تمكنت فرق الإنقاذ التابعة لوزارة الدفاع الإسباني، بعد مرور ستة أيام عن عمليات البحث والتمشيط بعرض المحيط الأطلسي، من العثور على مقصورة المروحية العسكرية الإسبانية "سوبر بوما" المتحطمة بسواحل مدينة الداخلة، وذلك بعمق البحر على بعد 280 ميلا بحريا عن القاعدة العسكرية "غاندو" بأرخبيل الكناري، حيث وجدت صعوبة في الوصول إلى قاع المياه نظرا لسوء الأحوال الجوية. ووفق ما صرحت به مصادر عسكرية لوسائل إعلام إسبانية، فإن الجسم المتحطم عثر عليه من طرف كاسحتي ألغام مدعمتين بجهاز سونار المسح الجانبي، وهو جهاز قادر على إعطاء صورة للأشياء الغارقة في الجزء السفلي تحت سطح الماء أو الأشياء المدفونة تماما في قاع البحر ولا يظهر منها إلا الجزء القليل، مضيفة أن فرق البحث تحاول، في هذه الأثناء، الوصول إلى مكان تواجد المقصورة. مصادر خاصة أفادت صحيفة "إلباييس" الإسبانية بأن القطعة الحديدة المتحطمة وجدت بقاع البحر، غير بعيد عن مكان سقوط المروحية، كما أن قاضي التحقيق العسكري، الذي سهر على تتبع عمليات البحث منذ منتصف الأسبوع الماضي، قام بالاتصال بوزير الدفاع الإسباني، بيدرو موراليس، قصد إخباره بهذا المستجد، موضحا أن سوء أحوال الطقس وقف ضد استكمال المهمة المتمثلة في العثور على المفقودين. ووفق البيان الصادر عن وزارة الدفاع الإسباني، فإنها قامت بالاتصال بعائلات الضحايا واجتمعت معهم، كما تعهدت بالعمل ليل نهار إلى أن يتم العثور على أفراد الطاقم المرافق للمروحية، فيما لم يتم التأكد من وجود جثت العساكر الإسبان الثلاثة داخل الجسم المتحطم، ويتعلق الأمر بكل من النقيب خوصي موراليس رودريغيث، والملازم أول سول لوبيث كيسادا، والرقيب جوناندر أخيدا أليمان. الناطق الرسمي باسم وزارة الدفاع الإسباني أوضح أن فرقة الغواصين وجدت صعوبة كبيرة في الوصول إلى قاع البحر، وعليه فإنه من الصعب تأكيد أو نفي فرضية وجود طاقم مروحية "Super Puma" داخل المقصورة، مؤكدا أن "أعمال البحث جارية على قدم وساق، وسيتم رفع القطعة الحديدية إلى سطح الماء حين تسمح بذلك أحوال الطقس". وصرح الوزير موراليس أن "جميع الفرضيات واردة، ومن غير المستبعد أن يكون الطاقم قد تعرض للاختطاف"، فيما عبرت أسر المفقودين عن أملها في العثور على فلذات أكبادها وهم على قيد الحياة، لاسيما أن واقعة تحطم المروحية رافقها الكثير من الغموض منذ البداية، بدء بالمعلومة الخاطئة الواردة من المغرب، التي أفادت بإنقاذ الجنود الإسبان الثلاث، قبل أن تستدرك السلطات خطأها بتقديم اعتذار.