لمْ يمر اتفاقُ المغرب ومجموعة "بوجو ستروِين" الفرنسيَّة على إحداث مركب صناعِي في القنيطرة، دون إثارة حفيظة اليمين المتطرف بفرنسا، حيثُ أبدت الجبهة الوطنيَّة، استغرابها ممَّا أقدم عليه وزير الاقتصاد الفرنسي، إيمانوِيل ماركُون، مستغربة كيف أنه رحب بنقل الصناعة من بلده صوب المغرب. وقالت الجبهة الوطنيَّة التي تتزعمها مارين لوبان إنها لا تفهم كيف بارك الوزير الفرنسي المشروع من مدينة القنيطرة، خلال الأسبوع المنصرم، وقوله إنَّ الاتفاق ذُو فائدة بالنسبة إلى المغرب وفرنسا، على حدٍّ سواء، في حين أنَّ ثمَّة أسئلة تطرحُ حول نتائج الاستثمار. وأوضحت الجبهة أنَّهُ لا لخلاف حول وجود تبعاتٍ إيجابيَّة للمشروع بالنسبة إلى المغرب، لكنَّ الحالَ غير ذلك بالنسبة إلى فرنسا، وفرص الشغل بها وما تتوق إليه من رفع على مستوى الصادرات نحو إفريقيا. على اعتبار أن المغرب سيصير المزود لعدد من الأسواق ينافس فيها الفرنسيين. الجبهة أردفت أنَّ هناك مشروعيَّة لإبداء المخاوف، بعد إطلاق المشروع بحضُور الملك المغربي، عازية مسوغات الخوف إلى تأثيره المباشر على المأجورِين في فرنسا، وإلى إقدام المجموعة على حذف الآلاف من فرص الشغل، خلال السنوات القليلة الماضية. في غضون ذلك، تعتزمُ مجموعة "بوجو ستروِين" الشروع في إنتاج 90 ألف سيارة سنويًّا في المغرب، بدءً من 2019. في أول حضور لها على المستوى الإفريقي. على أن يتم توجيه السيارات المنتجة في المغرب بشكلٍ حصرِي إلى السُّوق الإفريقية والشرق أوسطيَّة، حيثُ تستأثر المجموعة الفرنسيَّة حاليًّا بخمسة في المائة من إجمالِي المبيعات العالميَّة. وكانت مجموعة "بوجو ستروِين" قدْ باعت 169.391 سيارة في إفريقيا والشرق الأوسط، السنة الماضية، تتشكلُ أساسًا من موديلْ "بوجو 301" وَ"ستروِي نسي إلزيه"، علمًا أنَّ المجموعة هي الثانية في المغرب بعد "رونو نيسان"، التي قدمت إلى المملكة سنة 2012، من مصنع طنجة. موازاةً مع المخاوف التي أثارها إطلاق مجموعة "بوجو ستروِين" لدى اليمين الفرنسي المتطرف، بسبب تأثيره على فرص الشغل في فرنسا وقدراتها التصديريَّة، رشح توجسٌ موازٍ لدى الجزائر، بعدما كان الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند، قدْ أكد، مؤخرًا، أنَّ مراحل متقدمة جرى بلوغها في التحضير لإقامَة مشرُوع "بوجو ستروِين" في الجزائر، المشروع الذي ترى أصوات جزائريَّة أنهُ أقبر قبل أن يرى النُّور.