رحب مساعد وزيرة الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأدنى، جيفري فيلتمان، بما وصفه باهتمام القمة السورية السعودية بتشكيل الحكومة اللبنانية الجديدة، كما وصف محادثاته مع فيصل المقداد، نائب وزير الخارجية السوري في واشنطن ; قبل نحو عشرة أيام ، بالبناءة والإيجابية. وقال فيلتمان في مقابلة صحفية "إذا كان الاهتمام الذي توليه القمة السعودية السورية إلى اللبنانيين هو من أجل تشكيل حكومتهم، فإن واشنطن ترحب بذلك". وأضاف أن بلاده تأمل من القادة اللبنانيين تشكيل الحكومة بأقصى سرعة ممكنة ; وبما يتماشى مع الدستور اللبناني والانتخابات الديقمراطية، مؤكداً التزام واشنطن التام بدعم سيادة لبنان واستقلاله. وأوضح فيلتمان أنه تم طرح القضية اللبنانية أثناء المحادثات مع الجانب السوري في واشنطن للتأكيد على أن لبنان للبنانيين فقط، وليس لصنع أي نوع من القرارات للبنان، مشيراً إلى أن المقداد أكد الشيء ذاته بأن مسؤولية تشكيل الحكومة اللبنانية هي مسؤولية لبنانية بحتة. وكانت وكالة الأنباء السورية (سانا) ذكرت أن دمشق والرياض دعتا لتشكيل حكومة وحدة وطنية في لبنان، وأنه "جرى خلال اللقاء التأكيد على أهمية تعزيز التوافق بين اللبنانيين; والبحث عن نقاط التلاقي التي تخدم مصلحة لبنان وتعزز وحدته وقوته ومنعته". من ناحية أخرى، أكد فيلتمان أن المحادثات بين الجانبين السوري والأميركي في واشنطن ساهمت بحصول تقدم في مجال العلاقات الثنائية بين البلدين. وكان المقداد زار واشنطن يوم 29 شتنبرالماضي، وعقد محادثات مع كبار المسؤولين الأميركيين من بينهم، إضافة إلى فيلتمان، جاك لو، نائب وزيرة الخارجية، ومدير الشرق الأوسط في مجلس الأمن القومي، دانيال شابيرو. وأشار إلى أن هذه هي المرة الأولى منذ عام 2003 التي يتم فيها دعوة وفد رسمي سوري إلى واشنطن، وأن "هذا بحد ذاته دلالة على عزمنا لاستخدام الدبلوماسية مع السوريين" تماشياً مع سياسة الرئيس باراك أوباما "وعزمه على استخدام السبل الدبلوماسية مع سوريا". وأوضح أن الخلافات بين البلدين لا ينبغي أن تعالج على الفور، وأن تضييق الخلافات سيستغرق وقتاً، مشيراً إلى أن هناك بعض المجالات التي يمكن بدء العمل عليها الآن بطريقة بناءة. وكان فيلتمان زار دمشق، في يونيو الماضي، ضمن وفد ترأسه المبعوث الأميركي للشرق الأوسط، جورج ميتشل، حيث التقى الرئيس السوري بشار الأسد.