شكلت التسريبات الجديدة بخصوص تجسس الولاياتالمتحدة على عدد من الدول الأوروبية، وتطورات الوضع في مصر، واستقالة وزير المالية البرتغالي، فيتور جاسبار، مصمم سياسات التقشف التي طبقها البلد أبرز اهتمامات الصحافة الأوروبية الصادرة اليوم الثلاثاء. وبخصوص التسريبات الجديدة حول الأنشطة التجسسية لوكالة الأمن القومي الأمريكية، كتبت صحيفة (لاريبوبليكا) الإيطالية أنه في انتظار التوضيحات الأمريكية التي يطالب بها الأوروبيون، يبدي الاتحاد حزما كبيرا في هذا الموضوع، ويهدد بوقف المحادثات الرامية للتوصل إلى اتفاق للتبادل الحر بين الاتحاد والولاياتالمتحدة. وأبرزت أنه باستثناء المملكة المتحدة، قامت الولاياتالمتحدة بالتجسس على البعثات الدبلوماسية للدول الأوروبية بواشنطن ونيويورك، كما تجسس الأمريكيون على ملايير المكالمات الهاتفية والبيانات التي يتم تداولها على شبكة الانترنيت التي تهم العديد من الدول الأوروبية. وذكرت صحيفة (كورييري ديلا سيرا) أنه سيتم اليوم تنظيم جلسة استماع لمدير الهيئة الإيطالية لتنسيق الخدمات السرية الإيطالية من طرف اللجنة البرلمانية حول الأمن، وذلك من أجل "فهم الدور الذي اضطلع به عملاء المخابرات الإيطالية في هذه القضية". وفي فرنسا، كتبت صحيفة (لو فيغارو) أن هذه التسريبات تأتي أسبوعا فقط قبل انطلاق المباحثات حول إحداث منطقة للتبادل الحر عابر للمحيط الأطلسي، وهو ما يهدد بتأجيل هذه المفاوضات. وكتب صحيفة (لي زيكو) أن "التسريبات الجديدة حول تجسس الولاياتالمتحدة على مؤسسات الاتحاد الأوروبي ولاسيما فرنسا أثر بشكل سلبي على العلاقات بين ضفتي الأطلسي وزرعت شكوكا حول مستقبل المفاوضات بين الطرفين". وفي إسبانيا، تركز اهتمام الصحف المحلية على الوضع في مصر بعد إمهال الجيش الرئيس محمد مرسي 48 ساعة قبل التدخل لحل الأزمة السياسية في البلاد. وفي هذا الصدد كتبت يومية (إلباييس) أن "الجيش المصري هدد الإسلاميين بتسلم السلطة، مضيفة أن الجيش أمهل الرئيس مرسي 48 ساعة قبل التدخل من أجل حل الأزمة السياسية في البلاد". وأضافت اليومية أن "الجيش تسبب أمس الإثنين في زيادة التوتر بمصر بعد إمهاله مرسي 48 ساعة للرد إيجابا على مطالب المواطنين"، مشيرة إلى إشادة السكان والقوى السياسية ببلاغ الجيش. وفي السياق ذاته كتبت يومية (إلموندو)، من جهتها، تحت عنوان "مهلة 48 ساعة لمرسي للتوصل إلى اتفاق مع المتظاهرين" أن الجيش هدد، في حال عدم التوصل إلى اتفاق بالتقدم بخارطة طريق من عنده لمستقبل البلاد. وبدورها قالت يومية (أ بي سي) إن القائد العام للجيش ناشد الرئيس مرسي التوصل إلى اتفاق مع أحزاب المعارضة السياسية، مشيرة إلى أن الرئيس المصري رفض مهلة الجيش وأكد عزمه الاستمرار في طريق المصالحة. وفي ألمانيا، اهتمت الصحف المحلية بالتقارير التي نشرت عن تجسس الولاياتالمتحدة على الاتصالات الهاتفية وبيانات شبكة الانترنيت واندلاع الاحتجاجات في مصر. واعتبرت صحيفة (لاند تسايتونغ) أن "المخيف ليس فقط مدى التجسس أو تصنيف ألمانيا كشريك من الدرجة الثالثة والمستهدف الأكبر من العملية بل المخيف هو أن الولاياتالمتحدة خوصصت التجسس وتوظف جيشا من الموظفين (...) والحقيقة أن القضية تدعو إلى الشك في أن بيانات التجسس لم يتم إحالتها إلا على واشنطن ، وفي أن هذه الإمبريالية الرقمية لا تشمل أيضا التجسس الصناعي". ومن جهتها كتبت (نوردفيست تسايتونغ) إنه "يتعين توضيح ما عرف في ألمانيا من خلال عمليات تجسس التي قامت بها الولاياتالمتحدة"، معربة عن اعتقادها أنه "عند توضيح الأمور، يتعين أن يخضع المتورط والشريك المحتمل في هذه العمليات للمساءلة". وانتقدت صحيفة (فرانكفورتر روندشاو) المستشارة أنغيلا ميركل التي قللت منذ أسابيع من أهمية عمليات التجسس عند تفجرها، معتبرة أن الحكومة توجد "في مأزق لأنها قد ترفض بشكل قاطع رصد البيانات، لكنها من جانب آخر قد تقبل بكل طواعية أي معلومات تقدمها المخابرات الأمريكية