كلّما لاح عيد الأضحى في أفق السنة الهجرية، إلا وعاش أغلب أرباب الأسر هواجس متعدّدة الدوافع ومتنوّعة الأسباب، منها ما يرتبط بالوضعية المادية والميزانية المرصودة لهذه الشعيرة الدينية، ومنها ما يتعلق بصعوبة اختيار أضحية سليمة من العيوب المحدّدة دينيا، والمحذّر منها طبّيّا. فحينما يخصص ربّ الأسرة قسطا من ماله لأداء هذا النسك السنوي، ويقصد السّوق لشراء أضحية تستجيب لرغبته وميزانيته، يبقى حُسن الاختيار وعدم الوقوع ضحية عملية غش أو تدليس أكبر تحدّ يشغل بال المرء، ما يضطر البعيدين عن ميدان المواشي إلى الاستعانة ب"خبراء المجال". وتنتشر بين عامة الناس مجموعة من الممارسات التي يستعين بها الراغبون في شراء الأضحية من أجل التأكد من سلامتها، منها ما يتأسس على مرتكزات علمية وطبّية واضحة، ومنها ما يُتداول عن طريق التعلم والاكتساب والتجربة الميدانية، ومنها ما يؤدّى بشكل آلي دون أن يستند على أي دليل أو منطق مقبول، فتكون نتيجته في غالب الأحيان "الوقوع في عكس المتوقّع". ففي الوقت الذي يتمّ اللجوء إلى طرق عديدة للتأكد من جودة الكبش، من بينها رفعه لمعرفة وزنه، وتحسّس الظهر والذيل من جهة المخرج، وتفقّد عدد الأسنان الأمامية، يقول الدكتور بنعامر، بصفته طبيبا بيطريا، في تصريحه لهسبريس، إنه من الأفضل القيام باختبارات أخرى سهلة للتأكد من سلامة الأضحية وخلوّها من بعض الأمراض الباطنية. بنعامر أوضح أن مرضا انتشر في الآونة الأخيرة في صنف الأغنام، يتمثل في انحباس المسالك البولية، "ويمكن للراغب في شراء أضحيته إغلاق أنف الخروف لعرقلة تنفسّه لبضع ثوانٍ، وهي العملية التي تدفع الحيوان إلى التبوّل الاضطراري، ما يعني أن جهازه البولي في حالة صحية جيدة"، وفق ذات المتحدث. ولفت بنعامر، ضمن التصريح ذاته، إلى ضرورة إعطاء الأضحية فرصة للمشي ولو لخطوات قليلة، حتى يأخذ الراغب في شرائها فكرة حول سلامتها وقدرتها على الحركة والسير بشكل طبيعي، مشدّدا على أنه من الواجب تفقّد مقدّمة قضيب الكبش، حيث يُعتبر "انتفاخ هذا العضو علامة مؤكّدة لمرض الأضحية، ومن الواجب تفاديها وعدم اقتنائها"، على حد تعبير الطبيب البيطري.