قال سياسي لبناني بارز ان التقدم البطيء في المحادثات بين سوريا والمملكة العربية السعودية يؤخر تشكيل حكومة وحدة وطنية في لبنان المتوقع تأليفها بين حلفاء الرياض في لبنان وخصومهم المدعومين من دمشق. وكان مبعوثان سعوديان كبيران زارا دمشق ثلاث مرات على الاقل منذ الانتخابات البرلمانية التي جرت الشهر الماضي والتي اسفرت عن فوز ائتلاف « 14 اذار» بقيادة سعد الحريري المدعوم من واشنطنوالرياض. واظهرت المحادثات تأثيرا واضحا للسعودية وسوريا على الوضع في لبنان. ومنذ فترة طويلة تتمتع الدول الاجنبية بتأثير واسع في لبنان حيث لدي السياسيين المتنافسين تاريخ طويل من العلاقات الوثيقة مع الدول الاقليمية والدولية المتنافسة. وجرت الجولة الاخيرة من المحادثات في دمشق يوم الجمعة الماضي حيث اجتمع الامير عبد العزيز بن عبد الله نجل العاهل السعودي ووزير الاعلام عبد العزيز الخوجة مع الرئيس السوري بشار الاسد. وقال السياسي اللبناني ان المحادثات انتهت بشكل ايجابي لكن من دون تحقيق التقدم اللازم لتمهيد الطريق لرئيس الوزراء المكلف سعد الحريري تشكيل الحكومة الجديدة. وقال السياسي «الاجواء جيدة لان سوريا والمملكة العربية السعودية ليستا متخاصمتين.» واعتبر التنافس بين الدول العربية في صلب الازمات التي شهدها لبنان منذ اغتيال رفيق الحريري رئيس وزراء لبنان الاسبق والد سعد الحريري في العام 2005. ويعزو السياسيون اللبنانيون موجة الهدوء النسبي التي شهدتها البلاد خلال الستة اشهر الماضية الى تحسن العلاقات بين هذه الدول. وقال المصدر «التواصل مستمر بين السعودية وسوريا ...الاتصالات لم تصل الى طريق مسدود. خرجوا من مباحثاتهم بايجابية لكن ليس معنى ذلك انهما اتفقا» وكان في صلب المحادثات مسألة زيارة محتملة للحريري الى سوريا التي اتهمها السياسي والملياردير باغتيال والده. والزعيم السني الذي تربى في المملكة العربية السعودية هو من اوثق حلفاء الرياض في لبنان. وكان الحريري قال يوم السبت الماضي «ان موضوع تأليف الحكومة يسير بشكل طبيعي ومن دون ضجيج...ان حكومة لبنان تؤلف في لبنان والمرسيم تصدر من بعبدا ،القصر الرئاسي، وأي كلام اخر غير صحيح.» وقال وزير الخارجية السوري وليد المعلم «نحن لم نتدخل في تشكيل الحكومة اللبنانية القادمة وهذا الامر متروك للحوار الداخلي في لبنان بين الرئيس المكلف والقوى السياسية الموجودة على الساحة اللبنانية.» واضاف ياول امس الثلاثاء بعد لقائه نظيره الالماني «ان العلاقات السورية السعودية لم تتوقف.. وهذه الاتصالات مستمرة وتأخذ اشكالا مختلفة لكن بالتأكيد نحن لن نتدخل بتشكيل الحكومة القادمة في لبنان.» وكان حلفاء سوريا في لبنان بما فيهم حزب الله الشيعي قد حصلوا على حق النقض «الفيتو» في الحكومة المنتهية ولايتها وهم يطالبون بالامر نفسه في الحكومة الجديدة. وقبل الانتخابات كان الحريري قد اعلن انه يرفض تلبية مطلب المعارضة والذي كانت قد حصلت عليه كجزء من اتفاق بوساطة قطرية في مايو 2008 . لكنه لم يكرر موقفه بشأن هذه القضية منذ الانتخابات فيما كرر حلفاؤه اعتراضاتهم على فكرة منح حق النقض للتحالف المنافس الذي يضم حركة امل برئاسة رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس التيار الوطني الحر الزعيم المسيحي ميشال عون. وقال عون يوم الاثنين ان تشكيل الحكومة لن يكون سهلا. وكان قائد الجيش السابق قاد حملة معارضة للنفوذ السوري في لبنان قبل عودته من المنفى في العام 2005 عندما انسحبت القوات السورية من البلاد. وقال عون في مقابلة مع تلفزيون المنار التابع لحزب الله «المشهد العام هو سلبي. لا دور للبنانيين في تأليف حكومتهم.» واضاف «كل اللبنانيين غير مشاركين. المشاورات تحصل خارج الاطار اللبناني واخذ العلم والخبر لما يحدث في الخارج ليس مشاركة.»