أولت الصحف الأوروبية، الصادرة اليوم الأربعاء، أبرز اهتماماتها لإشكالية الهجرة بأوروبا، وللحكم الصادر عن المحكمة الأوروبية حول اتفاقية تبادل البيانات بين الاتحاد الأوروبي والولاياتالمتحدة، وللانتقادات التي وجهها المفوض الأوروبي، بيير موسكوفيتشي، لميزانيات الدولة الإسبانية. ففي فرنسا، تطرقت الصحف لإشكالية الهجرة بأوروبا، معتبرة أن هذه القضية ستحظى بالأولوية في التدخل المشترك اليوم للرئيس فرانسوا هولاند والمستشارة الألمانية، انجيلا ميركل، أمام البرلمان الأوروبي بستراسبورغ. وقالت صحيفة (لوموند)، في هذا الصدد، إن ميركل تتعرض لانتقادات متزايدة بشأن تدبيرها لهذا الملف، مضيفة أن المستشارة الألمانية هي في كل الأحوال في حاجة إلى تضامن الأوروبيين من أجل محاولة التخفيف من تدفق المهاجرين الذين تم استقبالهم بألمانيا. وأضافت الصحيفة أن ميركل تتعرض للانتقاد حتى داخل حزبها، وأن شعبيتها سجلت انخفاضا ملموسا. ومن جهتها، نشرت صحيفة (ليبراسيون) تحليلات لعدد من الفاعلين السياسيين حول قضية الهجرة، من ضمنها تحليلا للوزير الأول الفرنسي السابق، جان مارك ايرو، يؤكد فيه أن أوروبا "تجتاز مرحلة صعبة مع الوصول المكثف للاجئين، وأنه من هنا تكمن أهمية تشبث التحالف الفرنسي الألماني بالقيم". وقال إن الهدف من هذا التحالف يكمن في التحدث بصوت واحد في مواجهة الأنانيات الوطنية، والإلحاح على التضامن باعتباره المبدأ الذي قام عليه البناء الأوروبي. ومن جانبها، كتبت صحيفة (لاكروا) أنه "آن الأوان لتوسيع وتنظيم التعاون، ذلك أن الأوضاع تزداد توترا"، مشيرة إلى أن "المهاجرين في فرنسا يجدون، على غرار السكان، صعوبة في تحمل تعايش صعب لا يرون له نهاية فيما تثير سياسة الاستقبال السخية في ألمانيا الكثير من القلق". ومن جهتها، اعتبرت صحيفة (تاغستسايتونغ) أن حكم محكمة العدل الأوروبية يحفز على الأقل على تقوية قطاع تكنولوجيا المعلومات المحلية في دول الاتحاد، مشيرة إلى أنه يتعين على الشركات البحث عن بديل لتخزين بيانات المستخدمين لشبكات التواصل في المنطقة. وعبرت صحيفة (نوردفيست تسايتونغ) عن اعتقادها بأن أي اتفاقية جديدة بين الاتحاد الأوروبي وحكومة الولاياتالمتحدة حول تخرين بيانات المستخدمين لشبكات التواصل ستكون عديمة الجدوى لأن الامتثال لها غير مضمون. ومن جانبها، رأت صحيفة (سفابيشه تسايتونغ) أن قرار المحكمة الأوروبية أكد الشكوك التي عبر عنها العديد من مستعملي شبكات التواصل الاجتماعي بخصوص التعامل مع البيانات الحساسة، منذ اعترافات إدوارد سنودن الموظف السابق في وكالة الأمن القومي الأمريكية. وأضافت الصحيفة أن الحكم أظهر أيضا أن المواطنين يمكنهم الدفاع عن بياناتهم بشكل قانوني، وأن لديهم سلطة القرار عندما يتعلق الأمر بحمايتها وليس كما تعتقد الشركات المعنية في الولاياتالمتحدة. أما صحيفة (هاندلسبلات) فاعتبرت أن الحكم بمثابة صفعة قوية بالنسبة لشركات فيسبوك وغوغل أو آبل المتعددة الجنسيات بالولاياتالمتحدة، وانه وفقا لذلك يتوجب على هذه الشركات تغيير طرق تعاملها مع هذه البيانات. وذكرت الصحف أن قرار المحكمة الأوروبية يقضي ببطلان اتفاقية تبادل البيانات المعروفة باسم "سيف هاربور" (الملاذ الآمن) بين الاتحاد الأوروبي والولاياتالمتحدة. وفي إسبانيا، اهتمت الصحف بالانتقادات التي وجهها المفوض الأوروبي، بيير موسكوفيتشي، لميزانيات الدولة الإسبانية، وحذر فيها من أنه لن يتم احترام هدف خفض العجز في سنتي 2015 و2016. وكتبت (لا راثون)، في هذا الصدد، أن بروكسل منعت المفوض الأوروبي من انتقاد ميزانيات البلدان الأعضاء وشككت في تصريحات بيير