استأثر باهتمام الصحف المغاربية، الصادرة اليوم الأربعاء، الصراع بين أجنحة النظام الجزائري، ومطالب الزيادة في الأجور في القطاع الخاص التونسي، وإرهاصات الحوار السياسي في موريتانيا. ففي تونس، توقفت الصحف عند المفاوضات الجارية حول مطالب الزيادة في الأجور على مستوى القطاع الخاص، في ظل انعقاد جلسة، أمس، اعتبرت حاسمة بين الطرفين المفاوضين (الاتحاد العام التونسي للشغل واتحاد الصناعة والتجارة والصناعات التقليدية 'منظمة الأعراف'). وتناقلت الصحف تصريحا للأمين العام المساعد لاتحاد الشغل، المولدي الجندوبي، جاء فيها أن هناك "مؤشرات إيجابية" بخصوص هذه المفاوضات، وأن جلسة أمس شهدت "تقدما نسبيا" مقارنة بالجلسات السابقة، مضيفا أنه ينتظر التوصل إلى اتفاق نهائي غدا الخميس. وذكرت صحيفة (الصباح) بأن اجتماع أمس يأتي بعد تقلبات وتطورات في العلاقة بين الطرفين خلال الفترة الأخيرة، توجت بلقاءين جمعا قيادتي المنظمتين، تم خلالهما الاتفاق على جملة من النقاط قبل العودة إلى طاولة المفاوضات. وأوردت صحيفة (المغرب) تصريحا لمسؤول نقابي اعتبر فيه تأجيل الحسم في بعض النقاط الخلافية إلى جلسة غد "طبيعيا وعاديا بالنظر إلى اختلاف وجهات النظر في ظرف حساس تعيش فيه منظمة (الأعراف) على وقع الصعوبات الاقتصادية والاجتماعية والمالية، وتتنصل فيه الإدارة والبنوك من التزاماتها تجاه المؤسسات التي تمر بصعوبات". وقدمت صحيفة (الصريح) قراءة في مجمل المفاوضات الاجتماعية بين الطرفين بالنسبة للقطاع الخاص، قالت فيها إنها اتسمت في مجملها بتجاذبات، وبدت الأمور كأنها "لم تأخذ مسار التسوية والسلم الاجتماعي" بين منظمتي اتحاد الشغل و(الأعراف)، وبلغ الأمر حد تمسك الأولى بضرورة تجسيد مطالب أكثر من مليون ونصف مليون عامل والتهديد بإضراب عام. وفي الجزائر، خصصت الصحف جزءا وافيا من اهتماماتها لصراع الأجنحة في ظل الحرب المفتوحة بين التجمع الوطني الديمقراطي وجبهة التحرير الوطني، القوتان السياسيتان الأكثر حضورا في التحالف الحكومي. ولاحظت صحيفة (لوجون أندباندان) أن هناك "حربا باردة" بين الحزبين، وأنه "في كل مرة يكون هناك رفض من مبادرات تقرب الطرفين، يثار نقاش كبير داخل الأوساط السياسية يفيد بأن ذلك الرفض يدخل في إطار التحضير لسينايورهات مقبلة". وأضافت أن "الأمر لا يتعلق فقط بحساسية مواقف الدعم والتأييد أو وزن الأحزاب السياسية المستهدفة، ولكن أيضا بقيمة الشخصيات الوطنية التي تتصدر الواجهات وتكون في قلب الجدالات". وسجلت صحيفة (ليبرتي) أن الهدف الأول أو الأكثر أولوية بالنسبة للأمين العام لجبهة التحرير الوطني، المعروفة اختصارا ب(أفلان)، هو التقدم أكثر في مخططه القاضي بالبحث عن الزعامة داخل "العائلة الكبيرة" التي تحضن النظام. وتحدثت صحيفة (الوطن) عن نسج الحزبين ل"خيط صحي" ليس بالضرورة حولهما ولكن حول رئيس الجمهورية، "رغم علم زعيمي الحزبين عمار سعيداني وأحمد أويحيى أن الخيط في غاية الهشاشة وقابل للتمزق في أي لحظة، لأنه لا أساس له". ومن جهة أخرى، أوردت صحيفة (الشروق) أن اقتصاديين ونوابا ونقابات عمالية حذروا من الوضع الاقتصادي الراهن، مؤكدين، في ندوة نظمتها الصحيفة، أن ما تعيشه الجزائر "هو أزمة حقيقية على المستوى الاجتماعي، وإرهاصات أزمة على المستوى الاقتصادي"، ومتخوفين من تدهور القدرة الشرائية للمواطن، في ظل تضخم تعدøى 5 في المائة وانهيار أسعار النفط، مع محدودية مساهمة القطاع الصناعي في المداخيل والتي لا تمثل سوى ثلاثة في المائة. وعلاقة بالوضع الاقتصادي، أفادت صحيفة (الفجر) بأن صندوق النقد الدولي دق، أمس، ناقوس الخطر بشأن مستقبل الاقتصاد الجزائري، حيث أكد أنه سينهار في ظرف خمس سنوات كأقصى تقدير، مشيرا إلى أن انخفاض أسعار البترول في الأسواق العالمية كان له أثر كبير على اقتصاد هذا البلد، حيث "ستتعرض الدولة إلى الإفلاس في حال لم تنوع مصادر دخلها أو تلجأ إلى الاستدانة الخارجية". وفي موريتانيا، تطرقت الصحف المحلية لإرهاصات الحوار السياسي بين الأغلبية الحاكمة والمعارضة. وفي هذا الصدد، كتبت (الصحيفة) أن موريتانيا تشهد هذه الأيام حراكا سياسيا مكثفا قبيل انطلاق الحوار السياسي المرتقب، ملاحظة أن المواقف مازالت تسودها الضبابية. وسجلت الصحيفة أن الجديد يتمثل في موقف أحزاب الأغلبية التي ثمنت موقف المنتدى الوطني للديمقراطية والوحدة (معارضة راديكالية) الداعي لاستئناف المشاورات دون قيد أو شرط تمهيدا لتنظيم حوار سياسي شامل وجاد. وأضافت الصحيفة أن عدة أطراف في المشهد السياسي تسعى إلى تقريب وجهات النظر بين الحكومة والمنتدى "تمهيدا للجلوس على طاولة الحوار، رغم زيادة تشظي المعارضة وفرقتها". وقالت، في هذا الصدد، إن "الحديث يدور عن انسحاب مجموعة من حزب التكتل واستعدادها لتأسيس حزب للدخول في الحوار، وخلافات بين مسعود ولد بلخير زعيم حزب التحالف الشعبي التقدمي، وبيجل ولد هميد، رئيس حزب الوئام الديمقراطي والاجتماعي، قطبي كتلة المعاهدة من أجل التناوب السلمي، وعدم اعتراف المعارضة غير الممثلة في البرلمان بالمؤسسة الرسمية للمعارضة". وفي سياق متصل، تحدثت صحيفة (الأمل الجديد) عن اتصال جرى بين رئيس منتدى المعارضة والأمين العام لرئاسة الجمهورية مولاي ولد محمد الأغظف الذي أعاد إليه الرئيس محمد ولد عبد العزيز ملف الحوار. وعلى صعيد آخر، اهتمت الصحف الموريتانية بمشاركة الرئيس محمد ولد عبد العزيز في أشغال الدورة الثالثة لقمة الهند وإفريقيا، وإطلاق مشروع وطني للوقاية من النزاعات والحوار بين الثقافات.