ماركيشه أودرتسايتونغ ) ، فترى أن "الأماكن التي تم ذكرها في إطار عمليات الاعتداء المخطط لها ، تحظى برمزية كبيرة في ألمانيا " مشيرة إلى أن " دوافع المشتبه فيهم ربما السياسة الخارجية الألمانية ، أو لأسباب عقائدية ". وفي إسبانيا، اهتمت الصحف بالمشهد السياسي في البلاد بعد قرار الأمين العام للحزب الاشتراكي العمالي الإسباني، بيدرو سانشيز، محاولة تشكيل الحكومة المقبلة. وهكذا أوردت (إلباييس) نتائج استطلاع أعده المركز الإسباني للأبحاث الاجتماعية حول نوايا تصويت الإسبان في حال إجراء انتخابات جديدة، مشيرة إلى أن الحزب الشعبي سيأتي أولا متبوعا بحزب بوديموس، المناهض لسياسية التقشف، ثم الحزب الاشتراكي. أما صحيفة (لا راثون) فكتبت أن الأمين العام للحزب الاشتراكي العمالي الإسباني، بيدرو سانشيز، طلب من زعيم حزب سيوددانس، يمين الوسط، ألبرت ريفيرا، قبول الحوار مع حزبه "لاعتبارات أيديولوجية"، وذلك بغية التوصل لاتفاق حول تشكيل حكومة ائتلافية. وفي سياق متصل، أوردت صحيفة (أ بي سي) تصريحات زعيم حزب سيوددانس، ألبرت ريفيرا، التي قال فيها إن تشكيل حكومة دون الأخذ بعين الاعتبار لموقف الحزب الشعبي، الذي حصل على اكبر عدد من الاصوات في الانتخابات العامة ل20 دجنبر الماضي، يبقى أمرا "مستحيلا". ومن جهتها أشارت (إلموندو) إلى أن رئيس الحكومة المنتهية ولايته وزعيم الحزب الشعبي ماريانو راخوي، وزعيم سيوددانس، ألبرت ريفيرا، سيلتقيان في الأيام المقبلة لمناقشة إمكانية التوصل لاتفاق بهدف التصدي للطموحات الانفصالية بجهة كاتالونيا. وفي بريطانيا ركزت الصحف على قضية مؤسس (ويكيليكس) جوليان اسانج، والاموال التي وعدت بها الدول المانحة في مؤتمر لندن لفائدة اللاجئين السوريين . وتطرقت صحيفة (الغارديان) الى النداء الذي اطلق من اجل الافراج عن مؤسس ويكيليكس الذي اعتبر اعتقاله غير شرعي من قبل لجنة اممية. ولجأ اسانج المتهم باغتصاب سويدية ، الى سفارة الاكوادوربلندن في يونيو 2012 ،وصدرت في حقه مذكرة توقيف اوروبية قدمتها السويد. من جهتها تناولت (الدايلي تليغراف) العشر مليارات دولار التي وعدت بها الدول المانحة في مؤتمر لندن ، من اجل مساعدة ملايين السوريين الذين انهكتهم الحرب. اما الصحف الايطالية فاهتمت من جانبها باختفاء طالب ايطالي في مصر قبل عشرة ايام، والتي اعلنت وفاته امس من قبل السلطات الايطالية. في هذا الصدد كتبت صحيفة (لاروبيبليكا) ان ظروف وفاة الباحث الايطالي الشباب جيوليو رجيني لم تعرف بعد ،مشيرة الى انه تم تقديم فرضيتين لوفاته، تتمثل الأولى في حادثة سير، والثانية في تعرضه للتعذيب . واضافت الصحيفة ان ايطاليا طلبت من مصر اجلاء الحقيقة بخصوص وفاة هذا الطالب، الذي يوجد جثمانه حاليا بالمستشفى الايطالي بالقاهرة. من جانبها قالت صحيفة (كوريرا ديلاسيرا) انه تم