أحيت البوسنة والهرسك، أمس السبت الذكرى العشرين لمذبحة سربرنيتشا التي ارتكبتها القوات الصربية بعد اقتحامها المدينة وأسفرت عن مقتل أكثر من ثمانية آلاف رجل مسلم في أكبر مذبحة تشهدها أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية. وحضر أكثر من 50 ألف شخص بينهم ممثلون رفيعو المستوى عن نحو 90 دولة ومنظمات دولية، بينهم رئيس حكومة صربيا ألكسندر فوسيتش الذي حضر لأول مرة المراسم التذكارية لأرواح ضحايا المذبحة، في نصب بوتوكاري التذكاري، على مشارف سربرنيتشا. وأدان رئيس حكومة صربيا، المذبحة التي وصفها ب"الجريمة الوحشية" قائلا "ليس هناك كلمات تصف مدى الأسف والحزن إزاء الضحايا أو مدى الغضب والاستياء من أولئك الذين ارتكبوا هذه الجريمة الوحشية"، بيد أنه غادر سريعا بعد أن تم رشقه بالحجارة أثناء المراسم التذكارية. وقامت البوسنة، يوم السبت بدفن رفات 136 شخصا من ضحايا المذبحة بينهم تسعة قصر تحت سن 18 عاما لتصل حصيلة رفات الضحايا التى يضمها نصب بوتوكاري التذكاري إلى 6241 ضحية، وقد تم استخراج جثث هؤلاء الضحايا على مر السنين من مقابر جماعية مختلفة بالبوسنة وتم التعرف على هويتهم من خلال اختبار الحمض النووي. وحضر رؤساء كرواتيا وسلوفينيا ومونتينيجرو ورؤساء حكومات صربيا وألبانيا وتركيا، المراسم التي افتتحها رئيس بلدية المدينة جميل دوراكوفيتش في النصب التذكاري، فيما يمثل الولاياتالمتحدة رئيسها الأسبق بيل كلينتون. وفي بيان نشر بعد يومين من رفض روسيا قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة لوصف المذبحة ب"الإبادة"، شدد الرئيس الأمريكي باراك أوباما أمس على ضرورة الاعتراف "بالماضي بشكل كامل"، داعيا إلى تسمية المذبحة باسمها وهو "الإبادة". وأسفرت هذه المجزرة عن مقتل نحو ثمانية آلاف رجل مسلم بعد استيلاء القوات الصربية على سربرنيتشا، ذات الأغلبية المسلمة قبل بضعة أشهر من انتهاء الحرب الطائفية بالبوسنة (1992-1995)، في أسوأ المجازر في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية، كما أدانت المحكمة الدولية ليوغوسلافيا السابقة عدة أشخاص عن وقوع تلك المذبحة بتهمة الإبادة الجماعية. يذكر أن يوغوسلافيا السابقة كانت تضم خمس دول هي البوسنة والهرسك، وصربيا، وكرواتيا، وسلوفينيا، ومقدونيا ثم بدأت الحرب في البلقان عام 1992 وشهدت مذابح عنيفة قام بها الصرب بحق شعب البوسنة المسلم الذي فقد 300 ألف مدني منهم ثمانية آلاف في سربرنيتشا، بالإضافة إلى نزوح عشرات الآلاف من المدنيين.