وقفت الصحف المغاربية الصادرة اليوم الأربعاء عند أبرز القضايا الراهنة بالمنطقة ضمنها الشأن التعليمي في تونس، وتداعيات أسعار النفط على الاقتصاد الجزائري، والخلاف داخل منتدى المعارضة الموريتانية حول تمثيليتها في الحوار مع الأغلبية. ففي تونس، أثارت الصحف موضوع التعليم في ظل الإضراب الحالي للقطاع على مستوى التعليم الأساسي، وانطلاق امتحانات الباكلوريا. وأفادت صحيفة (الشروق) نقلا عن مصادر مطلعة أن المركزية النقابية عقدت أمس اجتماعا تطرق بشكل معمق للإضراب الإداري للمعلمين ومقاطعة امتحانات الثلاثي الثالث، مؤكدة أنه "لا وجود لحل في الأفق، وأن الأزمة قد تطول وتعرف منعرجا خطيرا رغم الاتصالات الجارية لإيجاد مخرج". ونقلت الصحيفة أن أولياء تلاميذ اعتبروا قرار المعلمين مقاطعة الامتحانات ب"الكارثي" و"غير المسؤول"، وذلك في وقت وصفت فيه صحيفة (المغرب) هذا النوع من الإضراب ب"المخز، ويعري أزمة المواطنة التي نخرت تونس". صحيفة (الضمير) بدورها قالت إن الأولياء متخوفون من مصير السنة الدراسية، حيث حملوا وزارة التربية الوطنية ونقابة التعليم المسؤولية، حيال ما يجري من إرباك في صفوف أبنائهم، مفيدين بأنهم بصدد التحضير لوقفات احتجاجية تنديدا بمقاطعة المعلمين للامتحانات وصمت الوزارة أمام هذا القرار. إلا أن صحيفة (الصباح) انفردت بالإشارة إلى أن عددا من المعلمين في مدارس مختلفة بالجمهورية خرقوا الإضراب، وشرعوا في إجراء الامتحانات للتلاميذ رغم ما وصفته ب"المضايقات والاستفزازات التي واجهوها من بعض زملائهم". في خضم ذلك، تداولت الصحف دخول 133 ألف تلميذ لامتحانات الباكالوريا بدء من اليوم بكامل تراب تونس. واعتبرت صحيفة (الصريح) أن امتحانات البكلوريا حدث ينطلق وسط إجراءات مشددة لمنع الغش "بعد أن استفحل في سنوات ودورات ماضية ليتحول إلى ظاهرة مست في العمق مصداقية الشهادة الوطنية وذلك بإحصاء المئات من حالات الغش وسوء السلوك (756 حالة السنة الماضية و746 في السنة التي قبلها و534 في العام 2012... مع ظهور شبكات ومافيات الغش الإلكتروني وانخراط بعض التلاميذ والمدرسين ضمن هذه الشبكات"، متسائلة إن كان سيعود للباكالوريا هذا الموسم بريقها وللشهادة الوطنية قيمتها. وفي الجزائر، تطرقت الصحف إلى تداعيات انخفاض أسعار النفط على الاقتصاد الجزائري. وألقت صحيفة (الوطن) وهي تتحدث عن الأزمة الاقتصادية التي ضرب البلد على النموذج الاقتصادي الحالي ككل والمبني على عائدات النفط مما يسر بشكل متزايد شراء السلم الاجتماعي واقتصاد الريع. وحذرت الصحيفة من التبعات السياسية الخطيرة التي قد تنجم عن المس بهذا السلم الاجتماعي، مذكرة ، في هذا السياق ، بأحداث 1988 التي لم يأخذ منها النظام القائم العبرة. من جهتها، أشارت صحيفة (ليكسبرسيون) إلى أن آثار الأزمة واضحة ، مفيدة بأن اجتماعا وزاريا سيعقد اليوم للنظر في قانون المالية التكميلي الذي من شأنه ترشيد النفقات أو بالمعنى الأصح البدء في التقشف. وأضافت أن الحكومة تعمل على وضع الروتوشات الأخيرة لإجراءاتها المقترحة قصد تضمينها في القانون المالي التكميلي المقرر الانتهاء منه شهر يوليوز المقبل. وربطت صحيفة (الخبر) تراجع أسعار النفط بالمشاركة "المحتشمة" للشركات الدولية في معرض الجزائر الدولي الذي اختتم أمس، ملاحظة أن اهتمام الدول الأجنبية بالاستثمار في الجزائر سجل تراجعا ، مقابل استمرارها في التركيز على الصفقات التجارية دون غيرها، "خاصة بعد انقضاء عهد البحبوحة المالية التي وهبت الملايير للشركات الأجنبية، من خلال المخططات الخماسية، لتدخل الجزائر بعدها مرحلة السنوات العجاف". وحسب الصحيفة، فإن عدد المشاركين في هذا المعرض في طبعته ال48 عرف تراجعا محسوسا عزته مصادر مطلعة إلى "نفاذ أموال الخزينة العمومية، بعد انهيار أسعار النفط إلى مستويات، جعلت المسؤولين في الحكومة يدقون ناقوس الخطر، مؤكدة أن اهتمام الشركات الأجنبية سابقا، كان ينصب على افتكاك الصفقات العمومية التي جاءت في المخططات التنموية الخماسية المتتالية، بتخصيص أموال باهظة قدرت بالنسبة للمخطط الخماسي الأخير بما قيمته 262 مليار دولار". إلى ذلك، أوردت صحيفة (الفجر) أن الجزائر تعلق آمالا كبيرة على اجتماع منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك) بفيينا بعد غد الجمعة، "حيث تعول عليه الجزائر لتحديد مصير نفطها وقيمة مداخيلها خلال الستة أشهر المقبلة، في ظل تقلص عائدات الجزائر وانكماش إيراداتها من الريع النفطي". وتناولت الصحف الموريتانية الخلاف داخل منتدى المعارضة حول تمثيليتها في الحوار مع الأغلبية. فقد أشارت صحيفة (الأمل الجديد) إلى أن خلافا داخل المنتدى الوطني للديمقراطية والوحدة (أهم تشكيل للمعارضة في موريتانيا)، بدأ يطفو على السطح منذ التغيير الأخير في قيادته. وقالت الصحيفة إن بعض أطراف المنتدى تتحفظ على تعاطي الرئيس الجديد جابيرا معروف مع السلطة بخصوص ملف الحوار الذي كان من اختصاص القطب السياسي للمنتدى. ولاحظت الصحيفة أن الأغلبية غيرت قنوات اتصالها مع المنتدى بخصوص برمجة جلسات الحوار بين الطرفين بعد تحول رئاسة المنتدى من أحمد ولد داداه إلى جابيرا معروف (قطب المجتمع المدني). وفي سياق ذي صلة بالحوار بين الحكومة والأغلبية الداعمة لها والمعارضة، أوردت جريدة (الفجر) تصريحا لرئيس حزب الاتحاد من أجل الجمهورية (الحاكم) سيدي محمد ولد محم نفى فيه وجود أية "أزمة سياسية" في موريتانيا، واصفا الحراك السياسي في البلاد بأنه "يسير في ظروف طبيعية ولا مظاهر لأزمة تعرقل الحريات العامة أو الممارسة السياسية ". وأكد رئيس الحزب الحاكم مجددا استعداد الأغلبية للحوار السياسي مع المعارضة، موضحا أن الرئيس محمد ولد عبد العزيز وصل إلى السلطة إثر انتخابات توافقية نظمت بموجب حوار رعته قوى إقليمية ودولية.