أزمة القاصرين المغاربة المهاجرين غير المصحوبين لا تقتصر على دول غرب ووسط أوروباهنا، بل وصلت إلى شمالها، وهو الشيء الذي دفع الحكومة السويدية إلى طلب تعاون ومساعد الحكومة المغربية للحصول على البيانات الشخصية للقاصرين المغاربة الذين يدعون أنهم من المغرب، بهدف إحصاء الأعداد الحقيقية وتحديد هوياتهم وأعمارهم، لاسيما في ظل تزايد المخاوف من ارتماء هؤلاء الأطفال في أحضان شبكات الاتجار في المخدرات أو الجماعات المتطرفة أو استغلالهم في دعارة الأطفال. في هذا الصدد، كشفت معطيات جديدة أن اتفاقا جديدا، ربما قد يكون وقع السنة الماضية، بين المغرب والسويد سمح بتقليص أعداد الأطفال المهاجرين المغاربة الذين يصلون سنويا إلى السويد، إذ أن “الاتفاق سمح لشرطة الحدود السويدية مقارنة بصمات أصابع القصر المغاربة بقاعدة البيانات المغربية”. لكن في الوقت الذي لقي الاتفاق الجديد استحسان الأمنيين السويديين، يرفضه القاصرون المغاربة، في هذا أوضح كريستيان فرودن، مدير مجموعة شرطة الحدود في ستوكهولم، في حديث مع القناة الدولية السويدية “SVT” قائلا: “لا يريد الأطفال المهاجرون أن يتعرف الأمن على هوياتهم الحقيقية، لأنه يمكن أن يتعرضوا لعقوبات وترحيلهم للمغرب. لهذا يغادرون البلد عندما نتعرف عليهم، حيث ينتقلون إلى مدن أوروبية أخرى، مثل برشلونة أو باريس”. المعطيات التي أوردتها قناة SVT لوسائل إعلام أوروبية أخرى، تكشف طلب 1800 مغربي اللجوء في السويد في السنوات السبع الأخيرة، لكن المصادر ذاته، تؤكد أن عدد المغاربة الذين طلبوا اللجوء منذ يناير الماضي بلغ 55 مغربيا فقط، مبرزة أن العدد تراجع ب20 في المائة مقارنة مع نفس الفترة من السنة الماضية. غير أنها حذرت من إمكانية أن “يرتفع الرقم أكثر خلال شهور الصيف”. وتضيف أن عدد الجالية المغربية في السويد يصل إلى 10 ألف مهاجر، شارحة أن 800 منهم من “أطفال الشارع”. وأردفت “مع ذلك، تُظهر اختبارات بصمات الأصابع أن 10 في المائة فقط من المغاربة الذين يدعون أنهم قاصرون لديهم أقل من 18 عامًا، أما 90 في المائة الآخرون هم بالغون”. علما أنه “لا الأمن ولا المجلس الوطني للصحة ولا وزارة الرفاهية تتوفر على الأعداد الحقيقية للقاصرين المغاربة غير المصحوبين”. القناة السويدية أوردت قصة شاب مغربي يدعى علي، وصل إلى السويد قبل ما يزيد عن سنة. قال للأمن إنه يبلغ من العمر 16 ربيعا، بينما سنه الحقيقي هو 22 عاما. علي علل كذبه على الأمن بأنه سمع من رفاقه المغاربة المخضرمين بأن القاصرين لديهم حظ أوفر للحصول على دعم السلطات السويدية، لكن سنه الحقيقي انكشف بعد إخضاعه لاختبار بصمات الأصابع. يعترف علي أنه يعيش اليوم في الشارع، وأن قوته اليومي يحصل عليه من الجنح الصغيرة التي يقترفها. هذا الشاب لا يرى أي “مستقبل له في السويد”، بل يسعى للانتقال للعيش ببلجيكا، حيث لديه علاقات، ويخطط لوضع خطة عمل لبيع المخدرات.