استقبل الرئيس الجزائري، عبد العزيز بوتفليقة، يوم الاثنين، كريستوفر روس، المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، في لقاء هو الأول من نوعه بعد أشهر، وبعد يوم واحد من استقبال بوتفليقة لزعيم البوليساريو محمد عبد العزيز. وكشفت وكالة الأنباء الجزائرية أن بوتفليقة أكد لروس دعم الجزائر للمسار الأممي "بصفتها بلدا جارا"، فيما أعرب المبعوث الأممي عن عرفانه لذلك، مشددا على أن بان كي مون طالبه بتكثيف الجهود لإيجاد حل يتطابق مع لوائح مجلس الأمن الأممي. كريستوفر روس كشف أن الأمين العام للأمم المتحدة يعتزم القيام، قريبا، بزيارة إلى المنطقة من أجل محاولة بعث المفاوضات بين المغرب وجبهة البوليساريو في إطار المسار الأممي الرامي إلى إيجاد حل لهذا النزاع، موضحا أن بان كي مون يأمل في زيارة المنطقة خلال الأشهر المقبلة حتى يقدم مساهمته الشخصية لإيجاد حل للنزاع. وفي انتظار هذه الزيارة التي ستكون هي الأولى من نوعها للمنطقة، سيقدم روس، بعد جولته الحالية التي بدأها من الجزائر، تقريرا لمجلس الأمن، يعرض فيه عددا من مستجدات قضية الصحراء، خاصة وأن هذا النزاع تجاوز عمره الأربعين سنة دون التوصل إلى حل في ظل تشبث جبهة البوليساريو الانفصالية بمطلب تقرير المصير، في الوقت الذي تقدم فيه المغرب، منذ سنة 2007، بمقترح الحكم الذاتي في إطار الجهوية الموسعة، وهذا ما ترفضه الجبهة جملة وتفصيلا. خلال اليوم الأول من زيارته للمنطقة، التقى روس كلا من الرئيس الجزائري، عبد العزيز بوتفليقة، ووزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي، رمطان العمامرة، ووزير الشؤون المغاربية والإتحاد الإفريقي، عبد القادر مساهل، وذلك بحسب ما كشفته وسائل الإعلام الجزائرية. زيارة روس إلى المنطقة لتحريك المياه الراكدة في ملف الصحراء، من المرتقب أن تشمل أيضا لقاءات مع قيادات في مخيمات تيندوف، بالإضافة إلى زيارة إلى الرباط، في الوقت الذي لم يُحسم فيه إن كان المسؤول الأممي سيزور أيضا الجارة الجنوبية موريتانيا، التي تعتبرها الأممالمتحدة "ملاحظا"، إلى جانب الجزائر. يذكر أنه على هامش احتفالات الذكرى الأربعين للمسيرة الخضراء في مدينة العيون، صرح وزير الخارجية والتعاون، صلاح الدين مزوار، بأن روس ممنوع من زيارة الأقاليم الجنوبية، وأن زياراته المقبلة ستقتصر فقط على العاصمة الرباط، في حين أوضح وزير الاتصال الناطق الرسمي باسم الحكومة، مصطفى الخلفي، أن هذا القرار المغربي ليس جديدا، وإنما تم العمل به منذ مدة.