اهتمت الصحف الأوروبية، الصادرة اليوم الاثنين، على الخصوص، بمفاوضات أمس الأحد بين اليونان والاتحاد الأوروبي، والحرب الدولية ضد الإرهاب وهجوم القوات الكردية بشمال سورية. ففي إسبانيا، اهتمت الصحف، على الخصوص، بتنصيب الاشتراكية سوزانا دياز رئيسة لحكومة جهة الأندلس، بعد ما رفض البرلمان ذلك ثلاث مرات. وذكرت (إلباييس) أن دياز أدت القسم في غياب قادة المعارضة الذين قاطعوا الحفل، وكذا الزعيم الجهوي لسيوددانوس، خوان مارين، الذي منحت أصوات فريقه ببرلمان الجهة رئاسة الحكومة لدياز، مشيرة إلى أن الأمين العام للحزب الاشتراكي العمالي الإسباني، بيدرو سانشيز، كان حاضرا رغم المنافسة المعروفة بين الزعيمين الاشتراكيين. من جهتها كتبت (لا راثون)، تحت عنوان "هدنة داخل الحزب الاشتراكي خلال تنصيب دياز"، أنه بعد 84 يوما من الانتخابات، تمكنت الزعيمة الاشتراكية أخيرا من تولي منصب الرئاسة، مشيرة إلى أن هذه الأخيرة التزمت ب"اجتثاث الفساد" الذي مس عددا من رموز حزبها. وفي سياق متصل لاحظت (إلموندو) أن سانشيز ودياز أعلنا هدنة إلى حين الانتخابات العامة، مشيرة إلى أن دياز أدركت أنها ليس لديها هامش أكبر لفرض تغييرات داخل هذا الحزب اليساري، خاصة بعد تعرضها لانتقادات من القادة التاريخيين للحزب كفيليبي غونزاليث. أما (أ بي سي) فكتب أن غياب زعماء المعارضة خلال تنصيب دياز رئيسة لحكومة جهة الأندلس شكل رسالة رفض للسياسية التي تتبعها الزعيمة الاشتراكية، معتبرة أن دياز، التي قبلت النقد الذاتي بعد فضائح الفساد التي هزت حزبها، حافظت على "نفس طقوس" السياسة الكلاسيكية. وفي ألمانيا تناولت الصحف عددا من المواضيع إلا أنها واصلت تركيز اهتمامها على أزمة اليونان التي لم تتمكن بعد من التوصل إلى اتفاق مع الدائنين على الرغم من كل الجهود المبذولة. وكتبت صحيفة (نويه أوسنايبروكر تسايتونغ)، في تعليقها، أن السياسيين ليس لديهم عدة حلول للأزمة اليونانية بل هناك حل واحد يقتضي أن تقوم اليونان بتسديد ديونها وإعادة هيكلة ميزانيتها وذلك، وفق الصحيفة، يتطلب جهودا كبيرة حتى يتعافى الاقتصاد اليوناني. وترى الصحيفة أنه من حق الجهات المانحة الإصرار على قيام حكومة أثينا بالإصلاحات المطلوبة منها، وتنظيم البلاد بشكل أفضل لمحاربة الفساد، وجمع المزيد من الضرائب والحد من الإنفاق الحكومي فهذا، تضيف الصحيفة، سيستغرق وقتا ولن يتحقق إلا إذا قدمت الجهات المانحة بدورها تنازلات. من جهتها، أشارت صحيفة (هيسيشه أليغماينه) إلى التصريحات الأخيرة التي أدلى بها زعيم الحزب الاشتراكي الديمقراطي زيغمار غابرييل، التي اعتبر فيها أن صبر دول الاتحاد الأوروبي على اليونان بدأ ينفذ على الرغم من أن حزبه من أكثر المدافعين عن اليونان، معتبرة أن كلمات غابرييل، التي وجهها إلى حكومة أثينا، كانت قوية وتبرز مدى اليأس من الوضع اليوناني حتى بالنسبة لبرلين التي تريد بقاءها في منطقة الأورو. أما صحيفة (تورينغن أليغماينه) فكتبت في تعليقها أن الحكومة اليونانية ليس لها أن تفرض قانونها الخاص إذ أنها لن تحصل بالتأكيد على مساعدات أخرى إذا لم تقم بالإصلاحات الضرورية، مضيفة أن هذه المساعدات ستكون مكلفة بالنسبة لدافعي الضرائب الألمان. من جهتها كتبت