توقفت الصحف المغاربية، اليوم الخميس، عند الهاجس الاجتماعي والتهديدات الأمنية في تونس، وتأثر الجزائر بتراجع أسعار النفط، والحوار السياسي في موريتانيا. ففي تونس، رصدت الصحف الجانب الاجتماعي في ظل عودة الإضرابات العامة في القطاع الخاص الذي يبدأ اليوم من صفاقس على أن يعمم في جهات أخرى وفق جدولة أقرتها سلفا المنظمة الشغيلة بعد فشل مفاوضاتها مع أرباب العمل (منظمة الأعراف). وكتبت صحيفة (المغرب) أن اليوم الخميس تبدأ مرحلة جديدة في أزمة المفاوضات الاجتماعية في القطاع الخاص، وتحديدا من صفاقس التي ستشهد أول الإضرابات القطاعية الإقليمية والجهوية التي أقرها الاتحاد العام التونسي للشغل بعد فشل المفاوضات للزيادة في أجور القطاع الخاص بينه وبين (منظمة الأعراف) في جلسة أمس، تبعا لرفض كل طرف التنازل عن موقفه. وأوضحت الصحيفة أن الإضراب في صفاقس سيشمل 164 مؤسسة بمساندة أعوان وموظفي الوظيفة العمومية والقطاع العام، مسجلة أن ملف المفاوضات في القطاع الخاص دخل، بهذه الحركة الاحتجاجية، مرحلة جديدة وفي منعرج آخر "ليصبح التفاهم بين الطرفين صعبا نسبيا مما يوحي بضرورة ترحيل الملف إلى نطاق أعلى". ونقلت صحيفة (الصباح) عن قيادي في (منظمة الأعراف) قوله، قبل بدء الجلسة التفاوضية ليوم أمس، إنه من غير المعقول أن يقع التفاوض تحت ضغط الإضراب. وتوقعت الصحيفة أن تعرف الأمور تطورات خلال الأيام القادمة في ظل تبادل الاتهامات بين الطرفين، داعية إلى ضرورة تدخل مختلف الجهات السياسية والمدنية من أجل نزع فتيل الاختلاف بين المنظمتين قبل فوات الأوان. وذكرت صحيفة (الصريح) بأن الخلاف بين الجانبين كان منحصرا حول احتساب المفعول الرجعي للزيادات وليست قيمتها المالية، قبل أن يعود الحديث لترديد عدم توافقهما حول مبدإ الزيادة قبل كل شيء، مضيفا أن تدخل رئيس الجمهورية، الباجي قايد السبسي، الذي استقبل مسؤولي الاتحاد العام التونسي للشغل، أول أمس، لم يكن ناجعا لتفادي سلسلة الإضرابات التي تنطلق اليوم. صحيفة (الشروق) أوردت أن قرار تنفيذ الإضرابات في القطاع الخاص أثار استنكار رجال الأعمال والمؤسسات الاقتصادية الذين "هدد البعض منهم بغلق شركاتهم وتحويل استثماراتهم إلى الدول المجاورة ردا على ما عبروا عنه بسياسة التهديدات ولي الذراع". وعلى صعيد آخر، تابعت الصحف التهديدات الأمنية التي تعرفها البلاد، خاصة في المناطق النائية والمرتفعات حيث تنشط المجموعات المسلحة، ومنها من توقف عند الانتشار الأمني الكثيف والمفاجئ، أمس، بشارع الحبيب بورقيبة وسط العاصمة. وكشفت (الشروق) أن مكالمة هاتفية أنقذت هذا الشارع من كارثة، موضحة أن شابا "اتصل أمس بشقيقته في شارل ديغول بشارع الحبيب بورقيبة وودعها قائلا .. سنلتقي في الآخرة، مما جعل الأخت تتصل بقاعة العمليات بوزارة الداخلية لتنتشر إثرها الوحدات الأمنية وسط العاصمة". وفي الجزائر، واصلت الصحف اهتمامها بتراجع أسعار النفط لما له من تداعيات على اقتصاد البلاد، من أبرز معالمها دفع الحكومة إلى إقرار سياسة للتقشف. وقالت صحيفة (الشروق) إن سعر برميل البترول نزل بشكل غير مسبوق ليبلغ أمس 39 دولارا، منخفضا بذلك عن السعر المرجعي لقانون المالية 2016 بÜ6 دولارات، "وهو الخبر الذي نزل كالصاعقة على مسؤولي قطاع الطاقة في الجزائر"، في وقت يتحدث الخبراء عن إمكانية سرعة تآكل مدخرات احتياطي الصرف الأجنبي في ظرف سنة، وإفراغ صندوق ضبط الإيرادات في ظرف قياسي. ونقلت (الشروق ) عن خبير جزائري في الطاقة أن الحكومة التي تعودت في سنوات مضت على عائدات الشركة