خصص حزب الحركة الشعبية الدورة الثامنة للجامعة الشعبية التي دأب على تنظيمها، لمناقشة موضوع الامازيغية لتزامنها مع حلول السنة الأمازيغية الجديدة، وأُختير لهذه الدورة شعار "الأمازيغية اساس قيم التنوع المناهضة للتطرف". وإنطلقت الجلسة الأولى للدورة صبيحة اليوم السبت بمعهد مولاي رشيد بسلا، بكلمة لعضو حزب الحركة الشعبية عدي السباعي، الذي شدّد على ضرورة الإعتراف التاريخي باللغة الامازيغية، مُشيراً إلى أبعاد الهوية المغربية و التي تأسست حسب تعبيره على التنوع الانتروبولوجي واللغوي الامازيغي منها والعربي و العبري و المتوسطى. وحول إختيار موضوع الأمازيغية في هذه الدورة قال محمد اوزين منسق الجامعة الشعبية ووزير الشباب و الرياضة السابق، أن هذه الخطوة تُجسد الرغبة في الحفاض على القيم الامازيغية المغربية الصرفة واستلهامها لوقاية المجتمع من بعض الاديولوجيات الدخلية، مؤكداً أن المغرب ومنذ استقلاله عرف مجموعة من التطوات همت كل من الدولة و المجتمع ، تمخض عنها تأسيس نوع من التنوع الذي نقل البلد من منطق المركز الى الجهوية. ومن جانبه حذر امحند العنصر، الأمين العام لحزب الحركة الشعبية، من أن يؤدّي التماطل في النهوض بالأمازيغية وإيلائها الأهمية التي تستحق، إلى بروز "تطرّف مضادّ"، مستدلا، في هذا السياق، ببعض ردود الفعل الرافضة للمكوّن الأمازيغي، قائلا: "قبل مجيئي إلى هنا، قرأت مقالا في أحد المواقع الإلكترونية عن الأمازيغية، وعندما اطلعت على تعليقات القرّاء وما تتسم به من رفض، لْقيتْ داكْشّي كايْخْلَعْ". وأبدى العنصر تفهمه لتأخر التنزيل الرسمي لمقتضيات تفعيل الأمازيغية كلغة رسمية للبلاد، لوجود قضايا لها أولويات كبرى، مثل التعليم، مُشدّداً في الوقت ذاته على أن ذلك لا يجب أن يكون مبررا لتأخر تطبيق ما جاء به الدستور بشأن الأمازيغية، قائلا: "حذار أن تكون هذه المبررات ذريعة لإقبار القضية الأمازيغية، لأن التطرّف الذي نشهده لن يبقى في الحدود الحالية، بل سيصير تطرفا زائدا هو دْيال الأمازيغية". الحسن الداودي، وزير التعليم العالي والبحث العلمي وتكوين الأطر، دعا في كلمته بالمنسبة إلى محاربة ما أسماهم "متطرفي الأمازيغية"، الذين يستغلون القضية الأمازيغية لمحاربة العربية والإسلام، حسب تعبير الدوادي. وأردف الداودي قائلا: "بالنسبة للمدافعين عن الأمازيغية هناك نوعان، نوع يدافع عنها من منطلق حقّ، ونوع يبحث عن أشياء أخرى غير الدفاع عن اللغة"، محذراً من تحول المشكل من مشكل لغة إلى مشكلا عرقيّا، وذلك من "خلال من يريد أن يستعمل الأمازيغية ضد العربية وضد الإسلام"، مٌضيفاً أن "وهذه المخاطر لا تظهر للإنسان العادي، لأن الصراع ينمو ويكبر شيئا فشيئا، وْهادْشّي اللّي غادي نْوَصْلو ليهْ فْهادْ البلاد".