نشرت المنظمة الدولية "HelpAge" تصنيفها الجديد، للدول الأكثر رعاية للمسنين عبر العالم، حيث احتل المغرب مرتبة متأخرة، شأنه في ذلك شأن عدد من الدول الإفريقية. وتبعا لمؤشر "AgeWatch"، فقد حل المغرب في المرتبة 84 في تصنيف الدول الأقل رعاية للأشخاص المسنين، وذلك تبعا لمؤشرات قياس رفاهية هذه الفئة، من خلال توفر الدخل والصحة والاستقلال الشخصي، بالإضافة إلى نظافة البيئة المحيطة. وأكد التقرير أن المغرب الذي احتل المرتبة 84 في الترتيب، حصل على نقط متدنية في ما يخص مؤشرات الدخل والصحة والتعليم، حيث تبلغ نسبة التغطية الصحية للأشخاص فوق 65 سنة حوالي 40 في المائة، فيما توقع أن متوسط الأعمار في المغرب لا يزال متدنيا بالمقارنة مع دول أخرى، حيث لم يتجاوز 60 سنة، في حين أن نسبة المسنين الذين يتمتعون بمستوى تعليمي لا تتعدى 10 في المائة، بحسب الدراسة. وتوقع التقرير ذاته، أن المجتمع المغربي في طريقه لكي يصبح من "المجتمعات التي تعاني من الشيخوخة"، تبعا لمجموعة من المؤشرات، حيث تنبأ "هيلب إيدج"، أن تصل نسبة الأشخاص المسنين 15.1 في المائة من المغاربة سنة 2030، و23.4 في المائة بحلول سنة 2050، بعدما كانت نسبة هذه الفئة لا تتعدى 9.6 في المائة خلال العام الماضي. وبالرغم من هذا التصنيف السيئ الذي حصل عليه المغرب، إلا أنه يبقى الأفضل إفريقيا، حيث حل في المرتبة الثانية بعد غانا التي حصلت على المرتبة 81 عالميا، في حين جاءت نيجيريا في المرتبة 86، وأوغندا 89، وزامبيا 90، وتنزانيا 91، والموزمبيق 94، وأخيرا مالاوي في الرتبة ما قبل الأخيرة إفريقيا، باحتلالها للمرتبة 95، ضمن الدول التي شملتها هذه الدراسة. وعالميا، تصدرت سويسرا لائحة الدول الأكثر اهتماما بالأشخاص المسنين، خاصة في مجالات التأمين الاجتماعي والصحة، فيما جاءت النرويج ثانية، والسويد ثالثة، وألمانيا رابعة، ثم كندا في المركز الخامس، مقابل احتلال دولة أفغانستان أسفل الترتيب كأكثر الدول التي يعاني فيها المسنون من التهميش. ولم تشمل هذه الدراسة عددا من الدول في شمال إفريقيا والشرق الأوسط، لكن بالرغم من ذلك، فإن الدول التي حضرت في التصنيف، احتلت مراكز متأخرة جدا، كالمغرب والأردن والعراق وفلسطين. وتجدر الإشارة، إلى أن تقريرا حديثا للمجلس الاقتصادي والاجتماعي حول أوضاع الأشخاص المسنين بالمغرب، رسم صورة قاتمة عن ظروف عيش هذه الفئة المجتمعية، حيث يعاني أغلبهم من الفقر والعوز ولا يتوفرون على التغطية الصحية. كما تطرق المجلس الذي يرأسه نزار البركة إلى التمييز بين الجنسين في ما يتعلق بالمسنين، لافتا إلى أن المرأة المسنة أكثر عرضة للهشاشة الاقتصادية ولصعوبات في الاستفادة من الخدمات الاجتماعية وانعدام التغطية الاجتماعية والصحية. إلى ذلك، قال محمد الأرضي رئيس الجمعية المغربية للمساعدين الاجتماعيين، إن التقارير الدولية والوطنية التي تتحدث عن المسنين ترسم صورة قاتمة لاوضاعهم المعيشية والاجتماعية بالمغرب الأمر الذي لا يشرف المملكة علاقة بتاريخها وثقافتها وتربية أبنائها، مؤكدا على ضرورة إيلاء فئة المسنين كامل الرعاية والاهتمام. وأشار الأرضي في تصريح لجريدة هسبريس، أن السياسات الحكومية والمبادرة الوطنية للتنمية البشرية بدأت تولي أهمية أكبر للفئات الهشة، إلا أن فئات المسنين لا زالت لم تحض بالأهمية التي تستحق، لافتا إلى أن كبار السن لا يتمتعون بعدد من الحقوق كالتغطية الصحية والرعاية الاجتماعية وغيرها، كما أن مختلف الإدارات المغربية لا تولي أولوية للمسن ولا تستقبله كما ينبغي، نفس الأمر يقع داخل المستشفيات. وأوصى رئيس الجمعية المغربية للمساعدين الاجتماعيين، بمد الإدارات والمستشفيات وغيرها بمساعدين اجتماعيين يحرصون على مساعدة كبار السن وتوجيههم ومواكبة الخدمات الممنوحة لهم من طرف الدولة في إطار الدعم النفسي والرفع من معنوياتهم، داعيا المنظمات المجتمعية إلى إنجاز برامج تساعد على استفادة المجتمع من كفاءة وتجربة وخبرة هذه الفئات العمرية كل في مجاله.