الوطنية للمحروقات (سوناطراك) التي تتجاوز 60 مليار دولار، لن تجد في جعبتها هذه السنة أزيد من 25 مليار دولار، "مما سيضعها في ورطة حقيقية ويهدد بصرف بقايا احتياطي الصرف في ظرف سنة بدل سنتين مثلما توقع صندوق النقد الدولي، إفراغ صندوق ضبط الإيرادات في ظرف قياسي". ونشرت صحيفة (المحور اليومي) مضامين منتدى نظمته أمس، ألقى فيه المتدخøلون مسؤولية تعديل واستدراك النقائص في مشروع قانون المالية 2016 الذي تم إعداده في ظل سياسة التقشف في البلاد، على نواب البرلمان، بعدما صوøر رئيس جمعية حماية المستهلك المشروع على أنø مسوøدته "فاجعة". صحيفة (الفجر) أفادت بأن روسيا تؤيد رسميا المطلب الجزائري داخل منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك) الداعي إلى خفض الإنتاج بغرض رفع الأسعار التي يشكل تراجعها في السوق العالمية أزمة مالية خانقة أدت إلى استنفار الحكومة والإعلان عن سياسة التقشف بداية من 2016. ومن جهة أخرى، أثارت صحيفة (الخبر) التهديدات الأمنية المحيطة بالبلاد، ناقلة عن وزير الخارجية الليبي في حكومة طبرق، محمد الدايري، أن عدد مقاتلي (داعش) في ليبيا يقدر ب4 إلى 5 آلاف، يشكل التونسيون والسودانيون واليمنيون القسم الأكبر منهم، محذرا من تحول بلاده إلى ملجأ جديد لهذا التنظيم، مما يشكل خطرا على الباب الشرقي للجزائر التي كانت قد سارعت، منذ شهور، إلى إرسال وحدات جيشها لإحكام قبضتها على الحدود الليبية. وفي موريتانيا، انصب اهتمام الصحف على تأجيل منتدى المعارضة الحسم في رده على الحكومة بشأن إطلاق حوار سياسي شامل في البلاد. وفي هذا الصدد، أشارت صحيفة (الأمل الجديد) إلى أن المنتدى الوطني للديمقراطية والوحدة (معارضة راديكالية) أمهل لجنة المصالحة، التي يرأسها زعيم حزب اتحاد قوى التقدم، محمد ولد مولود، ورئيس حزب العهد الوطني للديمقراطية والتنمية (عادل) الوزير الأول الأسبق، يحي ولد أحمد الواقف، أسبوعا إضافيا من أجل التوصل إلى صيغة توافقية تحافظ على تماسك المنتدى. وقالت الصحيفة إن أحزاب المنتدى اتفقت خلال الاجتماع، الذي عقدته مساء أول أمس الثلاثاء، على تحديد مهلة أسبوع كحد أقصى للتوصل إلى موقف موحد من الدعوة التي وجهها الأمين العام لرئاسة الجمهورية، مولاي ولد محمد الأغظف، لاستئناف اللقاءات التشاورية حول الحوار التي توقفت في شهر ماي الماضي. وأفادت الصحيفة بأن حزب تكتل القوى الديمقراطية، الرافض للحوار مع الحكومة والأغلبية الداعمة لها، طالب المنتدى بمنحه مهلة أسبوع لتدارس موقفه الداخلي من استئناف اللقاءات التشاورية مع السلطة بشأن الحوار المرتقب. ومن جهتها، توقعت جريدة (السبيل) أن تشهد الأيام القادمة تقاربا في وجهات النظر يصل حد التطابق تجاه بعض القضايا المطروحة، مشيرة إلى أن الأمين العام لرئاسة الجمهورية، مولاي ولد محمد الأغظف، استطاع إقناع الرئيس الموريتاني والوزير الأول بتأجيل موعد انعقاد جلسات المنتديات الوطنية للتشاور التي كانت مقررة نهاية الشهر الماضي. وتوقفت صحيفة (الشعب) عند دعوة وزير الشؤون الإسلامية والتعليم الأصلي الأئمة والعلماء الموريتانيين إلى الاضطلاع بدورهم في ترسيخ فكر الاعتدال والتسامح والمحبة بين الناس، وخروج المنتخب الموريتاني من الدور الثاني لتصفيات كأس العالم لكرة القدم روسيا 2018 جراء هزيمته ذهابا وإيابا أمام نظيره التونسي بنفس الحصة ( 2-1 ) وهو الإقصاء "الذي ضاعف خيبة أمل وأحزان الشارع الرياضي الذي لم يلملم جراحه بعد الخروج المخيب ل(المرابطون) من تصفيات أمم إفريقيا للاعبين المحليين"