لا يزالُ المغرب حصنًا ضدَّ تنظيم "الدولة الإسلاميَّة"، حتى اللحظة، وإنْ اخترقَ الموالُون لأبي بكر البغدادِي كافَّة بلدان شمال إفريقيا، بيدَ أنَّ الاستعصاء المغربي على الإرهاب لا يبعدُ بشكل مطلق فرضيَّة تعرض المملكة لهجمات إرهابيَّة، سيما أنَّ جماعة التوحيد والجهاد في المغرب الأقصى قد تبايعُ داعش مستقبلا.. ذاكَ ما يرصدهُ برنار لوكَان، المؤرخُ والباحث الفرنسي المختص في الشؤون الإفريقيَّة. من التحولات التي تنذرُ بمتاعب إرهابيَّة للمغرب، ولباقِي بلدان شمال إفريقيا، وفق ما يوردُ الباحث في مدونته الخاصَّة، أنَّ متشددِي الجماعة صارُوا يرون تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامِي كما لوْ كان معتدلًا، ويميلُون إلى إبداء الولاء لتنظيم "الدولة الإسلاميَّة" المنتهج لسياسة موغلة في العنف والتنكِيل بالخصُوم.. إضافة لكون مجموعة التوحيد والجهاد في المغرب الأقصى كان وراء تأسيسها مغاربة وبلجيكيُّون من أصل مغربي بالعراق. وذكر الباحث أنَّ جماعة التوحِيد والجهَاد هي التي سبق أن أطلقت تهديدات باغتيال الكاتب الأول لحزب الاتحاد الاشتراكِي، إدريس لشكر، ووزير العدل والحريَّات مصطفَى الرمِيد، قبل أن يلفت إلى أنَّ التهديدات المجابهة للمغرب ستكبرُ بالنظر إلى جواره البالغ الاضطراب، والذِي لنْ يكون دون تداعيات على المملكة، في ظل تواصل الفوضى بليبيا. الباحث يتوقعُ أن يتفاقم الوضعُ مع استمرار بسط مقاتلي داعش سيطرتهم على منطقة من ليبيا، وفشل أوروبا وجمودها إزاء الوضع، إضافة إلى الاحتقان الذِي يكبرُ يومًا بعد الآخر في الجزائر جراء الوضع السياسي والاقتصادي وهبوط سعر البترُول، وهي عواملُ كلُّها تفسح المجال أمام التطرف ليتغذَى ولمنسوب العنف لأن يرتفع. ويتوقعُ الأكاديمي الفرنسي ألَّا تعود الجزائر قادرة، في ظرف 24 أو 36 شهرًا، على أن تستورد ما تطعمُ بها شعبهَا.. وبالتالِي العجز عن شراء السلم الاجتماعي وضخ الملايير في دعم المواد الغذائية، والمساعدات التي يستفيدُ منها الملايين. ولن يكُون من الممكن تفادِي المأزق بالجار الشرقي للمملكة، بحسب المؤرخ، إلَّا إذَا تجاوزَ سعر البرميل مائة دُولار، بينما التوقعات تقدر زهاء 60 دولارا على المستوى المتوسط الممتد لغاية 2019، ومن ثمَّ إلى ثمانين دولارًا للبرميل.. ومتى ما استنزفَ المخزُون الجزائري ازداد المستقبل قتامة، وفتحت الأبواب على مصراعيها أمام الفوضى لتعم المنطقة.. وفق تعبير برنار لوكان.