تُشكّل أمراض الخيول هاجسا كبيرا يؤرق بال مربّيها باستمرار، خاصة إذا كانت تُستعمل في الفروسية التقليدية، أو للمشاركة في المنافسات والمباريات الوطنية والدولية، ما يجعل مالكيها شديدي الاهتمام بها تفاديا لإصابتها بكل ما من شأنه التأثير سلبا على صحّتها وسلامتها وثمنها، خاصة ما يتعلق بمشاكل "الأوجاع" على مستوى الجهاز الهضمي، وتورّم الحوافر والإمساك واجتفاف الجلد وغيرها. علاجٌ طبيعي للأمراض عبد الإله بن فاضلة، أحد مربيي الخيول بدكالة، وفي تصريحه لهسبريس، أشار إلى أن أمراضا عديدة تصيب الحصان بين الفينة والأخرى، ما يفرض على مالكه التعامل مع الوضعية بما توفر لديه من مواد طبيعية، خاصة إذا تعلق الأمر بمنطقة نائية تفتقر للبياطرة، مؤكدا أن الأدوية التقليدية التي تُستعمل لعلاج الأمراض تعطي في الغالب نتائج إيجابية. وأشار المتحدث إلى أن تجويع الحصان لمدة 24 ساعة، ثم إطعامه حفنتين من "الحْلبة والنخالة" وانتظار ثلاث ساعات، يُعتبر من أهم الطرق المتبعة لعلاج "الحناش" أو ما يسمّى "السينتا"، فيما يتم استعمال "الصابون البلدي" لمساعدته على تجاوز مشاكل الإمساك أو انحباس المسالك البولية، مع إطعامه "الملحة الحيّة" أو الماء المستخلص من غلي أوراق شجر الزيتون. وأوضح بن فاضلة أن الأوجاع الحادة في الجهاز الهضمي تتطلب غلي "بْزق الحمام" وإجبار الحصان على استنشاق بخارها، أو "تبخيره بفارة الخيل"، مضيفا أن المصاب بما يسمى "ضربة الزرع" يخضع لعملية بسيطة تتمثل في إدخال القوائم في أسطل بها ماء وثلج، قبل أن يتم قلب صفائح حوافره لمساعدته على رفعها خلال مدة الاستشفاء. وعن انحباس المسالك البولية، أشار عبد الإله إلى أن مربيي الخيول في بعض المناطق يلجؤون إلى عملية وصفها بالعجيبة، تتمثل في إدخال "الجعرانة" بالمسالك، حيت تتسبب حركاتها في إرغامه على التبوّل، مشيرا في سياق آخر إلى أن اجتفاف الجلد يخضع لعملية "السقي"، وهي تدليك الظهر بزيت الزيتون، فيما يتم استعمال "القطران" لعلاج تورمات الحوافر. الوقاية والعلاج البيطري أما الطبيب البيطري، أشعبان سهيل، فأشار، في تصريحه لهسبريس، إلى أن الخيول تصاب بأمراضٍ مُعدية تتطلب تقديم لقاحات منتظمة طوال عمر الحصان للوقاية منها وعلاجها، كما يُمكن أن تصاب بأمراض غير معدية بسبب الطفيليات، تفرض على مربيي الخيول علاجها بالتلقيح الموسمي حسب الوسط الذي تعيش فيه. وزاد أشعبان على الصنفين البارزين للأمراض، مشاكل الجهازين التنفسي والهضمي، خاصة أن الخيول تتميز عن غيرها من الحيوانات بطول الأمعاء، ما يجعلها عرضة للأمراض من قبيل "les coliques"، مشيرا إلى أن "أعطابا" أخرى تطال الخيول حسب نوع الأنشطة التي تقوم به. وأكّد المتحدث أن الفلاحين بصفة عامة، ومربّيي الخيول بشكل خاص، ملزمون بربط الاتصال المباشر بالبياطرة، وذلك من أجل الحصول على النصائح والإرشادات المساعدة على حسن التعامل مع الخيول في كل حالاتها، مشيرا إلى أن الاهتمام بالحصان يبدأ منذ ولادته مرورا بمرحلة الفطام وغيرها، ما يفرض متابعة دقيقة من طرف الفلاح والبيطري على حد سواء.