اهتمت الصحف العربية، الصادرة اليوم الثلاثاء، بجملة مواضيع منها، المأساة الإنسانية التي تعيشها البلدات السورية المحاصرة جراء الأزمة، وانعقاد أول جلسة للبرلمان المصري الجديد، ونتائج اللجنة العليا القطرية الكويتية المشتركة، ومواضيع أخرى محلية وإقليمية. ففي مصر، كتبت صحيفة (الأهرام) أن انعقاد الجلسة الإجرائية لمجلس النواب الجديد يعد إنجازا واقعيا للاöستحقاق الثالث لخريطة المستقبل التي توافقت عليها القوى الوطنية، مشيرة إلى أن الوقت قد حان لأن تتحقق آمال المصريين من المجلس والقيام بدوره والدفاع عن الديمقراطية والمبادئ التي نادت بها ثورتا (25 يناير) و(30 يونيو). واعتبرت الصحيفة، في افتتاحيتها بعنوان (آمال المصريين) أن المصريين يأملون في أن يكون المجلس نموذجا ومنبرا لحوار ديمقراطي راق تتاح فيه الفرصة لجميع الانتماءات السياسية للتعبير عن آرائها مع إتاحة الفرصة للنقد الذاتي لتصحيح المسار، وأن يكون مجلسا للاتفاق على أن الهدف القومي هو الأعلى والأسمى. وفي السياق ذاته، كتبت صحيفة (الوفد)، في افتتاحيتها، أنه لا مجال للتشكيك في ما يمكن أن يضيفه البرلمان إلى المسيرة الوطنية من إسهامات حقيقية وجادة تؤكد القدرة على المضي قدما صوب تحقيق أهداف ومبادئ ثورة يناير "تلك الثورة الأم التي نهضت موجتها الثورية في الثلاثين من يونيه دفاعا عن قيمها الإنسانية النبيلة". وعلى صعيد آخر، تطرقت صحيفة (الجمهورية) إلى "البرنامج الشامل لتمويل المشروعات الصغيرة والمتوسطة للشباب"، الذي أعلن عنه البنك المركزي ويروم تخصيص 20 في المائة من محفظة قروض البنوك لإنشاء نحو 350 ألف شركة بالنسبة للشباب الراغبين في اقتحام الصناعات الصغيرة، مشيرة في افتتاحيتها بعنوان "انطلاقة اقتصادية للشباب" إلى أن الجديد في هذا التمويل أنه ينزل بالفائدة إلى 5 في المائة وبصورة متناقصة. وبالإمارات، كتبت صحيفة (البيان)، في افتتاحيتها، أن الشعب السوري يواجه حرب إبادة شاملة، بدأت منذ خمس سنوات، وما زالت مستمرة تحت عناوين مختلفة، موضحة أن النظام الحاكم يؤدي "بتحالفه مع حزب الله، وصولا إلى طهران، ذات الدور الذي تؤديه التنظيمات المتطرفة، أي تدمير سوريا". وأكدت الصحيفة على أنه لم يتعرض شعب، لمثل هذه الإبادة في تاريخه، فهي إبادة يومية، أدت إلى تشريد الملايين، وقتل وجرح وسجن الملايين أيضا، إبادة سياسية واجتماعية واقتصادية، اختطفت كل سوريا ألف عام إلى الوراء، بحيث يكاد يكون مستحيلا اليوم، أن تعود سوريا إلى سابق عهدها، حتى لو توقفت الحرب الدائرة حاليا. وشددت الافتتاحية على أنه قد آن الأوان أن يتم وقف الحرب السورية، و"وضع حد لهذه المأساة بكل الطرق، حتى لا ندخل عاما سادسا من هذه الفوضى، وقد احترقت كل سوريا". ومن جانبها، أبرزت صحيفة (الخليج) ، في افتتاحيتها، أنه فيما يقترب موعد ذكرى ثورة 25 يناير التي "أطاحت بنظام مبارك وما كان يمثله من فساد وارتهان سياسي واقتصادي للخارج، وتجريف للحياة السياسية، وسطوة حيتان المال"، فإن مصر لا تزال تواجه المخاطر على مختلف المستويات الأمنية والاقتصادية، وإن كانت عبرت بسلام استحقاقات خريطة الطريق واستكملت بناء المؤسسات الشرعية. وأبرزت الافتتاحية، أنه منذ اللحظة التي استكمل فيها الشعب المصري ثورته في 30 يونيو 2013 وصحح مسار ثورة 25 يناير2011 ، فإن مصر لم تتوقف لحظة عن خوض "معركة الدفاع عن الثورتين وحماية الشعب المصري وأمنه ضد القوى المعادية للثورة من فلول الإخوان والجماعات الإرهابية في سيناء وداخل مصر". وشددت (الخليج) على أن "مصر المستهدفة بوجودها وتاريخها ودورها في مواجهة أعتى أشكال الإرهاب تمثل مركز الثقل في المؤامرة الكبرى من أجل إسقاطها، استكمالا لما يجري في سوريا والعراق وليبيا وتونس واليمن من أجل تدمير الدولة الوطنية وإقامة دويلات جديدة على أسس دينية وطائفية ومذهبية وقومية" تتماهى مع إسرائيل التي ستشكل في حال نجاح المؤامرة حجر الرحى في المنطقة، وبذلك