رغم تأكيد الحكومة أنها لن تسمح بتنظيم أي مسيرة غير مصرح بها مسبقا، وفق القوانين الجاري بها العمل، وتوعدها بأنها ستتخذ جميع الإجراءات اللازمة لضمان احترام القانون، خرج الآلاف من الأساتذة المتدربين، للمطالبة في مسيرة هي الثالثة من نوعها بشوارع الرباط للمطالبة بإسقاط مرسومي الحكومة. "أساتذة الغد"، الذين اختاروا التصعيد ضد مرسومي وزير التربية الوطنية والتكوين المهني رشيد بلمختار، القاضيين بفصل التكوين عن التدريب، وتقليص المنحة إلى ما يقارب النصف، قدموا من مختلف المدن للعاصمة، رغم المنع الذي طال عددا منهم بتوقيف حافلاتهم. المسيرة، التي رافقتها القوات العمومية بجميع تلاوينها منذ الساعات الأولى لانطلاقتها من باب الأحد، حوالي الساعة العاشرة صباحا، تم الاستعانة فيها بالحواجز الحديدية لمنع المتظاهرين من الوصول لأحياء الليمون التي يوجد فيها بيت رئيس الحكومة عبد الإله بنكيران. وطالب المحتجون في مسيرتهم التي تقدر بالآلاف برحيل الحكومة، وخصوصا رئيسها عبد الإله بنكيران الذي أقسم أن لا يتم تعديل المرسومين وإن سقطت الحكومة، ووزيره في التربية والتكوين، رشيد بلمختار، الموقع على المرسومين، برفع شعارات، "بنكيران ارحل..بلمختار ارحل". وأعلن "أساتذة الغد" ضمن مسيرتهم التي جابت أهم شوارع الرباط، مرورا من أمام مقر وزارة التربية الوطنية بباب الرواح، استنكارهم لما أسموه التعنت الحكومي في مواجهة "مطالبهم المشروعة"، مؤكدين استمرارهم في أشكالهم النضالية إلى حين إسقاط المرسومين بما يضمن توظيفهم في أسلاك التعليم، دون اللجوء إلى المباراة كما ينص على ذلك المرسوم الحكومي. ومنعت القوات العمومية التي استعانت بالمئات من أعضائها، والحواجز الحديدية الأساتذة المتدربين من عبور شارع مولاي يوسف، الذي يوجد فيه القصر الملكي وسط الرباط، حيث اضطروا لبلوغ مبنى البرلمان عن طريق شارع مولاي يوسف، وهو ما رد عليه المحتجين بشعار، "باركا من البوليس زيدونا في المدارس"، بالإضافة للصفير في وجه الأمنيين. "هي كلمة واحدة.. هذه الدولة فاسدة"، واحدة من شعارات أساتذة الغد الذين استقوها من حركة 20 فبراير، والتي حضر العشرات من المنتمين إليها للشكل الاحتجاجي ضد المرسومين الحكوميين، بالإضافة لشعار "عاش الشعب"، وحرية، كرامة، عدالة اجتماعية". وحضر إلى جانب الأساتذة المتدربين في المسيرة الثالثة بالعاصمة المئات من أمهاتهم وأبنائهم، والذين أكدوا في تصريحات لهسبريس، تمسكهم بحقوق أبنائهم في ولوج الوظيفة العمومية، ورفضهم لما اعتبروه أنصاف الحلول التي جاءت بها الحكومة من خلال جلسة الحوار التي عقدوها مع الوالي، عبد الوافي الفتيت. وفي سلوك لقي استهجانا كبيرا من طرف الحاضرين في المسيرة الوطنية، تم طرد الطاقم الصحافي للقناة الثانية من أمام "باب الحد" بالرباط، حيث عاش صحافيان في "دوزيم" لحظات عصيبة بعدما تم منعهما من أداء واجبهما المهني، برفع شعارات ضد "دوزيم". وبحسب ما عاينته هسبريس، فقد تمت مرافقة صحافيي قناة "عين السبع"، بالشعارات الاحتجاجية، من وسط المسيرة إلى حدود نهايتها، الأمر الذي خلف استياء لديهما، وهو ما أبلغا به إدارة القناة، قبل مغادرتهما مكان الاحتجاج.