واصلت الصحف الأوروبية، الصادرة اليوم السبت، اهتمامها بفضيحة التجسس الأمريكية، كما تناولت تداعيات فرض ضريبة 75 في المائة على المداخيل العليا لأندية كرة القدم الفرنسية، معرجة على مشروع تشييد الخط الثاني للقطار فائق السرعة (تي جي في) بالمملكة المتحدة، وتصويت أعضاء مجلس الدوما (البرلمان الروسي) على إدخال تعديلات على القانون الجنائي تشدد العقوبات على العمل الإرهابي. ففي بلجيكا، واصلت الصحف اهتمامها بفضيحة تجسس وكالة الأمن القومي الأمريكية على أوروبا حيث كتبت صحيفة (لوسوار) أن هذه القضية جعلت الرئيس أوباما في مهب الانتقادات على الرغم من المسافة التي اتخذها من ممارسات وكالة الأمن القومي مشيرة إلى أنه إذا كان هذا الأمر صحيحا فإنه يطرح استفهامات خطيرة حول هذه الوكالة التي تبدو كأنها دولة داخل الدولة تتصرف بناء على منطقها الأمني الخاص. وقالت صحيفة (لاليبر بيلجيك)، من جهتها، إن قمة قادة الدول الأوروبية الذين ناقشوا قضية التجسس الأمريكي على أوروبا لم تحقق تقدما كبيرا بخصوص هذه القضية مشيرة إلى أن اتخاذ المجلس الأوروبي لموقف بخصوص الموضوع يكتسي صبغة معقدة ذلك أن المجلس ليست له اختصاصات في مجال الأمن القومي. وذكرت صحيفة (ليكو) بتصريحات لجاك دولور يقول فيها إن أوروبا لن تبلغ مرحلة الرشد إلا عندما "تقول متحدة كلمة لا" في وجه حليفها الأمريكي مشيرة إلى أن هذه الفضيحة يمكن أن تشكل فرصة للأوروبيين لاتخاذ موقف من هذا القبيل. أما الصحف الفرنسية فتطرقت إلى قرار فرض ضريبة بنسبة 75 في المائة على المداخيل العليا للأندية الفرنسية لكرة القدم وإلى ظاهرة اغتراب الفرنسيين حيث كتبت صحيفة (لوفيغارو) أن الرئيس الفرنسي مصر على الوقوف في وجه أندية كرة القدم المحترفة التي لا تريد أداء ضريبة ال75 في المائة على المداخيل التي تتجاوز مليون أورو مضيفة أنه ليس هناك أي سبب لاستثنائهم. واهتمت صحيفة (لاكروا)، من ناحية أخرى، بالفرنسيين الذين يغادرون نحو الخارج متسائلة عما إذا كانت فرنسا بلد الهجرة بصدد التحول إلى مصدر للمهاجرين.وأضافت أن العديد من الفرنسيين الذين تغريهم الإمكانيات الجديدة التي تتيحها العولمة يحزمون حقائبهم لخوض مغامرات خارج الحدود، مشيرة إلى أن ظاهرة الاغتراب قد تستمر على الرغم من مناخ الريبة المرتبط بالأزمة الاقتصادية. من جهتها، عادت الصحف الإسبانية إلى قرار مدريد استدعاء سفير الولاياتالمتحدة لدى إسبانيا بعد قضية التجسس حيث كتبت صحيفة (إلموندو) أن مدريد قررت استدعاء ممثل الدبلوماسية الأمريكية بعد غد الاثنين، مضيفة أن إسبانيا، وعلى غرار بلدان أوروبية أخرى، لا تشاطر الخطوة التي اتخذتها إدارة باراك أوباما في علاقاتها مع أوروبا. وأضافت اليومية أن إدارة واشنطن قالت إنها ملزمة برصد ما يجري في العالم باستخدام كل الوسائل الممكنة، مشيرة إلى أن الولاياتالمتحدة قالت إنها تتوفر على معدات أكثر تطورا، لكن استخدامها يخضع للقانون والمراقبة. ومن جهتها، ذكرت صحيفة (إلباييس) أن "راخوي استدعى سفير الولاياتالمتحدة بمدريد لتقديم توضيحات بشأن قضية التجسس"، مبرزة أن هذا القرار جاء بعد مطالبة عدة عواصم أوروبية واشنطن بتقديم تفسيرات بهذا الخصوص. كما استنكرت اليومية أساليب الإدارة الأمريكية للاطلاع على ما يجري في العالم، ثم التصرف تبعا لذلك، مؤكدة أن هذه القضية قد تؤثر بشكل خطير على