تسقط الأمة العربية وتتحول إلى مكونات لا صلة لها بتاريخها وثقافتها ودينها. وفي قطر، نوهت صحيفة (الشرق) بالنتائج التي أسفرت عنها الدورة الرابعة من أشغال اللجنة العليا القطرية الكويتية المشتركة التي اجتمعت أمس في الدوحة ، مبرزة في افتتاحيتها أن هذه اللجنة "رسمت مستقبلا أكثر أمانا وإشراقا لشعبي البلدين، كما ستساهم الاتفاقيات ومذكرات التفاهم في تعزيز وترسيخ العلاقات الوطيدة، وتدفع بالتعاون الثنائي إلى آفاق أرحب بما يعزز آليات العمل المشترك وما يصبو إليه كلا البلدين من تقدم وازدهار". ولاحظت الصحيفة أن العلاقات القطرية الكويتية "تتميز بوشائج قوية ومتينة، تعززها قواسم تاريخية مشتركة ومصير واحد، كما تتسم بالتقارب والتعاون المثمر، والتشاور المستمر، وتتطور العلاقات الأخوية الوطيدة إلى آفاق أرحب، بفضل القيادتين الحكيمتين في البلدين، وحرصهما على دعمها وتعزيزها في شتى المجالات بما يعود بالنفع على شعبي البلدين." وتعليقا على المأساة الإنسانية التي تعيشها عدد من البلدات السورية المحاصرة، نبهت صحيفة (الراية) المجتمع الدولي إلى أن الشعب السوري "يتعرض لحرب إبادة وتشريد بتواطؤ الجميع، وعليه أن يدرك أيضا أن ما حصل لبلدة (مضايا) ليس جديدا وإنما هو سياسة ظل يتبعها النظام لإرغام الشعب السوري على الإذعان له أو الموت جوعا تحت الحصار"، منوهة في هذا الصدد ب"التحرك العاجل" للمنظمات الخيرية القطرية لنجدة المحاصرين . وطالبت (الراية) في افتتاحيتها "بتحرك دولي عاجل لإيجاد حل للازمة"، مؤكدة أن المطلوب الضغط على النظام السوري من أجل احترام مبادئ القانون الدولي الإنساني والأعراف والقوانين الدولية، وتسهيل عملية وصول المساعدات الإغاثية إلى المتضررين الأبرياء في (مضايا) وفتح ممرات إنسانية آمنة حتى تتمكن فرق الإغاثة التابعة للمنظمات الإنسانية الدولية من إدخال المساعدات العاجلة إلى المحاصرين . بدورها، دعت الصحيفة (الوطن)، في افتتاحيتها، كل المنظمات الإنسانية - الإقليمية والدولية "لأن تسارع هي الأخرى بالمساعدات الإنسانية العاجلة، إلى (مضايا) والقرى المحيطة"، مشددة على ضرورة "أن تتكامل كل جهود الإنسانيين تحت شعار نحن نسرع بالإغاثة لأن الموت جوعا أسرع في مضايا". وبلبنان، اعتبرت صحيفة (الجمهورية) أن صوت الحوار علا، أمس، بشقيه الوطني والثنائي (بين حزب الله وتيار المستقبل) ل"يتمخض عتابا متبادلا خفف من التشنج وفتح الباب، أمام توجه جدي لتفعيل الحكومة". إلا أن الصحيفة، اعتبرت أنه، وفيما غاب الاستحقاق الرئاسي عن طاولة المتحاورين "حضر همسا في كواليس بعضهم"، مشيرة إلى احتمال عقد لقاء في باريس بين زعيم (تيار المستقبل) سعد الحريري ورئيس تيار (المردة) سليمان فرنجية الموجودين هناك، وكذلك في ضوء ما يتردد عن أن حزب "القوات اللبنانية" "اقتربت من خيار تبني ترشيح رئيس تكتل "التغيير والإصلاح" ميشال عون. أما صحيفة (المستقبل)، فقالت إن الحوار الوطني بين رئيس الحكومة والكتل النيابية والحوار بين (حزب الله) و(تيار المستقبل)، سيساهم في "تبريد التصعيد السياسي والإعلامي بين الأفرقاء"، موضحة أنه وفيما ساهمت طاولة الحوار الوطني صباح أمس في "تعبيد الطريق" أمام إعادة الحكومة إلى سكة الإنتاج عشية اجتماع مجلس الوزراء بعد غد الخميس، فإن طاولة الحوار الثنائي "كرست مساء حرصا مشتركا على تفعيل الحكومة واستمرار الحوار وتجنيب لبنان أي تداعيات تؤثر على استقراره". من جانبها كتبت صحيفة (السفير) أن تبني سمير جعجع (مرشح قوى 14 آذار للرئاسة) ترشيح ميشال عون (مرشح 8 آذار) لرئاسة الجمهورية "لم يعد أمرا، لا مستحيلا ولا غريبا، خصوصا أن الرجل يهوى (الانقلابات) تاريخيا برغم الأثمان التي كان يدفعها أو يقبضها في محطات تاريخية عدة..."، مضيفة أن تبني رئيس حزب "القوات" ترشيح عون في السر أو العلن ويتراجع عنه "ليس أمرا جديدا على رجل يتقن البراغماتية، ويملك رؤية استراتيجية أقله للواقع المسيحي"