صحيفة (زاخسيشه تسايتونغ) أن اليونان في كل الحالات ستحتاج إلى مساعدات كبيرة وستضطر ألمانيا إلى دفع جزء كبير منها على الرغم من أن البعض يرى أنه "يتعين وقف تقديم مساعدات مالية لليونانيين خاصة وأن البعض منهم ناكرين للجميل". وأشارت الصحيفة إلى أن مسألة المساعدات ربما كانت موضوع خلاف حتى بين وزير المالية والمستشارة أنغيلا ميركل كما جاء في بعض الصحف منذ أسبوعين تقريبا، مضيفة أن المفاوضات الجارية بشأن الأزمة يمكن تصور أن نتيجتها غير مؤكدة. وفي بلجيكا اهتمت الصحف بمفاوضات أمس الأحد بين الاتحاد الأوروبي وأثينا حول الديون اليونانية التي انتهت بدون نتيجة. وكتبت صحيفة (لا ليبر بلجيك) تحت عنوان "مباحثات سلبية" أن مفاوضات نهاية الأسبوع الماضي بين أثينا وأوروبا لا تمكن من التوصل إلى اتفاق. وأضافت أن اليونان تقترب من عدم سداد ديونها ما لم يتم التوصل إلى اتفاق في أقرب وقت، مشيرة إلى أن عدم السداد قد تكون له عواقب غير متوقعة على منطقة الأورو برمتها. وفي افتتاحية بعنوان "إخراج اليونان من النفق، وليس من منطقة الأورو"، اعتبرت (لا ليبر بلجيك) أنه باقتراب 30 يونيو، تاريخ سداد اليونان 1,6 مليار أورو التي اقترضتها من صندوق النقد الدولي، تتهيأ أثينا ودائنيها لأسوأ السيناريوهات. وأضاف كاتب المقال أنه إذا كان الهدف هو تقويض أسس الاتحاد الاقتصادي والمالي، وبشكل أوسع، المشروع الأوروبي، وإذ ما استمر الأمر على هذه الشاكلة فإنه من الأكيد سيتم الوصول، وبسرعة، إلى تحقيق هذا المبتغى. وتحت عنوان "السيناريو الأسوأ" أوردت (لوسوار) أن المفاوضين اليونانيين عادوا من بروكسل بنتيجة الفشل، مشيرة إلى أن لا أحد يتحدث عن قطيعة رغم أن الخلاف يبقى قائما اليونانيين ودائنيها. ولاحظت الصحيفة، مع ذلك، أن بدأ التشاؤم يتسرب، منذ نهاية الأسبوع الماضي، إلى العواصم التي تشكك في رغبة الحكومة اليونانية في التوصل لاتفاق. وفي النرويج، اهتمت الصحف بالعديد من المواضيع المحلية والدولية، من ضمنها قضية اللاجئين السوريين ومعاناتهم، إذ أشارت صحيفة (في غي) إلى فرار العديد من اللاجئين السوريين إلى الحدود التركية. واعتبرت الصحيفة أن المعارك في منطقة تل أبيض أدت إلى نزوج هؤلاء السوريين، مبرزة أن الأنباء الواردة من المنطقة تظهر الرجال والنساء والأطفال يتدفقون على تركيا عبر النقطة الحدودية اكجا قلعة فرارا من المعارك العنيفة في المدينة. وذكرت بكون تركيا استقبلت نحو 1.8 مليون لاجئ سوري منذ اندلاع الحرب الأهلية في سنة 2011. من جهتها، أشارت صحيفة (داغبلاديت) إلى حالة عائلة كانت تنتظر أخبارا عن أحد أفرادها الذي كان متواجدا في سورية حيث المعاناة جراء الحرب الدائرة هناك بين المعارضة والنظام السوري وكذا تنظيم الدولة الاسلامية في العراق والشام (داعش). ونقلت حالة هذه العائلة السورية المقيمة بالأردن والتي تنتظر أخبارا عن ابنها البالغ من العمر 23 عاما المختفي بفعل الحرب هناك، مشيرة إلى أن العائلة فرت من البلاد وأنه تم سجن أحد أفرادها لمدة 12 شهرا. من جانبها، أشارت صحيفة (افتنبوستن) إلى اعتبار بعض السياسيين بالنرويج أن اللاجئين السوريين يستحقون أن يستقبل عدد كبير منهم في البلاد، أي أكثر من العدد الذي تم