أفاد موقع الشبكة الاسلامية أن المبعوث الأممي تيري رود لارسن أجرى أول أمس محادثات في لبنان مع كل من رئيس الجمهورية إميل لحود ووزير الخارجية محمود حمود ورئيس البرلمان نبيه بري ورئيس الحكومة المكلف عمر كرامي، وتناولت المباحثات كذلك موقف لبنان من لجنة التحقيق الدولية التي تحقق في مقتل رئيس الوزراء السابق رفيق الحريري، وإجراءات الانسحاب السوري من لبنان. وكان لارسن أعلن من دمشق عقب اجتماعه بالرئيس السوري بشار الأسد أن الحكومة السورية أبلغته بأن موعد الثلاثين من الشهر الحالي تاريخ نهائي لسحب قواتها من لبنان، على أن يتم التحقق منه بواسطة فريق دولي، مضيفا في مؤتمر صحفي مشترك مع وزير الخارجية فاروق الشرع أن سوريا وافقت أيضا على إرسال فريق أممي للتحقق من انسحابها الكامل من لبنان تنفيذا لقرار مجلس الأمن ,1559 وأشار إلى أن الاتفاق يجب أن يطبق بطريقة تضمن استقرار ووحدة لبنان وسوريا، وأعرب المبعوث الأممي أيضا عن أمله في إجراء انتخابات نزيهة بلبنان في موعدها الشهر المقبل، معتبرا أن ذلك سيسهم في تحقيق الاستقرار. من جهته قال الشرع إن سوريا بانسحابها الكامل تعني أنها قد طبقت الجزء المتعلق بها من القرار ,1559 وأكد أن العلاقات بين دمشق وبيروت تستند إلى أسس تاريخية مبنية على مشاعر وطنية وقومية لا يمكن أن تلغى بانسحاب القوات السورية، وشدد الوزير السوري على ارتباط أمن البلدين في كل الأحوال، مشيرا إلى أن اتفاق الطائف عام 1989 ينص على عدم استخدام أي من البلدين لتهديد الطرف الآخر. ولقيت الخطوة السورية ترحيبا لبنانيا وعربيا، ورأى الزعيم الدرزي المعارض وليد جنبلاط أن الإعلان إشارة إلى تقيد دمشق بالشرعية الدولية، محذرا من أن تتحول لجنة التحقيق الدولية من الانسحاب بالمعنى التقني إلى لجنة وصاية دولية على لبنان، من جانبه قال المعارض اللبناني وائل أبو فاعور إن هذا الاتفاق سيعمل على إيجاد علاقة جديدة وتحالف جديد بين بلاده وسوريا. وفي واشنطن قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية لو فنتور إن الولاياتالمتحدة على علم بالتقارير الأخيرة الواردة من سوريا، لكن لا تعليق لديها سوى تأكيد ضرورة أن تسحب دمشق قواتها العسكرية وعناصرها الاستخباراتية بشكل كامل من لبنان، استنادا إلى جدول زمني معلن. وفي السياق ذاته اعتبر الرئيس حسني مبارك خلال مباحثات جرت أول أمس مع وزير الخارجية السعودي سعود الفيصل في منتجع شرم الشيخ أن سوريا بدأت فعليا بالتجاوب الإيجابي مع القرار .1559 وقال المتحدث باسم الرئاسة المصرية سليمان عواد إن مبارك يرى من خلال اتصالاته مع مختلف الأطراف الإقليمية والدولية حول الأزمة أن الانسحاب السوري طبقا لجدول زمني سيتم قبل الانتخابات البرلمانية اللبنانية المتوقع إجراؤها قبل نهاية ماي القادم.