- متابعة: بعد يومين فقط من مطالبة فرق الأغلبية والمعارضة بمجلس النواب، حكومة عبد الإله بنكيران، باعتماد لغة الحوار لحل أزمة المراكز الجهوية لمهن التربية والتكوين، كان للسلطات المحلية بطنجة، أسوة بنظيرتها في مدن أخرى، لغة أخرى في التعاطي مع هذه الأزمة التي عمرت طويلا، هي لغة "الهراوات" الأمنية التي انهالت على أجساد المئات من الأساتذة المتدربين ب "CPR طنجة". فبعد أن أمضى الأساتذة المتدربون، أزيد من ساعة ونصف، بساحة "إيبيريا"، رافعين شعارات وهتافات تطالب بإسقاط المرسومين الحكوميين، المؤديان إلى فصل التكوين عن التوظيف، تمكن المحتجون من تجاوز الطوق الأمني، الذي ضربته القوات العمومية حول وقفتهم الاحتجاجية، التي كانت مبرمجة في إطار هذه الجولة الجديدة مما يسميه الأساتذة المتدربون ب "الثورة البيضاء"، بهدف تنفيذ مسيرة باتجاه ساحة الأمم. غير أن عناصر القوات العمومية، لم تقف مكتوفة الأيدي أمام الانسلال الناجح للمحتجين من وسط الطوق الأمني، حيث سرعان ما أحالوا المسيرة التي كانت مقررة إلى مطاردة بينهم والأساتذة المتدربين في عدد من شوارع طنجة وساحاتها، ما جعل المتظاهرين يغيرون وجهتهم باتجاه مقر المركز الجهوي لمهن التربية والتكوين، المتواجد بشارع "فيصل بن عبد العزيز". ولم تمر مطاردة العناصر الأمنية للمحتجين دون خسائر، حيث أصيب ما لا يقل عن 10 من الأساتذة والأستاذات المتدربين، حينما هوت الهروابات على أجسادهم، ما تسبب في ارتباك مروري كبير، لا سيما على مستوى شارع "إنجلترا" عند مدخل شارع المكسيك، وكذا على مستوى تقاطع شارع "مولاي يوسف" وشارع "فاس". ويواصل الأستاذة المتدربين بالمركز الجهوي لمهن التربية والتكوين بطنجة، على غرار نظرائهم في باقي المراكز الجهوية بمناطق المغرب، احتجاجات ضد مرسومين حكومين، يعيدان تنظيم الولوج والتخرج. ويعتبر متدربو هذه المراكز، أن تطبيق هذين المرسومين فيه من التوظيف بعد نجاحهم في امتحانات التكوين، بل فقط سيحصلون على شهادة التأهيل، أما التوظيف والتعيين على التوالي في إطار أستاذ فلن يتم إلا بعد فتح مباراة أخرى من طرف وزارة التربية الوطنية والمشاركة فيها والنجاح. أما المرسوم الثاني فينص على تقليص المنحة الشهرية للمترشحين المقبولين في سلك تأهيل أطر هيئة التدريس من 2454 درهما إلى 1200 خلال سنة التكوين، وهو ما يرى فيه الأستاذة المتدربين حيفا في حقهم.