اهتمت الصحف الأوروبية، الصادرة اليوم الخميس، على الخصوص، بإلغاء المحكمة الدستورية الإسبانية لإعلان استقلال كتالونيا، والحرب على تنظيم "داعش" الإرهابي، والتهديد باستبعاد اليونان من منطقة شنغن، والعقوبات الأوروبية ضد روسيا. ففي إسبانيا، اهتمت الصحف بشكل خاص بقرار المحكمة الدستورية القاضي بإلغاء قرار برلمان جهة كتالونيا إطلاق مسلسل استقلال هذه الجهة. فتحت عنوان "إعلان الاستقلال لم يعد موجودا"، كتبت (لا راثون) أن قضاة المحكمة لاحظوا أن هذا القرار انتهك خمس مواد في الدستور الإسباني، مضيفة أن الحكومة الإسبانية ستتخذ الإجراءات اللازمة لتجنب احتمال حدوث خرق لهذا القرار من قبل حكومة كتالونيا. أما صحيفة (أ بي سي) فأوردت أن المحكمة الدستورية لاحظت أن استقلال كتالونيا يسعى لإقامة نظام سياسي جديد بإسبانيا، مشيرة إلى أن أعضاء هذه المحكمة ألغوا بالإجماع وفي أقل من شهر هذا الإعلان الانفصالي. من جهتها ذكرت (إلموندو) أن المحكمة الدستورية أكدت في قرارها أن الشرعية الوحيدة الصالحة بإسبانيا هي الدستور، مشيرة إلى أن قرار الاستقلال هذا يشكل انتهاكا للنظام الأساسي للحكم الذاتي في إسبانيا. وفي سياق متصل أوردت (إلباييس) تصريحات نائبة رئيس حكومة كتالونيا، نويس مونتي، التي أكدت فيها أن حركة الاستقلال بكتالونيا تعتزم مواصلة مواجهتها مع الحكومة المركزية رغم هذا القرار. وفي ألمانيا اهتمت الصحف بالنقاش الذي بدأ أمس في البرلمان الألماني "البوندستاغ " بشأن مشاركة الجيش الألماني في محاربة تنظيم الدولة الاسلامية "داعش". وكتبت صحيفة ( تاغستسايتونغ) أن "حكومة المستشارة أنغيلا ميركل ستواجه ثلاثة أيام من الأسئلة والانتقادات بالبرلمان حول طبيعة مهمة الجيش الألماني في الحرب ضد تنظيم الدولة الاسلامية، قبل أن يقرر المنتخبون القبول أو الرفض". واعتبرت الصحيفة "وكأننا في عجلة من أمرنا إقحام ألمانيا في مسلسل دموي وفي حرب معقدة للغاية، وهو قرار خطير لم تتخذ قرارا مثله جمهورية ألمانيا الاتحادية بهذه السرعة منذ سنوات عدة". من جهتها تساءلت صحيفة (تورينغيشه تسايتونغ) في تعليقها "لماذا الآن هذا الاندفاع بعد سنوات من البحث عن وسيلة بديلة، وبعد أن كان الأمل معقود في أن يتم فض النزاع في سوريا بطريقة أخرى" مضيفة "من المؤكد أن النوايا في هذا التحرك تستحق الثناء، لكن يتعين وضع استراتيجية على المدى الطويل، لأن الأمر لا يتعلق فحسب بالحرب في سوريا، ولكن أيضا بحياة الجنود الألمان، فالقرار يطرح العديد من علامات الاستفهام". أما صحيفة (هاندلسبلات) فكتبت في تعليقها "على الرغم من كل الاعتراضات المبررة فإن البديل لدى المعارضين للمشاركة هو وقوف الجيش الألماني إلى جانب الغرب وليس المشاركة في الضربات الجوية التي لن تهزم وحدها تنظيم الدولة الاسلامية، بل يمكن أن تضعفه فقط، في هذه الحرب التي تقودها الولاياتالمتحدةالأمريكية". صحيفة (راينشة بوست) سلطت الضوء على الجانب العملي في مشاركة الجيش في الحرب ضد "داعش" بسوريا مشيرة إلى أن وزيرة الدفاع الألمانية أورزولا فون دير لاين أكدت أن مشاركة ألمانيا ستكون من خلال إرسال 1200 جندي وست طائرات استطلاع من نوع (تورنادو) وفرقاطة وطائرات للتزويد بالوقود جوا دعما