الاتفاق حوله مؤخرا بين معظم الأحزاب السياسية في النرويج. ونقلت تصريحات لبعض النشطاء السوريين حيث تم التأكيد على أن رقم ثمانية آلاف لاجئ سوري الذين سيتم استقبالهم خلال السنوات الثلاث المقبلة قليل ويجب النظر إلى معاناة الشعب السوري الذي يعانون بشكل كبير جراء الحرب التي مزقت البلاد. وفي بريطانيا، اهتمت الصحف بسحب عملاء بريطانيين من بعض البلدان بعد الإعلان عن مقتل الإرهابي بلمختار في غارة جوية أمريكية، وبوضع اللاجئين السوريين الفارين من القتال الدائر ضد متشددين إسلاميين. وعادت (الغارديان) لقرار مصالح المخابرات البريطانية سحب جواسيسها من بعض البلدان المعادية بعد حصول روسيا والصين على بيانات حساسة كانت بحوزة المستشار الأمريكي السابق إدوارد سنودن، مضيفة أن روسيا والصين قادرتان على فك شيفرة عدد من ملفات سنودن، وهو ما قد يعرض حياة عملاء بريطانيين للخطر. أما (ديلي تلغراف) فتطرقت لمقتل الزعيم الجهادي مختار بلمختار، الذي قاد عملية ضد حقل الغاز الجزائري أميناس سنة 2013، مشيرة إلى أنه قتل في غارة جوية نفذتها مقاتلات أمريكية، هو ومجموعة من الليبيين ينتمون لمنظمة إرهابية بشرق ليبيا، وأن الحكومة الليبية المعترف بها أكدت الأمر. وفي فرنسا اهتمت الصحف بالوضع الاقتصادي في اليونان، التي تواجه مخاطر عدم سداد ديونها للبنك الأوروبي وصندوق النقد الدولي. وكتبت صحيفة (لوموند) أن مسؤولي منطقة اليورو أصبحوا مستعدين لما هو أسوأ، خشية أن لا يتم التوصل إلى اتفاق بين أثينا ودائينيها، محذرة من أن اليونان قد تجد نفسها عاجزة عن أداء ديونها إلى صندوق النقد الدولي (1.6 مليار يورو) المستحقة في 30 يونيو الجاري، أو ديون البنك المركزي الأوروبي (3.5 مليار يورو) المستحقة في 20 يوليوز. من جهتها ذكرت صحيفة (ليبراسيون) أن اجتماع بروكسيل بين اليونان من جهة ومنطقة اليورو وصندوق النقد الدولي من جهة أخرى، انتهى مساء امس الى الفشل، اذ لم يتم التوصل الى أي اتفاق حول التخفيضات في الميزانية ،ورفع الضرائب من اجل خلق توازن في الحسابات العمومية اليونانية. واضافت الصحيفة ان اليونان قد لا يؤدي ديونه مما قد يقوده الى الخروج من منطقة اليورو ،مبرزة ان مفاوضات بروكسيل يصعب تتبعها ذلك انها تجري خلف ابواب موصدة، فضلا عن تعدد المتدخلين. من جانبها اكدت صحيفة (لوفيغارو) ان المفاوضين اليونانيين وممثلي الدائنين العموميين فشلوا خلال عطلة نهاية الاسبوع في الوصول الى تفاهم بخصوص الافراج عن ما بين 7 و18 مليار يورو لفائدة ميزانية اليونان، مشيرة الى ان رئيس اللجنة الأوروبية جان كلود يونكر اعتبر المقترحات اليونانية غير كافية وأن المفاوضات ستتواصل على مستوى المجموعة الأوروبية. وفي الدانمارك، اهتمت الصحف بالمواجهة القوية بين رئيس الوزراء المنتهية ولايته وزعيم الحزب الاشتراكي الديمقراطي، هيلي تورنينغ، ومنافسه لارس لوك راسموسن من الحزب الليبرالي، وبالغارة الأمريكية بليبيا، التي أسفرت عن مقتل زعيم تنظيم القاعدة في بلاد المغرب. وحول الانتخابات في الدنمارك كتبت (بوليتوكين) أنه قبل ثلاثة أيام من الاستحقاقات، لا زالت استطلاعات الرأي تشير إلى احتدام السباق بين الشخصيتين المؤثرتين في المشهد السياسي الدنماركي، مشيرة