أثارني المقال الذي نشرته جريدة هيسبريس حول الاستقالات التي أقدم عليها بعض صحفيي ومراسلي الجرائد الوطنية وأثارني الأسباب التي ارتبطت بها الاستقالات من التعويضات الهزيلة بل انعدامها إلى عدم الاعتراف بالمراسل ( البطاقة ) وسوء المعاملة واثقال كاهله بالمواضيع التي يتلقى عنها المحررون تعويضات . لمادا استغلال المراسل والتضحية به في أول فرصة ؟ ولمادا يربط عدد كبير من المدراء وعدد مثله من رؤساء الأقسام الرياضية علاقات خاصة مع رؤساء الفرق الرياضية ؟ "" هاته شهادة مراسل اشتغل مع عدد من الجرائد الوطنية منها المتحزبة ومنها الرياضية المختصة ومنها الجرائد المستقلة يقدم فيها ما سجله من ملاحظات على عمل المراسل المحلي للجرائد الوطنية وطبيعة عمله وطريقة استغلاله البشعة دون حماية قانونية . الاستغلال الممنهج باسم النضال الديمقراطي . تحتل الجرائد الحزبية الرتبة من ناحية استغلال مراسليها استغلالا بشعا وتقدم لهدا الاستغلال مبرر النضال من أجل الحزب ومن أجل الجماهير والدفاع عن الرسالة الإعلامية في وجه الأعداء الوهميين الدين يجلسون إلى جانبهم في أول فرصة لتقاسم المرطبات والأكلات والمنافع الوطنية على حساب مناضليهم الدين دفع العديد منهم الثمن غاليا بسبب التغطيات الصحفية للأحداث التي شهدتها المناطق التي يشتغلون بها . لا تعوض هاته الجرائد مراسليها المحليين وسمحت لبعضهم بالاستفادة من صفقات المجالس البلدية والقروية وحتى التواطؤ مع السلطة تعويضا لهم على ما قدموه من خدمات لجرائدهم وهدا إخلال بالالتزام الأخلاقي والمهني ويشوه صورة الصحافة والإعلام الوطني . الاستغلال باسم المقاولة وتوزيع الأرباح . المنطق العام للجرائد المستقلة الاستغلال ثم الاستغلال ثم الاستغلال باسم المقاولة والبحث عن التسويق للمادة الإعلامية وإكساب المراسل التجربة الإعلامية الجديدة وتطلب إدارة بعض هاته الجرائد من مراسليها التضحية معها لتسديد أقساط الديون المترتبة عليها نتيجة القروض التي تسلمتها للإعلان عن المشروع الإعلامي وتعده أنها مجرد ما تتحرر من بعض تلك الديون ستصرف له مستحقاته . وهدا المنطق التبريري لا ينتهي ولا يرغب مديري تلك الجرائد في إنهائه لأنها طريقتهم المثلى في استغلال مراسليهم . ولا يقتصر الاستغلال على المراسلين فقط بل وكدلك الصحفيون المتدربون . غالبية الجرائد المستقلة تلجأ الى توظيف رؤساء أقسام فقط وتبني مشروعها على استغلال الصحفيين المتدربين وعلى شبكة المراسلين أطول مدة زمنية ممكنة خاصة وأنه ليس هناك قانون يحمي هاته الفئة . شبكة المراسلين قاعدة عمل الجرائد . مادا لو قرر يوما ما جميع مراسلي الصحف الوطنية والجهوية والمحلية التوقف عن الكتابة لجرائدهم احتجاجا على أوضاعهم مادا سيقدم مديرو الجرائد للقراء ؟؟؟؟ شخصيا آمل أن يحدث هدا وفي أقرب الآجال حتى نرى ماد تقدم تلك الجرائد للمواطنين المنتشرين عبر ربوع الوطن وحتى نرى من أين ستأتي تلك الجرائد بالأخبار التي تهم المدن والقرى والمداشر . أول من أكتشف أعراض الوباء الغريب الذي أودى بحياة 31 طفلا بقرية أنفكو كان مراسلا محليا ( عز الدين كايز يومية الناس ) وليس صحفيا مركزيا . وكان الفضل لمراسلي الجرائد المحلية في تغطية مأساة زلزال الحسيمة .... ويقومون بتحديد الأماكن والمواضيع والاجتماعات والمحاورين في حال انتداب الجريدة لصحفي لزيارة تلك المنطقة على الرغم من أنه لن يقدم أفضل مما يعرفه المراسل . وهنا أتحدث على نقطة أخرى لا ترتبط فقط باستغلال إدارة الجريدة للمراسل الصحفي ، بل يخضع لاستغلال زميله المحرر أو المندوب مع الأسف ويحصل على التعويض ويضيع المراسل دون الإشارة حتى إلى اسمه : يتم استغلال علاقاته ومواده الإعلامية . الجرائد لا تعترف بمراسليها ولا تقدم لهم الوسائل الخاصة بالعمل من قبيل البطائق وآلات التسجيل والهواتف النقالة وآلات التصوير والحواسيب ... إنها تستغلهم أبشع استغلال . كم من مراسل ضاع وسط هاته الاستغلالية . إنها تعتقد ببساطة ما صرح به الراحل إدريس البصري بالبرلمان لما كان الحديث عن الزياد لرجال الشرطة وتعويضهم عن الساعات الإضافية حيث اعتبر هؤلاء يعيشون وسط الشعب الذي يحسن إليهم ( يرشيهم على مدحهم أو لتفادي دمهم ) ويسود هدا الاعتقاد بشكل كبير لدى رؤساء الأقسام الرياضية بالجرائد وكدا الجرائد الرياضية لدلك يتدخلون في العديد من المواد التي غالبا ما تنتقد رؤساء الفريق الرياضية وبعض المسئولين ومحاولة الانفراد بهم . هدا واقع ولا يمكن إنكاره . تنبري الجرائد في الدفاع عن المواطن لكسب وده وإقناعه باقتناء الجريدة ويبدل المراسل مجهودا كبيرا في التعريف بالمقاولة ويستفيد من جهده غيره ولا تنبري تلك المقاولات الإعلامية في الدفاع على مراسليها ، بل تضحي بهم في أقرب فرصة من أجل دريهمات أو تعويض .......... إنها الكارثة .