ذكرت المتحدثة باسم لجنة التحقيق الدولية في اغتيال رفيق الحريري الاثنين ان اللجنة طلبت لقاء الرئيس السوري بشار الاسد ووزير الخارجية فاروق الشرع وترغب في الاجتماع بالنائب السابق للرئيس السوري عبد الحليم خدام. وقالت نصرت حسن ان "اللجنة طلبت ان تقابل الاسد والشرع وسوريين آخرين وننتظر رد السلطات السورية". وكانت اللجنة الدولية واجهت في الماضي رفضا لطلب رئيسها القاضي الالماني ديتليف ميليس لقاء الاسد والشرع. واضافت ان "اللجنة ترغب ايضا في لقاء خدام" في اسرع وقت ممكن. وكان خدام اكد في تصريحات الجمعة ان الاسد وجه تهديدات لرئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري الذي اغتيل في شباط/فبراير الماضي في بيروت قبل انسحاب القوات السورية من لبنان. وقال "من حيث المبدأ لا يستطيع (جهاز امني) ان يتخذ هذا القرار (اغتيال الحريري) منفردا". واعتبرت تصريحات خدام التي بثت خلال مقابلة مع قناة "العربية" الفضائية مساء الجمعة بمثابة "زلزال" في لبنان سيؤدي الى تسريع التحقيق. وقد خلصت لجنة التحقيق الدولية في تقريرين نشرتها في اكتوبر وديسمبر الى تورط مسؤولين امنيين سوريين ولبنانيين في اغتيال رئيس الوزراء اللبناني السابق. والتقت اللجنة خمسة ضباط امنيين سوريين في نوفمبر في فيينا وقبل ثلاثة اشهر حوالى عشرة مسؤوليين امنيين في سوريا. ومن جهته اشاد زعيم الغالبية النيابية اللبنانية سعد الحريري الاحد ب"الشهادة التاريخية" التي ادلى بها خدام. كما انتقد سعد الحريري الرئيس اللبناني الموالي لسوريا اميل لحود الذي رفض اليوم اتهام خدام له بانه قاد حملة تحريض على الحريري. واعتبر الحريري الموجود خارج لبنان بعد تلقيه تهديدات ان "الشهادة التاريخية" لخدام "هي في مصلحة لبنان ومصلحة الحقيقة التي يدافع عنها اللبنانيون جميعا". وكان خدام قال في حديث ادلى به الى محطة العربية الفضائية ان رفيق الحريري تعرض لحملة تحريض عنيفة من جانب الاستخبارات العسكرية السورية ولحود والاوساط القريبة منه. وفي حين رد لحود انه "لا يملك وسائل اعلام يستعملها للتحريض على الرئيس الشهيد"، اكد سعد الحريري ان "التاريخ كفيل ان يكشف لوائح المحرضين على اغتيال الرئيس الشهيد والذين يعرفهم اللبنانيون جيدا". ومن جانبه قرر حزب البعث الحاكم في سوريا طرد نائب الرئيس السوري السابق عبد الحليم خدام. وقالت القيادة القومية للحزب في بيان نقلته وكالة الانباء السورية الرسمية (سانا) ان "خدام خان الحزب والوطن والامة وجاءت افتراءاته وتلفيقاته لتشكل تنكرا واضحا وفاضحا للتقاليد والقيم الوطنية والقومية". واضافت ان "القيادة قررت طرده من الحزب واعتباره خائنا للحزب والوطن وخارجا على مبادئه وقيمه وتقاليده". وتابع البيان ان "خدام اختار ان يكشف عن وجهه الحقيقي عندما وجد نفسه خارج السلطة ومواقع المسؤولية في الحزب والدولة، وذلك بعد ان اصبح عاملا معرقلا ومعيقا لمسيرة الاصلاح والتجديد وهذا ما اكدته ممارساته في الحزب والسلطة". وقالت القيادة القومية للبعث ان "خدام اختار بخطوته الخيانية ان يقدم خدمة رخيصة مدفوعة الثمن لاولئك الذين جندوا انفسهم وقواهم للصق تهمة اغتيال الحريري بسوريا في محاولة يائسة منه لانقاذ تقريري ميليس واعطائهما جرعة انعاشية لتصعيد الضغوط على سورية بتقديمه شهادة زائفة وملفقة". وكان مجلس الشعب السوري شن في جلسة عقدها السبت هجوما عنيفا على خدام ودعا في ختامها وزير العدل الى "تحريك دعوى عليه بتهمة الخيانة العظمى". واتهم النواب الذين تعاقبوا على الكلام خدام ب"الخيانة" ودعوا الى محاكمته "قضائيا وسياسيا"، وطلبوا من القيادة السورية "فتح ملفاته فورا وعدم تأجيلها لان النظام اذا رحمه فالشعب لن يرحمه". واتهم بيان البعث نائب الرئيس السوري السابق "باساءات وارتكابات فاضحة على صعيد ممارسته السلطة سواء في سوريا او في لبنان، حيث يتحمل هو الجانب الاكبر من الاخطاء المتراكمة في لبنان من جراء تصرفاته ومواقفه التي غالبا ماكانت تأخذ طابعا شخصيا". وفي مقطع من الحديث الذي ادلى به الى محطة العربية، دعا خدام السلطة السورية الى مباشرة حوار مع المعارضة لئلا تتحول اداة بيد جهات خارجية. لكن نوابا سوريين اعتبروا ان خدام كان وراء القمع الذي تعرض له المعارضون. وقال ممثل التيار الاسلامي النائب محمد حبش ان "خدام ارتبط وجهه بالرأس القبيح للحرس القديم وهو من اغلق المنتديات الديموقراطية في سوريا والقى بعدد من اعضائها بالسجن، ومنهم رياض سيف وعارف دليلة".