لفرنسا من أجل محاربة التنظيم الإرهابي وليس المشاركة في الضربات. وفي هولندا تطرقت الصحف لتهديد استبعاد اليونان من منطقة شنغن وعقوبات الاتحاد الأوروبي ضد روسيا. وكتبت (دي فولكس كرانت) أن الاتحاد الأوروبي هدد باستبعاد اليونان مؤقتا من منطقة شنغن في حال رفصت أثينا التعاون لمراقبة حدودها. أما صحيفة (إن إر سي) فكتبت، تحت عنوان "الاتحاد الأوروبي يريد توسيع العقوبات ضد روسيا"، أن البلدان الأوروبية أعلنت عزمها تمديد العقوبات التجارية المفروضة على روسيا لستة أشهر أخرى، مضيفة أن أوروبا ربطت رفع العقوبات باحترام اتفاق مينسك. وفي سياق متصل ذكرت صحيفة (أ دي) بأن روسيا ردت على التدابير التقييدية للاتحاد الأوروبي بفرض عقوبات على المنتوجات الأوروبية، لاسيما الفواكه والخضروات. وفي بريطانيا، تركز اهتمام الصحف حول إعطاء البرلمان البريطاني الضوء الأخضر لضربات جوية بريطانية ضد "داعش" في سورية. وهكذا أشارت صحيفة (تايمز) إلى الانتصار السياسي الكبير لرئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون، الذي حظى بدعم غالبية المحافظين والعمال بخصوص مشروعه التدخل الجوي ضد أهداف منظمة "داعش الإرهابية في سورية. أما (ديلي ميرور)، فقالت إن رئيس الحكومة تمكن من كسب ثقة وتصويت 397 نائبا مقابل 223 على مشروعه شن غارات جوية ضد معقل "داعش" في سورية، فيما اتهم زعيم المعارضة العمالية، جيريمي كوربين، الحكومة بالتسرع إلى الحرب لن تعزز أمن البلاد. من جهتها أبرزت (الغارديان) دعم غالبية النواب لرئيس الوزراء ديفيد كاميرون، في حين علقت (ديلي تلغراف) على تحدي نواب المعارضة العمالية لزعيم حزبهم وتصويتهم لمشروع الحرب الذي رفعه المحافظون. وفي فرنسا، انتقدت صحيفة (لوموند) إجراء سحب الجنسية من الإرهابيين، الذي اتخذ في فرنسا في أعقاب الهجمات الإرهابية في 13 نونبر في باريس ، معتبرة أن هذا الإجراء لا طائل منه في المعركة ضد الإرهاب ولن يساهم في اندماج السكان ، لاسيما المسلمين الفرنسيين. من جانبها، أشارت (لوفيغارو) الى أن الدول الغربية تستعد لتعزيز قواتها ضد المنظمة الإرهابية "داعش" بعد مضي خمسة عشر يوما على هجمات باريس. وأضافت الصحيفة أن التعزيزات العسكرية التي أعلن عنها من قبل الحلفاء، لا تخفي الخلافات التي لا تزال قائمة بين القوى المنخرطة في المواجهة في الأزمة السورية، بما في ذلك روسيا وتركيا، مما يجعل أنه من المستحيل حاليا تشكيل تحالف كبير ووحيد لمكافحة "داعش". من جانبها، دعت صحيفة (ليبراسيون) إلى التصويت بكثافة في الانتخابات الجهوية القادمة في فرنسا لمواجهة التقدم في استطلاعات الرأي للحزب اليميني المتطرف الجبهة الوطنية، مشيرة الى أن الامتناع عن التصويت سيكون في صالح مارين لوبان. وقالت الصحيفة "إن التصويت واجب على الذين يؤمنون بالجمهورية، بغض النظر عن انتقاداتهم المشروعة الموجهة للطبقة السياسية". وفي بلجيكا، اعتبرت (لافونير) أن توسيع الضربات الجوية في سوريا لا تحظى بالإجماع بالمملكة المتحدة، مشيرة إلى أن (دي تايمز) الجريدة المحافظة، نشرت عمودا ذكرت فيه أن المبرر الوحيد للمشاركة في هذه الضربات وعدم بقاء بريطانيا في معزل عن التحالف، دون أن تستنتج الدروس من العراق وليبيا حيث