في خضمّ التطور السريع للتكنولوجيات الحديثة، وتنامي حاجة مؤسسات التعليم العالي إليها، تم التوقيع على اتفاقية في الرباط تهمُّ تعزيز رَقمنة التعليم العالي في المغرب، من خلال مشروع "Cloud Académique National"، الذي يرمي إلى إرساء أسُس بيئة متقدمة للتعليم والبحث، من خلال تكنولوجيا الحوْسبة. المشروع، الذي وُقِّعَ على مذكرة بشأنه بين كل من وزارة التعليم العالي والبحث العلمي وتكوين الأطر، والمركز الوطني للبحث العلمي والتقني، وشركة "IBM" فرع المغرب، يُعتبر الأوّل من نوعه على الصعيد الإفريقي، ويدخل في إطار الجهود الرامية إلى تجاوُز الأسلوب الكلاسيكي في مؤسسات التعليم العالي بالمغرب. وزير التعليم العالي والبحث العلمي وتكوين الأطر، الحسن الداودي، قال، في تصريح لهسبريس، إنّ مشروع "Cloud Académique National" (السحابة الأكاديمية الوطنية)، سيُمكّن الطلبة الجامعيين من إجراء تمارينهم عن بُعْد، أربعا وعشرين ساعة على أربع وعشرين، لافتا إلى أنَّ التجربة سيجري تعميمها على كل الجامعات المغربية. غيْرَ أنّ ذلك يقتضي أن تكون الجامعات مؤهّلة لذلك، وأوضح في هذا الصدد أنّ الجامعات التي تتوفر على طاقة تخزين المعطيات ستستفيد من المحتوى الذي تتيحه "Cloud Académique National"، في الشهور القليلة القادمة، "أما الجامعات التي لا تتوفر على طاقة تخزين فستستفيد حينَ تكون جاهزة"، يقول الداودي. وإضافة إلى مشكل جاهزية الجامعات المغربية، ثمّة إشكال آخر، يتعلّقُ بمدى قدرة الطلبة على الاستفادة من المشروع، يتمثل في عدم القدرة المادية لشريحة واسعة من الطلبة على اقتناء الأدوات الإلكترونية، من حواسيب وألواح إلكترونية، وقال الداودي، بهذا الخصوص، إنّ وزارته ستعمل على عقد اتفاقٍ مع مؤسسة بنكية، سيتمكّن بموجبه الطلاب من اقتناء الحواسيب عبر أقساط شهرية. وسيكون المركز الوطني للبحث العلمي والتقني قاعدة انطلاق مشروع "Cloud Académique National"، على أنْ يشملَ الجامعات المغربية لاحقا، وسيتمّ الاقتصار في المرحلة الأولى على مستوى شعبة الإعلاميات، وسيشمل مستقبلا باقي التخصصات، بحسب ما أوضح الداودي، الذي تابع: "همُّنا الكبير هو أن نقترب من الطالب، وأن نوصل إليه المعلومة حيثما كان، خاصة الطلاب الفقراء الذين تعوزهم الإمكانيات المادية للاستفادة من التكنولوجيا الحديثة". من جهته قالَ الرئيس المدير العام لشركة "IBM" بالمغرب، حسن بهيج، إنّ مساهمةَ الشركة في المشروع تتعلق بكلّ ما هو تكنولوجي، مضيفا أنَّ المشروع سيتيح الفرصة للأساتذة للاشتغال مع الطلاب في ورشات بوتيرة سريعة، وهُو ما سيمكّن الطلاب من القيام بالأعمال التطبيقية أيْنما كانوا، حيثُ سيُتيح لهم التطبيق الولوج إلى كافة المعطيات. وأضاف بهيج، في تصريح لهبريس، أنّ مشروع "Cloud Académique National" يكتسي أهمية كبرى بالنسبة للمغرب، في ظلّ تنامي الطلب على الكفاءات في مجال التكنولوجيا الحديثة، مُوضحا أنّه على المغرب أن يستثمر في هذا المجال، بما يمكّن من تخريج طلاب ذوي كفاءة، قادرين على المساهمة في جذب الاستثمارات الخارجية، خاصة وأنّ المغرب يتموقع في نقطة جغرافية إستراتيجية. علاقة بذلك، قال ممثل الاتحاد العام لمقاولات المغرب إنّ الرقمنة "هي المستقبل والحاضر في آن، وهي مفتاح النجاح بالنسبة للمغرب"، مضيفا أنَّ التعاون القائم بين الاتحاد ومختلف الجامعات المغربية يمكّن من تعزيز خبرات الخرّيجين، وأكّد المتحدث أنّ الاتحاد العام لمقاولات المغرب سيساهم بقوة لإنجاح مشروع "Cloud Académique National".