حول مزاعم مؤامرة إرهابية تستهدف البلاد". كما حصل سنة 2007 عندما أحبطت مصالح الأمن القومي الأمريكي محاولة اعتداء على ألمانيا. وعبرت عن اعتقادها بأن "ألمانيا تستفيد من ثمار هوس مراقبة العالم التي تقوم بها الولاياتالمتحدة، دون قلق أو التفكير في الطريقة التي اعتمدتها واشنطن للحصول على البيانات". وكتبت (نويسن ناخغيشتن) أنه "إذا لم تقلل الولاياتالمتحدة من أنشطة التجسس التي تقوم بها بشكل كبير، فإن الحكومات الأوروبية في يدها ورقة ضغط مهمة، على سبيل المثال، ستتبخر المفاوضات حول إحداث منطقة التجارة الحرة بين الولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبي ، لأن واشنطن لديها مصلحة أكبر بكثير من أوروبا في هذا المشروع"، فيما اعتبرت صحيفة (دي فيلت) أن "واحدا من المشاريع المستقبلية الأكثر أهمية في عصرنا أصبح مهددا بالتوقف" على خلفية هذه القضية. وفي سويسرا وهولندا وتركيا، خصصت صحف هذه الدول مساحات مهمة من صفحاتها للتعليق على موجة الاحتجاجات الجديدة التي تشهدها مصر في ظل مسلسل شد الحبل المستمر بين الإخوان المسلمين وقوى المعارضة. وكتبت صحيفة (لوتون) السويسرية أنه "من الصعب تحديد إن كان الأمر يتعلق بمرحلة جديدة في ثورة مستمرة، أو فعل مضاد للثورة، أو انقلاب عسكري". واعتبرت أن "على الشارع المصري أن يقرر من جديد"، مؤكدة أن استمرار التعبئة القوية في الشارع سيعطي الشرعية لتدخل العسكر من أجل فرض حل على جميع الأطراف. وذكرت الصحف الهولندية أن إعلان الجيش إمهاله القوى السياسية 48 ساعة قبل التدخل لحل الأزمة السياسية في البلاد، أدى إلى تدفق مزيد من المصريين للشوارع. ورأت صحيفة (هورييت ديلي نيوز) التركية أنه بالرغم من أن الأزمة تجد بعض تفسيرها في الأزمة الاقتصادية التي تعرفها البلاد، إلا أن الأسباب هي أساسا سياسية، مشيرة إلى أن رغبة الرئيس المنتخب ديمقراطيا، محمد مرسي، في تركيز السلطات بين يديه وتعيينه أعضاء في جماعة الإخوان المسلمين في المناصب الحكومية، جعل المصريين يشعرون بأن الثورة سرقت منهم. وركزت الصحف البلجيكية على الإجراءات التي اتخذتها الحكومة في المجال الضريبي بغية إحداث توازن أكثر في ميزانيتها. وأعرب كاتب افتتاحية يومية (ليبر بلجيك) تحت عنوان "هناك حاجة ملحة لإحداث ثورة ضريبية"، عن أسفه لكون مناقشة إصلاح ضريبي في البلاد لن يتم إلا بعد محادثات تشكيل الحكومة المقبلة بعد انتخابات سنة 2014، مقللا من أهمية الإجراءات التي تنوي الحكومة اتخاذها في الوقت الحالي. وفي البرتغال، استأثر باهتمام الصحف المحلية تقديم وزير المالية البرتغالي فيتور جاسبار، مصمم سياسات التقشف التي طبقها البلد، استقالته. ونقلت صحيفة (دياريو نوتيسياس) عن الوزير المستقيل تنديده بضعف الدعم داخل الحكومة، معربا عن اقتناعه بأن رحيله سيساهم في تعزيز التجانس داخل الفريق الحكومي. وفي موسكو، قالت صحيفة (روسيسكايا غازيتا) إن المعارضة المصرية منحت الرئيس المصري محمد مرسي مهلة يومين ليعلن استقالته، مضيفة أن الوضع يزداد تفاقما في عموم مصر، وأنه في القاهرة وحدها خرجت مظاهرة تعدادها أكثر من مليوني شخص، طالبت باستقالة مرسي فورا. وذكرت صحيفة (نيزافيسيمايا غازيتا) أن نجاح القوات الحكومية السورية بطرد قوات المعارضة من المناطق الريفية في محافظة حمص أثار قلق مؤيدي المعارضة السورية الأجانب ودفعهم إلى الإسراع بتوريد الأسلحة للمعارضة السورية. ويستحيل، تضيف الصحيفة، والحالة هذه حل الأزمة السورية بالطرق السلمية، ولا يمكن أن يحقق المؤتمر الدولي الذي دعت روسياوالولاياتالمتحدة الأميركية إلى عقده، أن يحقق هدفه. وفي الشأن الروسي أفادت صحيفة (فيدوموستي)، بأن نواب الحزب الشيوعي الروسي يعتزمون حجب الثقة عن حكومة رئيس الوزراء دميتري ميدفيديف، مضيفة أن ما دفع الشيوعيين إلى حجب الثقة عن الحكومة هو مشروع القانون بشأن إصلاح أكاديمية العلوم الروسية الذي أحالته الحكومة على مجلس النواب لإقراره.