اهتمت الصحف الصادرة اليوم الجمعة بمنطقة أمريكا الشمالية بنتائج المناظرة الأولى من الانتخابات التمهيدية في الحزب الجمهوري نحو رئاسيات 2016، وموقف الديمقراطيين من الاتفاق النووي مع إيران، فضلا عن المناظرة الأولى من الحملة الانتخابية الفدرالية بكندا. وكتبت صحيفة (نيويورك تايمز) أن الحضور "غير المتناسب" للمرشح دونالد ترامب في المناظرة الأولى من بين سبعة عشرة متنافسا للحزب الجمهوري ألقى بظلاله على حقيقة أن سعي الجمهوريين لاستعادة الرئاسة سيكون معقدا في الأشهر القادمة نظرا للانقسامات الداخلية التي يعاني منها الحزب. وأبرزت الصحيفة أنه على الرغم من أن ظل ترامب خيم بشكل كبير على المناظرة لمدة ساعتين، فإن باقي الجمهوريين في الساحة أظهروا لماذا يعتقد الكثير منهم بأن الحزب قدم بعضا من أفضل المرشحين طيلة عقود من الزمن. وأشارت الصحيفة إلى أن هيلاري كلينتون والرئيس الأمريكي باراك أوباما تلقيا معظم الانتقادات من المرشحين الجمهوريين الذين اتهموا الرئيس الأمريكي بتقسيم الأمة في العديد من القضايا. من جهتها، كتبت (واشنطن بوست) أن المناظرة يبدو أنها تأرجحت بين موضوعين رئيسيين هما أمريكا ودونالد ترامب، مشيرة إلى أن المرشحين التسعة الآخرين على المسرح ناقشوا السياسات الكبرى مثل الهجرة والاتفاق النووي مع إيران، ولكن النقاش تحول في كل مرة إلى ترامب نفسه. وبالنسبة للصحيفة، فإن المناظرة تأتي في وقت من عدم اليقين الشديد إزاء حملة الجمهوريين، مضيفة أن الصعود المذهل لترامب في استطلاعات الرأي أدى إلى اضطراب في التوقعات وأن منافسيه لا يزالون مترددين في تعديل استراتيجياتهم الخاصة للتعامل مع هذا الوضع . على صعيد آخر، كتبت (وول ستريت جورنال) أن جهود الرئيس باراك أوباما الرامية لكسب تأييد الكونغرس للاتفاق النووي مع إيران تلقت نكسة أخرى أمس الخميس مع إعلان السناتور تشارلز شومر، الذي من المرتقب أن يكون الزعيم القادم للديمقراطيين في مجلس الشيوخ، رفضه للاتفاق، مشيرا إلى "نقاط ضعف جدية" في الاتفاق. وذكرت الصحيفة بأن أربعة أشخاص على الأقل من الديمقراطيين في مجلس النواب أعربوا عن رفضهم للاتفاق الذي يفرض قيودا صارمة على البرنامج النووي لإيران في مقابل رفع العقوبات الدولية على طهران. وأضافت الصحيفة أنه في الوقت الذي لا يزال فيه العديد من أعضاء الكونغرس مترددين بشأن الاتفاق، فإن معسكرات المؤيدين والمعارضين للاتفاق بدأت في التشكل داخل حزب الرئيس أوباما الذي سيواجه معارضة تحظى بشبه إجماع من قبل الجمهوريين. وبكندا، كتبت (لو دوفوار) أن المناظرة الأولى من الحملة الانتخابية، التي عقدت في تورونتو، كانت في مستوى التوقعات، مشيرة إلى أنه إذا كانت المنافسة السياسية بين رئيس الوزراء المنتهية ولايته وزعيم حزب المحافظين ستيفن هاربر، وزعيم المعارضة ورئيس الحزب الديمقراطي الجديد توماس موكلير وزعيم الحزب الليبرالي (معارضة) جوستين ترودو، وزعيمة حزب الخضر إليزابيث مايو، لم تفرز فائزا أو خاسرا، إلا أنها على الأقل سلطت الضوء على الديناميات التي ستميز هذه الحملة وفي باقي الأيام. أما (لوجورنال دي مونريال) فأبرزت أن الخنادق حفرت بين قادة الأحزاب بعد المناظرة الأولى التي تم فيها الطعن في الحصيلة الاقتصادية للمحافظين من قبل معارضيه. وقالت الصحيفة إن هاربر، الذي هوجم على كافة الجبهات، يبدو ثابتا في الدفاع عن حصيلته، مضيفة أنه حاول تقديم نفسه كمرشح لا يتسبب في مزيد من الاضطراب في الاقتصاد العالمي الهش. بدورها، اعتبرت (لو سولاي) أن ترودو فاجأ الجميع بثقته وتدخلاته القوية خلال الجزء الأول من المناظرة المخصص للاقتصاد، ولكن لم تكن له نفس الكفاءة لبقية النقاش. من جانبها، أبرزت (لا بريس) أن هاربر اضطر للدفاع عن حصيلته في السنوات ال10 الماضية ضد هجمات خصومه في المناظرة الأولى للحملة الانتخابية الحالية، مشيرة إلى أن موضوع الاقتصاد أدى إلى نقاشات أكثر حدة بين القادة الأربعة الحاضرين. وبالمكسيك، كتبت صحيفة (لا خورنادا) أن "القلق الاجتماعي" وانخفاض أسعار النفط، المصدر الأساسي للدخل، يعتبران أحد المخاطر الرئيسية التي تواجه نمو الاقتصاد المكسيكي، حسب مؤسسة (بنك أوف أمريكا ميريل لانش)، التي تتوقع في هذا السياق حدوث انكماش آخر في الإنفاق في النصف الثاني من العام الجاري بالبلاد. أما صحيفة (ال يونيفرسال) فكتبت أن الشخصيات التاريخية والمؤسسة لحزب الثورة الديمقراطية يرون أنه لا يكفي تنحي كارلوس رويز نافاريتي من الرئاسة الوطنية لتعزيز موقع التشكيلة السياسية، ولكن ثمة حاجة ملحة لتغيير الخط السياسي بهدف جعلها المعارضة اليسارية الحقيقية بالبلاد.