شنّ الحسن الداودي، وزير التعليم العالي والبحث العلمي وتكوين الأطر، القيادي في حزب العدالة والتنمية المتزعم للائتلاف الحكومي، هجوما حادًّا على من سمَّاهم "متطرفي الأمازيغية"، متهما إياهم باستغلال القضية الأمازيغية مطيّة ل"محاربة العربية والإسلام"، داعيا إلى "محاربتهم". وقال الداودي، في كلمة ألقاها في الجلسة الأولى للجامعة الشعبية التي ينظمها حزب الحركة الشعبية، إن "التطرّف له أسباب، و"مَا كايْنش شِي واحْدْ خارْجْ من كَرْشْ مّو وهو متطرف"، وبالنسبة للمدافعين عن الأمازيغية هناك نوعان، نوع يدافع عنها من منطلق حقّ، ونوع يبحث عن أشياء أخرى". الداودي ذهب أبعد من ذلك بقوله: "هناك من يريد أن تتموقع الأمازيغية إلى جانب اللغة العربية في إطار الإسلام والملكية، وهذا شيء طبيعي، ولكن هناك من يريد أن يستعمل الأمازيغية ضد العربية وضد الإسلام، وهذا نوع من التطرّف"، مضيفا: "عِوَض أن يصبح المشكل مشكل لغة يصير مشكلا عرقيّا". ووقف القيادي في حزب العدالة والتنمية عند هذه النقطة التي أثارت تعليقات من طرف الحضور في القاعة، ليوجّه خطابا إلى الأمازيغ يقول إن الأمازيغية "لا يجب أن تكون مطية للتطرف، وإلا سنسقط في التطرف العرقي"، وتابع: "إذا أردتٓ أن تستقطب الناس (العرب) إلى صفك، فقل لهم أنا لست ضد العربية والإسلام". وعلى أسماع الأمين العام لحزب الحركة الشعبية امحند العنصر، الذي قال، في كلمة سابقة، إن تهميش الأمازيغية سيؤدّي إلى "تطرف مضاد"، مضى الداودي في مهاجمة من وصفهم ب"متطرفي الأمازيغية"، قائلا: "هناك من له أهداف أخرى غير الدفاع عن اللغة، وهو التموقع، وهذه المخاطر لا تظهر للإنسان العادي، لأن الصراع ينمو ويكبر شيئا فشيئا، وْهادْشّي اللّي غادي نْوَصْلو ليهْ فْهادْ البلاد". وفي حين توجه الحركة الأمازيغية انتقادات لاذعة إلى الحكومة، وتتهمها بالتماطل في تفعيل الطابع الرسمي للأمازيغية، وعدم إدماجها على النحو المطلوب في المنظومة التربوية، قال الداودي إن ثمّة حاجة إلى أن يقوم الأساتذة الجامعيون بتقييم الطلاب الذين درسوا الأمازيغية، "لنعرف أين وصل هؤلاء وما هي وتيرة تعميم تدريس الأمازيغية، وهل نحن نسير في الطريق الصحيح أم لا". ويبدو أن وزير التعليم العالي غير مقتنع بالإحصائيات الرسمية المتعلقة بتدريس الأمازيغية، وأكد ذلك بقوله: "خْلّيوْنا من الإحصائيات"، كما أنه غير مقتنع بجدوى تدريس الأمازيغية المعيارية، وقلل في هذا الصدد بالقول: "حين نرسل قاضيا تعلم الأمازيغية إلى قرية يسكنها الأمازيغ، فهو سيتحدث أمازيغية غير التي يتحدث بها أهل تلك القرية"، داعيا إلى تدريس الأمازيغية المستعملة في الحياة اليومية، على أن تدرس الأمازيغية المعيارية في الماستر. ولم يٓلق الموقف الذي عبر عنه الوزير الداودي ترحيبا كبيرا وسط الأمازيغ الذين حضروا الجامعة الشعبية للحركة الشعبية، إذ قاطعته إحدى الحاضرات بالقول إن "بنكيران هو الذي يجب أن يبادر إلى النهوض بالأمازيغية"، ليردّ الداودي مازحا: "وانْت مالْك؟"، فيما قال مسيّر الجلسة، وهو عضو في المكتب السياسي للحركة الشعبية: "إن مواقف الحركة الأمازيغية واضحة، ونحن لا نطالب سوى بسياسة عمومية حقيقية للنهوض بالأمازيغية". واضطر الداودي إلى الرد على شخص آخر من الحاضرين بعد دعوته إلى محاربة من يستغل الأمازيغية مطية لمحاربة العربية والإسلام، حيث حرص على التذكير أنه من قبيلة أية عطا، "التي وُجدت قبل الإسلام"، على حد تعبيره، مضيفا: "أنا أتحدث انطلاقا من قناعة راسخة، ولا أزايد على أحد مثلما لا يجب أن يزايد علي أحد".