موسكوفيتشي، الذي انتقد أداء الاقتصاد الإسباني، مشيرة إلى أن تقرير التقييم النهائي لم يتم إعداده بعد. وأضافت اليومية أنه، بحسب تقرير صادر عن صندوق النقد الدولي، فإن إسبانيا ستسجل أقوى معدل نمو بين الدول المتقدمة، متبوعة بألمانياوفرنسا. ومن جهتها، أوردت صحيفة (إلموندو) أن المفوضية الأوروبية، برئاسة جان كلود يونكر، قررت تأجيل القرار النهائي حول تقييم ميزانيات الدولة الذي قدمته إسبانيا، نظرا للجدل الدائر حول تصريحات موسكوفيتشي على بعد ثلاثة أشهر من الانتخابات العامة بإسبانيا، مشيرة إلى أن هيئة المفوضين لم تدعم الانتقادات التي تم توجيهها لإسبانيا. وبدورها، أشارت صحيفة (أ بي سي) إلى أن أوروبا سحبت عن المفوض موسكوفيتشي مصداقيته، وقررت تأجيل تقديم تقريرها حول الاقتصاد الإسباني، الذي كان مقررا اليوم الأربعاء، مضيفة أنه رد فعل غير مسبوق من قبل المفوضية الأوروبية. وأوردت اليومية، في هذا الصدد، تصريحات وزير الاقتصاد الألماني، الذي أكد أن الحجج التي قدمتها إسبانيا حول تحقيق أهداف خفض العجز العمومي "جيدة ومتينة". أما صحيفة (إلباييس) فأشارت إلى أن نائب رئيس الشؤون الاقتصادية بالمفوضية الأوروبية فلاديس دومبروفسكيس صرح بأن بروكسيل لم تتخذ بعد قرارها بشأن حالة اقتصاد هذا البلد الإيبيري، وأن تصريحات بيير موسكوفيتشي ليست مداولات داخلية لمجموعة الأورو. وفي بلجيكا، اهتمت الصحف بالمظاهرة الوطنية التي دعت إليها اليوم النقابات الرئيسية في البلاد، إذ كتبت صحيفة (لوسوار) أن المنظمين يطمحون إلى مشاركة سبعين ألف شخص ببروكسيل، مشيرة إلى أن "ممثلي النقابات يأملون في إنجاح رهانهمº ذلك أن قدراتهم التعبوية ستكون حاسمة في المشاورات المقبلة". وأضافت الصحيفة أنه منذ المظاهرة الكثيفة في دجنبر 2014، تفتت الجبهة المشتركة، مبرزة أن عدد المشاركين في مظاهرة اليوم ستبين ما إذا كانت النقابات لا تزال تحظى بالمصداقية والدعم. ومن جهتها، قالت صحيفة (لافونير) أن النقابات تعتبر أن الحل الوحيد لمواجهة حكومة من اليمين المتطرف، وأرباب عمل غير منفتحين على المشاورات الاجتماعية، يكمن في ممارسة الضغط والاستمرار في ذلك. وفي بريطانيا، اهتمت الصحف بمؤتمر المحافظين الذي يعقد بمانشيستير، وخرق روسيا للمجال الجوي التركي، وقضية قصف المستشفى الأفغاني عن طريق الخطأ. وتطرقت صحيفة (الغارديان) إلى الحركات الاحتجاجية التي تنظم أمام مكان انعقاد مؤتمر المحافظين، مشيرة إلى أن هذا المؤتمر ينعقد بعد أشهر من فوز حزب المحافظين بالأغلبية المطلقة في الانتخابات التشريعية، والذي يواجه اعتصامات من قبل منتقدي سياسة التقشف التي تمس عددا من القطاعات منها الصحة والتربية. ومن جانبها، تناولت صحيفة (الدايلي تيلغراف) رد فعل الناتو الذي وصف خرق روسيا للمجال الجوي التركي بالعمل الخطير للغاية، فيما تحدثت صحيفة (الاندبندنت) عن قصف الجيش الأمريكي عن طريق الخطأ لمستشفى بأفغانستان مما أسفر عن 22 قتيلا. أما الصحف البرتغالية، فقد واصلت تعليقها على الانتخابات التشريعية التي جرت الأحد الماضي بالبلاد، مشيرة إلى مختلف السيناريوهات الممكنة لتشكيل الحكومة الجديدة . وفي هذا الصدد، كتبت صحيفة (لوبوبليكو) أن رئيس الجمهورية طلب من الوزير الأول المنتهية ولايته باسوس كويلهو القيام بالمساعي الضرورية من اجل تشكيل حكومة كفيلة بالحفاظ على الاستقرار. وقالت صحيفة (دياريو نوتيسياس) أن الحزب الاشتراكي يجد نفسه محاصرا بين من يرغبون في توافق مع تحالف اليمين، ومن يفضلون تحالفا ضمن اليسار، مشيرة إلى أن الأمين العام للحزب انطونيو كوستا دعا إلى عقد مؤتمر للحزب بعد الانتخابات الرئاسية.