استدعاء سفير مصر بروما الى وزارة الشؤون الخارجية على خلفية هذه القضية . في إستونيا، اعتبرت صحيفة (ييستي بافاليهت) أن حرية التنقل داخل منطقة "شنغن" يمكن أن تعلق لبضعة أسابيع أو لشهر. وأضافت الصحيفة أن "الاتفاق بين الاتحاد الأوروبي وتركيا لم يحقق أي نتائج حتى الآن، و"الوضع في مخيمات اللاجئين لا يزال مزريا". واعتبر كاتب المقال أن لا شيء يعمل بشكل جيد سواء خفر السواحل المشتركة للاتحاد أو نظام "البطاقات الزرقاء" بهدف تشجيع الهجرة القانونية، معبرا عن الأسف لغياب سياسة مشتركة للجوء في أوروبا. وأضاف أنه "إذا لم نفعل شيئا، فإن حرية التنقل داخل منطقة شنغن يمكن إلغاؤها في الأسابيع أو الأشهر المقبلة"، معتبرا أن هذا الوضع الاستثنائي يحتم على أوروبا اتخاذ تدابير استثنائية من أجل الحفاظ على تماسك الاتحاد الأوروبي. واعتبر أن السبيل الوحيد للحفاظ على سلامة "شنغن" يتمثل في الإسراع بفرض مراقبة وإشراف أوروبي على السواحل والحدود. وفي فنلندا، كتبت صحيفة (إيلتالهتي) أن الرئيس الفنلندي ساولي نينيستو، دق ناقوس الخطر خلال كلمته أمام البرلمان، قائلا إن أوروبا لن تستمر طويلا في مواجهة التدفق الكبير للاجئين الذي تعرفه حاليا. وقالت الصحيفة إن مثل هذه التصريحات يمكن أن تمهد الطريق لتبني سياسة لجوء أكثر تشدديا، داعية إلى وجوب حماية حقوق الإنسان، وكذا "الاعتراف بأن المشاكل المرتبطة بالهجرة لا يمكن السيطرة عليها". وتقول الافتتاحية إنه لا ينبغي حجب حقيقة أن اللاجئين الذين يعانون أكثر من غيرهم لا يحصلون على المساعدة، مشيرة إلى أنه "سيكون من المؤسف إذا تم استغلال واقعية الرئيس لفرض سياسة للهجرة أكثر تشددا". وفي النرويج، واصلت صحيفة (كلاسيكامبن) التطرق إلى العلاقة بين النرويجوروسيا والخلاف القائم حول مسألة ترحيل اللاجئين عبر الحدود بين البلدين. وأشارت الصحيفة إلى أنه من الواضح أن مئات من طالبي اللجوء (ما بين 200 و300 شخص) الذين وصلوا إلى النرويج بتأشيرات أو وثائق خلال السنة الماضية سيتم ترحيلهم إلى روسيا. وتساءلت الصحيفة عن ما سيحدث لهؤلاء الأشخاص إذا عادوا إلى روسيا¿، مشيرة إلى أن بعضهم سيتم إرسالهم إلى اليمن. واعتبرت أن هدف الحكومة النرويجية يكمن في إعادة جميع طالبي اللجوء الذين جاءوا عبر الحدود مع روسيا والبالغ عددهم نحو 5440 شخص باعتبار روسيا بلد آمن، معتبرة أن ذلك يشمل جميع أولئك الذين انتهت صلاحية تأشيرات دخولهم. وأضافت أنه قبل هذا الاتفاق حصل ارتباك بعد أن أغلقت السلطات الروسية الحدود أمام ترحيل اللاجئين عبرها لأسبوع، مذكرة بموقف بعض السياسيين الذين رأوا في هذا الاتفاق أمورا إيجابية لكون بعض الذين تقدموا بطلبات الحصول على اللجوء في النرويج ستتم معالجة ملفاتهم بشكل فردي ولن يرحلوا إلى روسيا حيث قد يتعرضون لخطر إرسال بعضهم إلى سورية.