العلاقات بين الاتحاد الأوروبي والولاياتالمتحدةالأمريكية. وفي روسيا، قالت صحيفة "كاميرسانت" إن نواب مجلس الدوما (البرلمان الروسي) صوتوا لصالح إدخال تعديلات على القانون الجنائي تشدد عقوبات العمل الإرهابي. ويعتقد الخبراء أن هذه التعديلات ستسهل عمل الأجهزة الأمنية ولكنها لن تحل المسألة نهائيا. ولم يثر المشروع أي ملاحظات أو انتقادات لدى النواب وعلى ما يبدو هم مستعدون للتصويت على أي مبادرة موجهة ضد الإرهاب مهما كان انتماؤهم الحزبي . من جهتها، تطرقت صحيفة "روسيسكايا غازيتا" إلى موضوع الميزانية موضحة أن نواب مجلس الدوما (البرلمان الروسي) بدأوا باستعراض ميزانية عام 2014 وميزانيتي العامين التاليين، حيث تقدمت الأحزاب الروسية بملاحظاتها على هذه الميزانية.ويمكن تلخيصها في التشكيك بإمكانية تحقيق وتائر النمو المخطط لها وعدم الثقة بتوظيف أموال صندوق الاحتياط وصندوق الرفاه الوطني بطريقة صحيحة. وأضافت الصحيفة أن الاقتصاد الروسي لا يزال يعاني من مشكلات الأزمة، ويعود تباطؤ وتائر نمو الاقتصاد الروسي بالدرجة الأولى إلى مشاكل بنيوية. وذكرت صحيفة "نيزفيسيمايا غزيتا"، من جانبها، أن منظمة حلف شمال الأطلسي (الناتو) ستبقى في أفغانستان بعد سنة 2014، وذلك بالرغم من انتهاء المهمة العسكرية. فالمفاوضات بين واشنطن وكابول على الاتفاقية الأمنية جارية، وعدد القوات التي ستبقى غير معروفة حتى الآن. وأضافت الصحيفة ،أنه وفقا للتقديرات الأولية، يمكن بقاء ما بين ثمانية آلاف و12 ألف جندي من التحالف في أفغانستان. من جانبها، تساءلت صحيفة (لوتون) السويسرية حول مصير مفاوضات التبادل الحر بين الاتحاد الأوروبي والولاياتالمتحدةالأمريكية مشيرة في هذا الصدد إلى أن قضية التجسس الأمريكي قد تؤثر سلبا على هذه المفاوضات.وقالت إن فضيحة التجسس التي تأتي كل أسبوع بجديد من خلال الوثائق التي يسربها إدوار سنودن تنتشر كالنار في الهشيم. وتساءلت (لاتريبون دو جنيف) من جهتها حول الحدود التي ستتوقف فيها هذه الفضيحة مشيرة إلى أن أوروبا برمتها أدانت عملية التنصت التي طالت الجمهور الواسع والقادة السياسيين على حد سواء. بالمقابل سلطت صحيفة (دياريو دو نوتيسياس) البرتغالية الضوء على تصريحات الوزير الأول أمام القمة الأوروبية ببروكسيل والتي يؤكد فيها عدم توفره على أي مؤشر حول ما إذا كانت بلاده هدفا للتجسس الأمريكي مشيرة إلى أن ذلك لم يمنعه من التعبير عن تضامنه مع شركائه الأوروبيين من خلال الانضمام إلى المبادرة الفرنسية الألمانية لخلق إطار مشترك للتعاون مع الولاياتالمتحدة من اجل الشروع في محادثات حول قضايا الاستخبار. وقالت صحيفة (جورنال دو نوتيسياس) إنه بعد المعلومات التي تفيد بأن اسبانيا قد تكون هي الأخرى شكلت هدفا لعمليات التجسس الأمريكية فإن الوضعية ستكون مماثلة بالنسبة لكافة البلدان الأوروبية لكنها أشارت إلى أنه بالنسبة للبرتغاليين من الصعب معرفة حقيقة ما جرى. وفي بريطانيا، سلطت الصحف الضوء على مشروع تشييد الخط الثاني للقطار فائق السرعة (تي جي في) بالمملكة المتحدة، والذي يتوخى تحسين خدمات النقل وتوسيع شبكة القطارات فائقة السرعة وتمكين لندن من تدارك بعض النقص المسجل في هذا المجال مقارنة مع جيرانها الأوروبيين. وكتبت صحيفة (التايمز) عن تلميح رئيس الوزراء ديفيد كاميرون إلى إمكانية التخلي عن المشروع الذي يعرف باسم (إش إس 2) في حالة قرر حزب العمال المعارض سحب دعمه له. وبحسب الصحيفة، فإن رئاسة الوزراء البريطانية تعتبر أن إنجاز هذا المشروع الضخم، والذي تبلغ كلفة الاستثمارات الخاصة به نحو 51 مليار يورو، تتطلب بالضرورة دعم جميع الأحزاب، وهو الدعم المطلوب من أجل الحصول على مساهمة المستثمرين الخواص والمانحين. وأشارت صحيفة (الأندبندنت)، من جانبها، إلى أن المشروع سيساهم في تقليص المسافات وربط مدينة لندن بكل من بيرمنغهام وليدز ومانسشتر بشمال غرب بريطانيا، حيث سيرتبط بالشبكة القديمة للبلاد. واعتبرت الصحيفة أن رئيس الوزراء ديفيد كاميرون بصدد تحضير البريطانيين لتحميل المعارضة البريطانية لكل مسؤولية عن عرقلة أو إلغاء محتمل للمشروع. وأضافت أنه ينتظر أن يتم التصويت على المشروع الأسبوع المقبل خلال نقاشات على مستوى مجلس العموم (الغرفة السفلى للبرلمان البريطاني)، موضحة أن زعماء حزب العمال موافقون من حيث المبدأ على دعم المشروع الذي يواجه معارضة شرسة من أنصار البيئة وبعض السياسيين النافذين. واهتمت الصحف الألمانية بعدد من المواضيع كان أبرزها على الإطلاق قضية التصنت المحتملة على هاتف المستشارة أنجيلا ميركل من قبل وكالة الأمن القومي الأمريكية إلى جانب مشاكل الهجرة. وبهذا الخصوص، أكدت صحيفة "فولكشتيمو" على ضرورة وضع حد للطلب المفرط للولايات المتحدةالأمريكية على المعلومات والبيانات الشخصية للأفراد ووضع الأصبع خفية في أوروبا وكل مكان. من جهتها، كتبت صحيفة "دارمستادته إيكو"، في تعليقها، بأن "أنجيلا ميركل والرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند سيناقشان الأمر مع إدارة الرئيس الأمريكي بارك أوباما لكونهما "رأس الحربة" الأوروبية لانتزاع التزام بوقف التجسس على الحلفاء وعدم تكراره في المستقبل. لكن الصحيفة عبرت عن أسفها لأن ميركل وهولندا في اعتبارها ليس وحدهما معنيين بهذه القضية متسائلة عن أسباب ابتعاد البريطانيين عن الأضواء في ما يتعلق بها. أما صحيفة "نورد فيست بريسه"، فاعتبرت أن مواجهة قضية تجسس الوكالة الأمريكية تتطلب الشجاعة الكافية من قبل الأوروبيين فيما كتبت "لاندستساتونغ" أن الإعلان في قمة الاتحاد الأوروبي ببروكسل التوجه إلى واشنطن للحصول على تفسيرات من الرئيس الأمريكي حول التجسس وتحديد ما إذا كانت الصداقة الألمانية الأمريكية تستحق الاستمرار. من جانبها، ترى صحيفة "موركنر ميركور" أن الثقة التي حظيت بها الولاياتالمتحدة منذ الحرب الباردة خاصة من قبل ألمانيا، أصيبت بشرخ واضح من قبل كل الحلفاء، فيما الرئيس أوباما غير مكترث بالحفاظ عليها. وتناولت الصحف قضية الهجرة التي أثيرت كأهم المواضيع على جدول أعمال قمة الاتحاد الأوروبي في بروكسل، موجهة انتقادات لاذعة لسياسة الاتحاد الأوروبي في معالجة هذه القضية، حيث كتبت صحيفة "باديشه نوينستن ناخغيشتن" أن مأساة الهجرة السرية تتحمل وزرها أوروبا الذين اكتفى قادتها بعد مأساة جزيرة لامبيدوزا ببضع كلمات التعاطف، لكن "نقطة التحول التي تم الحديث عنها في سياسة الهجرة لم يظهر لها أي أثر". من جهتها، كتبت "شتوتغارت تسايتونغ" أن القمة الأوروبية لم تحدد أي خيارات في التعامل مع قوانين الهجرة أو مع الحرب الأهلية السورية التي خلفت عددا كبيرا من الضحايا إلى جانب أسئلة أخرى حول تحديد مشكلة اللاجئين في أوروبا، ودول الاتحاد الأوروبي.