أقدمت جوهرة لكحل (الصورة)الصحافية الجزائرية بقناة ميدي آن سات ولأسباب مجهولة على الاعتداء بالضرب المبرح على المسؤولة عن قسم الماكياج بالقناة، ما أدى إلى إصابة هذه الأخيرة بجروح خطيرة بوجهها، وقد استلزم الأمر نقلها على وجه السرعة إلى أقرب مستشفى لعلاجها، وفيما استنكر كل العاملين بالقناة هذا السلوك، فضل المدير العام مصطفى ملوك عدم معاقبة الصحافية الجزائرية والضغط على الضحية من أجل التنازل عن شكايتها التي قدمتها لدى الشرطة، علما أن هذه الواقعة أدت إلى عدم بث نشرتي الفترة الصباحية ليوم الثلاثاء 15 دجنبر الجاري. ومن المفارقة أن موضوع برنامج "ملف للنقاش" الذي نشطته الصحافية الجزائرية في نفس اليوم اختير له كموضوع العنف ضد النساء. وتقول مصادر مطلعة إن ما حصل هو نتيجة لحالة التسيب والفوضى التي أضحت تعيشها القناة منذ مجيء المدير العام مصطفى ملوك الذي أضحى في الآونة الأخيرة معتكفا في مكتبه غير آبه بما يحدث. كما يتداول رواد موقعي اليوتيوب والفايس بوك هذه الأيام فيديو يظهر صحافيات في قناة ميدي آن سات وهن تصعدن فوق بلاتو الأخبار بلباس فاضح. ومرة أخرى فضلت الإدارة العامة تجاهل هذه الواقعة، وهو ما كرس سياسة الكيل بمكيالين، حيث تمت معاقبة صحافيين آخرين أكفاء لأتفه الأسباب والضغط على آخرين لهجر القناة مثل حالة الصحافي المغربي يونس آيت مالك الذي أصر المدير العام على عدم أهليته المهنية، علما أن الأخير تم استقطابه من قبل قناة بي بي سي عربية فيما بعد. إن ما يؤكد حالة الفوضى التي تعيشها القناة مذكرة وزعتها الإدارة العامة على العاملين تحثهم فيها على الالتزام باحترام التراتبية ومستلزمات النظافة والهندام اللائق، وهو ما اعتبره كثيرون سبة في حقهم على اعتبار أن الأمر يتعلق بتحصيل حاصل. وطالبوا الإدارة العامة بضرورة الاهتمام بدل ذلك بتوفير الظروف الملائمة للعمل المهني، وضمان صرف التعويضات والرواتب التي بدأت تعرف تأخرا كبيرا لم ترد الإدارة تفسير أسبابه. من جهة أخرى، يطالب عدد من العاملين في القناة بفتح تحقيق في ما اعتبروه اختلالات مالية ظاهرة استنزفت ميزانية القناة الضعيفة أصلا. فبعد فضيحة سهرة فندق المنزه التي كلفت ميزانية القناة أكثر من ثلاثين ألف درهم "فقط للترفيه عن النفس" بشهادة المدير العام، لم يصدق الكثيرون كيف أن حلقات رديئة من برنامجMaghreb d’ete كلفت خمسة وخمسين مليون سنتيما منحت لشركة إنتاج مبتدئة تديرها صحافية فرنسية كانت قد طردت من القناة بسبب مستواها المهني، والأنكى من ذلك أن هذه الحلقات وبهذه الكلفة قد تم إعدادها بوسائل ومعدات القناة. فاحت رائحة هذه الصفقة ولم ينف خبرها المدير العام بل بدا أن الأمر لا يتعلق سوى بالجزء الظاهر من كتلة الجليد العائمة، حيث قامت الإدارة العامة بمنح شركة إنتاج يديرها صهر مصطفى ملوك "شرف" إنتاج برامج جديدة كان يمكن إنتاجها داخل القناة وبأقل كلفة، والمثال على ذلك برنامج إقتصادي تم "تمريره" إلى شركة فرنسية مغمورة لا يعرفها حتى الفرنسيون. من جهة أخرى لم يفهم العاملون كيف سمح المدير العام لنفسه باستغلال إحدى سيارات المؤسسة لنقل أطفاله إلى المدرسة، علما أنه تم إلغاء الكثير من الربورتاجات بسبب غياب وسائل النقل. طفح الكيل بسكان ميدي آسات فبدأ التمرد، فالكل يحكي كيف قاطع عدد من الصحافيين مؤخرا مؤتمر التحرير وطالبوا بمجيء المدير العام فورا للحصول على أجوبة شافية لطريقة تعامل الإدارة مع المشاكل التي تتخبط فيها القناة، التي تعيش حالة إفلاس مالي ومهني وأخلاقي بشهادة الجميع. حضر المدير وتحدث عن كل شيء إلا عن مشاكل القناة ما عمق حالة اليأس عند الجميع، لا تعكسها الخرجات الاعلامية لمصطفى ملوك على صفحات الجرائد. هذا وقد هدد عدد من الصحافيين بتقديم استقالة جماعية في حال استمرت الأوضاع كما هي عليه، وأقدم آخرون على مراسلة الرئيس المدير العام للقناة عبد السلام أحيزون يناشدونه فيها التدخل العاجل لإنقاذ القناة في ظل الارتجالية التي أحضت تسير بها الأمور في عهد مصطفى ملوك الذي شهدت الاستقالات في عهده وثيرة غير مسبوقة، مقابل محاولات لتوظيف آخرين بطرق مشبوهة وفق معايير لا يعرفها إلا المدير العام، وهو الذي صرح لجريدة الأحداث المغربية أن القناة لا توظف سوى الأكفاء.