أن نصرا عسكريا أعقبته حالة من انهيار الدولة بسبب عدم الإعداد الجيد لمرحلة ما بعد التدخل. من جانبها، كتبت (لاليبر بلجيك) أن منظري (داعش) أعلنوا ليبيا أرضا للجهاد أمام صعوبة الذهاب إلى سورياوالعراق، مضيفة أنه أكثر من سنة تقريبا من وجودها، تمكنت هذه المنظمة الإرهابية من التوسع وتنويع أنشطتها مستغلة الانقسامات السياسية في هذا البلد. واهتمت (لوسوار) بالصراع بين اليونان والاتحاد الأوروبي بخصوص تدبير ملف اللاجئين، مشيرة إلى أن تهديد المفوضية الأوروبية تعليق عضوية اليونان في فضاء شينغن إذا لم يلتزم هذا الأخير بالإجراءات الأوروبية لمواجهة أزمة اللاجئين أثار ردود فعل سلبية. وتساءلت (لوسوار) هل اليونان أخطأت، أم أن الاتحاد الأوروبي هو الذي فشل في تدبير الأزمة، معتبرة أن أخطاء تدبير هذا الملف تتقاسمها بروكسلوأثينا. في الدنمارك، كتبت صحيفة (بوليتيكن) أن الدنماركيين يتوجهون اليوم إلى مراكز التصويت للمشاركة في استفتاء على رفع الاستثناءات التي منحها الاتحاد الأوروبي لهذا البلد منذ سنة 1992، وذلك بعد رفض معاهدة "ماستريخت" المتعلقة بالسياسة القضائية والشؤون الداخلية. واعتبرت الصحيفة أن هناك تخوف من أن يتم ترك الدنمارك، التي ستقصى من "اليوروبول" في سنة 2016 وهي وكالة التعاون الأمني الأوروبي، لوحدها في مواجهة الجريمة العابرة للحدود، ما دفعها إلى إقناع الأحزاب الموالية لأوروبا بتنظيم الاستفتاء. وبحسب كاتب المقال، فإن السؤال الذي طرحه الاستفتاء يشمل في الواقع ما لا يقل عن اثنين وعشرين من الإجراءات القانونية، من ضمنها المقتضيات المتعلقة بتقديم المساعدة العابرة للحدود والجرائم الإلكترونية والمعاملة السيئة والاستغلال الجنسي للأطفال أو الاتجار بالبشر. وأشارت الصحيفة إلى أن معظم الدنماركيين يبدون غير قادرين على شرح ما الذي سيصوتون عليه، خاصة وأن المسألة محض تقنية، مسجلة أن رهانات الاستفتاء تكمن في تحويل الاستثناء، الذي مكن الدنمارك منذ سنة 1993 من البقاء بعيدا عن أسس العدالة في الاتحاد الأوروبي. وفي فنلندا، ذكرت صحيفة (لابين كانسا) أن أحد منتقدي سياسة وزير المالية، ألكسندر ستاب، سكب كوبا من "كوكا كولا" على رأس هذا الأخير. وأوضحت الصحيفة أن الحادث وقع بعد تصريح للوزير حول مشروع قانون يتعلق بالسندات المالية، مشيرة إلى أن ستوب كان قد قدم عرضا أمام الحكومة يتضمن نتائج خبرة حول مشروع القانون قبل أن يعترف خلال عطلة نهاية الأسبوع بأنه لم يقل الحقيقة. وقالت الصحيفة "إنها ليست المرة الأولى التي يهاجم فيها وزير المالية. ففي الخريف تم تكسير نوافذ منزله". ويرى كاتب المقال أن فنلندا تتميز بمجتمع مفتوح حيث يمكن للسياسيين ورجال الأعمال التنقل دون الحاجة إلى القيام بإجراءات أمنية. وفي النرويج، تطرقت صحيفة (افتنبوستن) إلى الحرب الدولية على تنظيم "داعش"، مشيرة إلى قرار البرلمان البريطاني المشاركة في الهجمات على هذا التنظيم في سورية. وأضافت الصحيفة، الواسعة الانتشار، أنه تم اتخاذ هذا القرار بعد نقاش طويل استمر لعشر ساعات بموافقة 397 نائبا مقابل رفض 223 آخرين. ونقلت عن رئيس الوزراء البريطاني، ديفيد كاميرون، قوله "أعتقد أننا اتخذنا القرار الصحيح للحفاظ على أمن بريطانيا".