أكد وزير الخارجية المصري سامح شكري، اليوم الثلاثاء في الرياض ، أن التدخل الايراني في الشأن الداخلي السعودي "أمر مرفوض ولا تقره أي من القوانين والأعراف الدولية"، مذكرا في هذا الصدد بأن مصر اتخذت قرارا بقطع العلاقات مع إيران منذ 27 عاما نظرا للأوضاع في ذلك الوقت. واعتبر شكري خلال لقاء صحافي مشترك مع نظيره السعودي عادل الجبير ،على هامش اجتماعات لجنة التنسيق المصري السعودي، أن إعلان المملكة العربية السعودية طرد السفير الإيراني وقطع العلاقات مع طهران "قرار يلبي سيادة المملكة ويلبي مصالحها ". وقال في هذا السياق "كما أكدنا في العديد من المرات، نحن مع الموقف الثابت الذي نعمل مع أشقائنا في المملكة وغيرها من دول الخليج على إقراره والتأكيد عليه في كل مناسبة، ألا هو أن أمن المملكة هو جزء لا يتجزأ من أمن مصر ونرى أن أمن مصر جزء لا يتجزأ من أمن المملكة". وفي إجابة تتعلق باتخاذ قرار جماعي من جامعة الدول العربية تجاه النظام الإيراني وتدخلاته في المنطقة ،قال وزير الخارجية المصري "أمس بلغنا بالطلب الذي تقدمت به المملكة العربية السعودية لعقد المجلس الوزاري للجامعة العربية وكانت مصر في طليعة الدول التي أيدت هذا الطلب وسوف نتشاور وننسق مع المملكة في مخرجات الاجتماع الذي سوف يعقد في أقرب فرصة وهناك ترتيبات لعقده يوم الأحد القادم. من جهته، كشف عادل الجبير أن هناك ترتيبات لاجتماعات وزراء خارجية دول مجلس التعاون ووزراء خارجية الدول العربية ، وتحركات في الأممالمتحدة ، مبرزا أن المملكة العربية السعودية "ستبذل كل ما في جهدها لإبراز الدور السلبي الإيراني وانتهاكات إيران للقوانين الدولية والأعراف الدولية". وفي ما يتعلق بمبادرة وزير الخارجية الروسي لإيجاد حل سياسي بين الرياضوطهران ، أوضح الجبير أنه لم يطلع على هذه المبادرة ولا ما تحتوي عليه ، مضيفا أن " الانتهاكات والتحركات العدوانية جاءت من طرف واحد وليس من طرفين ، وان المملكة العربية السعودية على مدى 35 عاما لم تقم بأي عمل عدواني تجاه إيران". وشدد على أن إيران منذ 35 عاما عند قيام الثورة الإيرانية "وهي تتحرك بشكل سلبي وعدواني تجاه المملكة ، وتتدخل في شؤون المنطقة وتدعم الإرهاب وتجند أبناء هذه المنطقة ليعملوا ضد مجتمعاتهم"، متهما إيتها أيضا "بتهريب السلاح والمتفجرات إلى دول المنطقة من أجل زعزعة الأوضاع الأمنية في المنطقة "،مؤكدا ان هذه الأمور "غير مقبولة". و استطرد قائلا "إذا أرادت إيران أن يكون لها دور إيجابي ،ودور طبيعي في المنطقة ،فعليها أن تكف عن هذه الأعمال العدوانية وتتصرف مع دول المنطقة كما تتصرف أي دول تسعى لحسن الجوار" . وفي معرض حديثه عن لقائه مع نظيره المصري ، أوضح الجبير، أن هذا اللقاء "يأتي في إطار التشاور والتنسيق المستمر بين البلدين وعلى هامش مجلس التنسيق السعودي المصري ، لتبادل الآراء ووجهات النظر في العديد من القضايا التي تهم البلدين وعلى رأسها القضية الفلسطينية، وأهمية إيجاد حل للنزاع يؤدي إلى إقامة دولة فلسطينية عاصمتها القدس الشريف، بالإضافة إلى الأوضاع في سوريا والعراق واليمن وليبيا". وأضاف الجبير انه جرى خلال هذا اللقاء بحث الأمور الثنائية بين البلدين التي تتعلق بالتنسيق والتشاور والاستثمارات وغيرها، بالإضافة إلى آخر التطورات المتعلقة بالتدخلات الإيرانية في شؤون المنطقة والأعمال السلبية التي تقوم بها. في السياق ذاته ، وصف سامح شكري ، العلاقة بين مصر و السعودية بأنها " استراتيجية ،وعلاقة إخاء و مصير مشترك ونعمل بكل ما لدينا لتدعيم هذه العلاقة على المستوى السياسي والاقتصادي والثقافي"، مبرزا أن الأعمال التي تضطلع بها لجنة التنسيق وما تسفر عنه من نتائج "هي خير دليل على عزم البلدين على تحقيق هذه المصلحة المشتركة".