اتخذت الأزمة بين المغرب والسويد أبعادا أخرى، غير تلك المرتبطة بملف الصحراء المغربية، بعد أن دخل ملف بعض المهاجرين غير الشرعيين على الخط، وتم إلغاء لقاء رفيع المستوى كان من المقرر أن يعقد بين مسؤولين مغاربة ونظرائهم في ستوكهولم. وتبعا لمصادر سويدية، فقد كان القائم بالأعمال في السفارة المغربية في السويد، أمل بلقايد، مدعوا للقاء مع مسؤولين في وزارة الداخلية السويدية يوم الاثنين الماضي، من أجل التباحث حول موضوع المتشردين المغاربة في شوارع ستوكهولم بعد أن عرض تحقيق تلفزيوني في قناتين وطنيتين معاناتهم، لكن اللقاء تم إلغاؤه من الجانب المغربي. وقالت الحكومة السويدية إنه على المغرب أن يتحمل مسؤولياته بخصوص المعاناة التي يعيشها عدد من أبنائه، الذين يتواجدون على ترابها الوطني بطريقة غير شرعية، لكن يبدو أن المغرب يريد أن يؤمن على مسألة عدم اعتراف ستوكهولم بما يسمى "الجمهورية الصحراوية" قبل التفاوض حول هذا الملف، يؤكد مسؤولون سويديون. وأبدى وزير الداخلية السويدي، أندريس ييكمان، استعداده للقاء القائم بالأعمال في السفارة المغربية أمل بلقايد، وذلك من أجل رسالة وصفتها صحف سويدية ب"الواضحة"، مفادها أنه على المغرب أن يتحمل مسؤولياته في قضية المتشردين المغاربة في هذا البلد الاسكندينافي، مشددا على أنهم أضحوا "ضحية لعدد من الظواهر كتجارة المخدرات والإجرام". وقدم الجانب المغربي أعذارا، لم تقنع السويديين، من أجل حضور الاجتماع المغربي، حيث أكد بلقايد أنه لم يحضر للاجتماع الذي كان مقررا الأسبوع الماضي ل"ظروف طارئة ومستعجلة لم تمكنه من لقاء مسؤولي الداخلية". عذر، أكد المستشار الإعلامي لوزير الداخلية، فريديريك بريصون، أن السفارة المغربية في ستوكهولم قدمته دون أن تعطي أية تفاصيل أخرى حول هذه القضية، كما أنه لم يجر الاتفاق على موعد لقاء آخر بين الجانبين. وقال المسؤول السويدي:"لدينا مشاكل مشتركة مع المغرب ينبغي حلها"، موضحا أن وزير الداخلية مستعد لإرسال وفد إلى الرباط من أجل التباحث حول المواضيع المشتركة التي تهم البلدين. وتابع فريديريك بريصون أن الحكومة السويدية لم تتلق أي جواب من السفارة المغربية بشأن الأطفال القصر المتشردين في شوارع مدن السويد، خاصة في العاصمة ستوكهولم. في مقابل ذلك، التقى وفد من السفارة الجزائرية بممثلين عن وزارة الداخلية السويدية من أجل التباحث في الموضوع ذاته الذي أضحى يؤرق السلطات، خاصة مع تزايد الوافدين على البلدان الاسكندينافية، وانتشار تجارة المخدرات والإجرام في أوساط عدد كبير من المتشردين في الشوارع السويدية. وكانت قنوات تلفزيونية سويدية قد تطرقت إلى موضوع التشرد في الشوارع، من خلال استجواب عدد من الأطفال القصر المغاربة، الذين عرضوا معاناتهم في السويد، والمشاكل التي يعانون منها. البرنامج، الذي عرضته قناتا "TV1" و"SVT" الوطنيتين، رصد معاناة الأطفال المغاربة في الشوارع السويدية، وسط غياب تام لأي متابعة مغربية لوضعيتهم، حيث أكد الأطفال القصر الذين تم استجوابهم، بأنهم لم يتمكنوا من التواصل مع المصالح الدبلوماسية المغربية في السويد.