إلى وجهات نظريهما حول بعض القضايا المهيمنة على الحملة كالإنفاق العام في مجال الصحة، والبطالة، والهجرة. أما (بيرلينغسك) فأشارت، كغيرها من صحف هذا البلد الاسكندنافي، لبروز حزب الشعب الدنماركي، أقصى اليمين، المعادي للمهاجرين، والذي ستكون النتيجة التي سيحصل عليها دور محوري في تشكيل الحكومة المقبلة بكوبنهاغن. وإضافة إلى المفاوضات بشأن قضية ديون اليونان، تطرقت العديد من الصحف المحلية للهجوم الذي نفذته مقاتلات أمريكية ضد زعيم تنظيم القاعدة في بلاد المغرب، الجزائري مختار بلمختار، إذ كتبت (بوليتيكن) تحت عنوان "زعيم تنظيم القاعدة قتل في ليبيا،" وفقا للمعلومات المتوفرة لحد الآن بخصوص هذا الهجوم. وفي البرتغال تركز اهتمام الصحف حول فشل المفاوضات بين اليونان ودائنيها، إذ كتبت (بوبليكو) أن المفاوضات التي جرت يومي السبت والأحد ببروكسل بين وفد الحكومة اليونانية ودائنيها (صندوق النقد الدولي والاتحاد الأوروبي) فشلت، مشيرة إلى أنه لا تزات هناك اختلافات كبيرة بين الطرفين، بحسب المتحدث باسم المفوضية الأوروبية. من جهتها قالت (دياريو دي نوتيسياس) إن المفوضية الأوروبية تعتبر أنه يتعين على اليونانيين توفير نحو ملياري أورو سنويا عن طريق تدابير تقشفية للحصول على المساعدة المالية التي يحتاجون إليها، وهو الاقتراح الذي سيناقش في الاجتماع المقبل. وأضافت اليومية أن رئيس المفوضية الأوروبية، جان كلود يونكر، لا يزال متفائلا، قائلا إنه مقتنع بأنه من الممكن التوصل لحل قبل متم الشهر الجاري، وهو التاريخ المحدد لسداد اليونان لقرضها تجاه صندوق النقد الدولي. أما صحيفة (الاندبندنت) فاهتمت بمحنة اللاجئين السوريين الفارين من القتال بين الأكراد و"داعش" للسيطرة على مدينة تل أبيض، مبرزة أنه لتفادي وقوع مأساة إنسانية جديدة، أعادت السلطات التركية فتح حدودها أمام الآلاف من اللاجئين السوريين. وفي إيطاليا تركز اهتمام الصحف حول قضية الهجرة على ضوء الأحداث الأخيرة التي وقعت على الحدود مع فرنسا، وفشل المفاوضات بين اليونان ودائنيها في بروكسل. فتحت عنوان "المهاجرون، اتفاقات منفصلة مع باريس ولندن وبرلين" قالت (لا ريبوبليكا) إن رئيس الوزراء الإيطالي ماتيو رينزي هدد بوضع "خطة بديلة" في حال لم يتم دعم إيطاليا من قبل الاتحاد الأوروبي لمواجهة تدفق المهاجرين. وأضافت اليومية أنه على بعد أيام من زيارة فرانسوا هولاند لميلان، حيث من المتوقع أن يلتقي رئيس الوزراء ماتيو رينزي، احتجت روما على موقف شرطة الألب (الحدود الفرنسية الإيطالية)"، وعلى حكومة باريس ل"تعليقها حرية تنقل الأشخاص في إطار اتفاق شنغن". من جهتها كتبت (لا كورييري ديلا سيرا) أن "الخطة البديلة" التي ذكرها رينزي تقضي بمنح تصاريح إقامة مؤقتة لطالبي اللجوء ليتمكنوا من عبور الحدود، والتحرك والجولان في كل أوروبا، إضافة إلى "عمليات للشرطة" ضد المهربين بليبيا، ستجرى بمشاركة مصر. أما (المساجيرو) فعادت إلى "فشل" المفاوضات بين أثينا ودائنيها في بروكسل حيث تعثرت محاولات رئيس المفوضية الأوروبية، جان كلود يونكر، في التوصل لاتفاق حول "الإصلاحات مقابل مساعادت مالية جديدة" تجنب اليونان، التي باتت خزائنها فارغة، عواقب لا يمكن التنبؤ بها.