أجمع محللون مغاربة على الورطة التي وضعت الحكومة السويدية نفسها فيها عند توجهها إلى الاعتراف بما يسمى الجمهورية الصحراوية للبوليساريو، حيث إن القرار قد يجعل مملكة السويد في عزلة داخل الاتحاد الأوربي، مبرزين أن هذا الإجراء متسرع ويشكل عداء للوحدة الترابية للمغرب. العمرتي: عزلة السويد وتوقع في هذا الصدد الدكتور محمد العمرتي، أستاذ القانون الدولي بجامعة محمد الأول بوجدة، أن يُفضي إقدام السويد على الاعتراف بجبهة البوليساريو الانفصالية، إلى وقوعها في عزلة ضمن الاتحاد الأوربي، وهو ما سيربك انسجام السياسة الخارجية لهذه المنظومة". وأفاد العمرتي، في تصريحات صحفية نقلتها وكالة المغرب العربي للأنباء، أن السويد حاولت تحقيق هذا المسعى في البرلمان الأوربي، إلا أنها "لم تفلح في كسر الإجماع الحاصل بين البلدان الأوربية حول التمسك بالحل الأممي للنزاع في الصحراء في ظل الشرعية الدولية". واعتبر المحلل أن "الموقف السويدي الأخير لم يكن مفاجئا بحيث إن "مؤشراته طفت على السطح منذ السنوات القليلة الماضية، وتأكدت في تحركات بعض الأحزاب السويدية في البرلمان الأوربي، وسعيها الحثيث إلى تمرير بعض المواقف المعادية للمغرب والمعاكسة لمصالحه". واستطرد الأستاذ الجامعي بأن هذه الدولة الأوروبية تطمح إلى "لعب دور دولي في نزاع عمر أكثر من أربعين سنة، دون معرفتها الدقيقة بجوهر النزاع ومعطياته التاريخية والقانونية وانعكاساته الجيو سياسية على أمن المنطقة واستقرارها" على حد تعبيره. سحام: الجزائر مسؤولة ومن جهته، أكد أستاذ القانون العام والعلاقات الدولية بكلية الحقوق بمراكش، الدكتور محمد سحام، أن التوجه الجديد للسويد جاء متسرعا، ويجب أن نعترض عليه بقوة"، مشيرا إلى أن "هذا الموقف ستكون له انعكاسات سلبية ليست فقط على المنطقة، ولكن أيضا على دول شمال حوض البحر الأبيض المتوسط". وحمل الأستاذ الجامعي المسؤولية للجزائر التي قال إنها تسخر كل طاقاتها للتشويش ليس على جهود المغرب فقط، ولكن أيضا على مساعي منظمة الأممالمتحدة، لإيجاد حل سياسي للصحراء المغربية"، مشيرا إلى أن المملكة خلقت أرضية دستورية وسياسية وقانونية لتنزيل المقترح المغربي المتعلق بالحكم الذاتي". ودعا سحام إلى تعزيز دور الدبلوماسية الموازية، والقيام بجهود مضاعفة من طرف الأحزاب السياسية وفعاليات المجتمع المدني، من أجل فتح قنوات الاتصال مع نظرائها في مختلف بلدان العالم، بغية التعريف بعدالة القضية الوطنية وتطوراتها، وتقديم نظرة تاريخية حولها". وأكد المحلل أن ممارسة الدبلوماسية الاستباقية لا تهدف فقط إلى زعزعة المواقف السلبية إزاء الصحراء المغربية، ولكن تروم أيضا اعتراض كل ما يمكن أن يشوش على مقترح الحكم الذاتي المغربي، الذي يشكل دعامة أساسية للاستقرار والأمن والسلم على المستوى المحلي والجهوي. ملاوي: عداء وفهم مغلوط ومن جهته، قال المدير العام لمركز أطلس للأبحاث والدراسات الاستراتيجية للتنمية ببني ملال، عبد الصماد ملاوي، إن موقف السويد بشأن قضية الصحراء المغربية ينم عن "عداء وفهم غير حقيقي" لقضية الوحدة الترابية للمملكة وللمسلسل الديمقراطي الذي يعرفه المغرب في شتى المجالات." ولفت ملاوي، ضمن تصريحات صحفية، إلى أن الإصلاحات والأوراش الكبيرة التي باشرها المغرب تحت قيادة الملك محمد السادس، أضحت تقلق بعض التيارات السياسية السويدية التي تسبح ضد تيار الديمقراطية، وتتعامل بمنطق المصلحة الخاصة، وخدمة الأطروحة الانفصالية. وشدد الأستاذ بجامعة مولاي سليمان ببني ملال، على أن الجبهة الداخلية الموحدة للمغاربة تعتبر ضمان الاستقرار والتقدم الذي ينشده المغرب ومعه دول الجوار، وكذلك الدول التي تربطه بها علاقات متوازنة كالاتحاد الأوروبي، مبرزا أن هذه العلاقات يتجاوز حجمها بكثير هذه الأزمة المفاجئة مع السويد. وبالنسبة لهذا المحلل، فإنه "لا يمكن القبول بكون الجهود الدولية، ومعها جهود المملكة المغربية التي تصب في حل مشكل خلفه الاستعمار بالمنطقة، أن تكون في اتجاه يدعمه المجتمع الدولي، واتجاه آخر شاذ وغير منطقي تتبناه دولة بعيدة جغرافيا وثقافيا عن المغرب كالسويد، حيث لا تعرف خصوصية المنطقة والثوابت التاريخية الموثقة.