بثت قناة تلفزيونية لبنانية مساء أول أمس الأحد تسجيلا صوتيا لإفادة رئيس حكومة تصريف الأعمال سعد الحريري أمام لجنة التحقيق الدولية في اغتيال والده يتهم فيها الرئيس السوري بشار الاسد ومسؤولين سوريين آخرين بالتخطيط لاغتيال رفيق الحريري العام 2005. وقال الحريري بالانكليزية، بحسب التسجيل الذي بثته قناة "الجديد" القريبة من قوى 8 آذار (حزب الله وحلفاؤه)، امام المحقق في لجنة التحقيق الدولية محمد لجمي علي، "اعتقد ان آصف شوكت (صهر الرئيس السوري) وماهر الاسد (شقيقه) لهما دور كبير في (...) عملية الاغتيال والتحضير لدفع بشار (الاسد) في اتجاه اخذ هذا القرار". وكان الحريري يرد على اسئلة المحقق. ومما قاله ان السوريين نظموا حملة ضد رفيق الحريري قبل 14 فبراير 2005، تاريخ الاغتيال، مسميا بين المشاركين في هذه الحملة "رستم غزالي (مسؤول جهاز الامن سابقا في القوات السورية في لبنان)، آصف شوكت، وأدواتهم المتمثلة بجميل السيد (المدير العام السابق للامن العام) واميل لحود (الرئيس اللبناني السابق). كما سمى (النائب) سليمان فرنجيه "وهو قريب جدا من النظام السوري وقد وصف رفيق الحريري بالمشروع المشبوه"، و(النائب) طلال ارسلان". وقال سعد الحريري الذي يعود تاريخ ادلائه بهذه الافادة الى 29 و30 تموز/يوليو 2007، بحسب التسجيل، ان "آصف شوكت كان رجلا سفاحا" وان السعوديين يقولون عنه "انه مثل محمد بن نايف (نائب وزير الداخلية السعودي)... هو رجل قوي". واتهم الحريري في الافادة السوريين ب"ابتزاز" والده للحصول على المال لهم ولاعوانهم في لبنان، وللصحف اللبنانية الموالية لهم. وفي معرض اجوبته، قال الحريري ان وزير الخارجية السوري وليد المعلم "اصبح اسوأ من بشار الاسد نفسه". واشار الى ان موفد الامين العام للامم المتحدة تيري رود لارسن حذر والده اثر زيارة الى سوريا بان السوريين يريدون اغتياله. كما تحدث عن تحذير من الرئيس الفرنسي جاك شيراك لرفيق الحريري بالانتباه الى امنه. وفور بث الشريط، صدر بيان عن المكتب الاعلامي لسعد الحريري اكد "بلسان الرئيس الحريري، ان هذه الافادة المسجلة تعود الى سنوات عدة، وهي ادليت في ظروف سياسية معروفة، وتناولت عددا من الشخصيات والوجوه البارزة التي يعتز الرئيس الحريري بصداقتها، وبالعلاقة المتينة التي بناها معها خلال السنوات الأخيرة". وتوجه الحريري في البيان "بالاعتذار الشخصي من كل الأصدقاء الذين طاولهم حديثه خلال تلك السنوات"، معددا اسماء تطرق اليها في افادته مشككا بحسن نواياها تجاه رفيق الحريري، وبينها الامير وليد بن طلال. ولم يعلق البيان على الكلام الذي طال المسؤولين السوريين، علما ان الحريري قال في إفادته المذكورة ان والده كان يحاول بناء "حوار مع حزب الله"، وانه كان يعتبر الامين العام لحزب الله حسن نصرالله "جديرا بالثقة". ويأتي بث الشريط في وقت يزداد الاحتقان في لبنان مع الاعلان ان مدعي المحكمة الدولية دانيال بلمار سيسلم القرار الاتهامي في اغتيال الحريري الذي يتوقع ان يوجه الاتهام في الجريمة الى حزب الله، الى قاضي الاجراءات التميهيدية دانيال فرانسين، الاثنين. وكان تلفزيون "الجديد" بث السبت تسجيلا آخر لمحادثة رباعية بين سعد الحريري والشاهد في جريمة اغتيال والده محمد زهير الصديق المتواري عن الانظار والمحقق الدولي غيرهارد ليمان والضابط في قوى الامن الداخلي وسام الحسن. وقال ان الهدف من بث التسجيل اثبات وجود صلة بين سعد الحريري والصديق الذي تصفه قوى 8 آذار بانه "شاهد زور" تسبب بتسييس التحقيق وتوجيه اصابع الاتهام الى دمشق. وافاد مكتب الحريري ان المحادثة المذكورة "تمت بطلب مباشر من لجنة التحقيق الدولية (...) للوقوف على حقيقة الافادات التي يدلي بها الصديق" والتي كان مشكوكا بها. ولم تعط قناة "الجديد" تفاصيل حول كيفية حصولها على التسجيلين، وذكرت انها ستبث المزيد.