قرر كارلوس تافاريس، الرئيس التنفيذي لمجموعة "بوجو ستروين"، الاعتماد على المهندسين والتقنيين المغاربة للعمل على المشاريع التطويرية لمحركات سيارات "بوجو ستروين"، في المنصة الصناعية الجديدة التي ستشيدها المجموعة بتعاون مع الحكومة المغربية في مدينة القنيطرة. ويأتي هذا الخيار في إطار رغبة المجموعة الفرنسية تحسين مستوى تنافسية سياراتها، على غرار مجموعة "رونو" التي تتوفر في المغرب على أكثر مصانعها تنافسية في العالم، من خلال فتح أول مركب مندمج لصناعة السيارات ومحركاتها، مستعينة بنسبة 80 في المائة من المكونات التي يتم إنتاجها محليا مغربية. بدوره قال وزير التجارة والصناعة والاستثمار والاقتصاد الرقمي مولاي حفيظ العلمي، إن استقرار المصنع الجديد "بي إس إي بوجو- سيتروين" بالمغرب ، سيمكن من مضاعفة معدل اندماج قطاع صناعة السيارات بالمغرب لينتقل من 40 بالمائة الى 80 بالمائة ، ومن خلق 4500 منصب شغل مباشر و 20 الف منصب شغل غير مباشر . وأوضح مولاي حفيظ العلمي في كلمة بين يدي الملك محمد السادس، اليوم الجمعة خلال حفل التوقيع على اتفاقية تتعلق بإحداث مركب صناعي تابع لمجموعة "بي إس إي بوجو- سيتروين بالمغرب" بمنطقة الغرب شراردة بني احسن ، أن هذا المشروع ، الذي تطلب استثمارات قدرت ب 6 مليار درهم، سيمكن فضلا عن ذلك من تخصيص جزء من الإنتاج للتصدير ، يهم مكونات وأجزاء السيارات بحجم مليار أورو سنويا، إضافة إلى إحداث وحدة للبحث والتنمية تشغل 1500 مهندسا وتقنيا عاليا. وتابع أن استقرار مجموعة "بوجو ستروين" ، الذي يأتي بعد مجموعة "رونو" ، سيشكل حافزا لتنمية جديدة للقطاع برمته (مقاولات كبرى مقاولات صغرى ومتوسطة ومقاولات صغيرة جدا ومقاولات التشغيل الذاتي)، موضحا أن هذا المصنع الجديد، المزمع تشغيله سنة 2019 ، سيبلغ ذروة انتاجه سنة 2023 ، سيستقر بالمنطقة الصناعية الحرة المندمجة "أطلنتيك فري زون" والتي تشكل بيئة تقترح على المستثمرين عرضا من الخدمات المتكاملة ، وتتوفر على ميزتين أساسيتين هما سهولة الولوج التي تسهل عمليتي التموين والتصدير وحوضا للتشغيل ذي جودة. وبحسب الوزير، فإن هذا المشروع الجديد سيساهم في بروز قطب صناعي جديد بامتياز بمنطقة الغرب اشراردة بني حسن، محدث للثورة وللقيمة المضافة، وسيشجع تنمية متوازنة ومستدامة بالجهة. هذا المشروع الصناعي، الذي تتبع الملك محمد السادس كل مراحله منذ بداية المفاوضات إلى غاية التوقيع عليه مساء اليوم بالقصر الملكي في الرباط، سيوفر منصة قادرة على إنتاج 200 الف سيارة و 200 الف محرك سنويا. وتعتبر هذه الخطوة الأولى من نوعها في تاريخ شركة "بوجو وستروين"، التي تقرر فيه نقل خبراتها نحو دولة افريقية، في مجال صناعة محركات السيارات، والذي ظل حكرا على دول قليلة في العالم. واعتبر متابعون لملف الاستثمارات لكبريات المجموعات الصناعية العالمية في إفريقيا، أن المغرب تمكن من استقطاب استثمار صناعي لتشييد وتشغيل وحدة لصناعة أجزاء ومحركات السيارات، وتركيبها في مدينة القنيطرة، ما يعد إيذانا بدخول المغرب مرحلة "ثورة صناعة السيارات". وستشرع مجموعة "بوجو- ستروين" عند انطلاق مركبها الصناعي بجهة الغرب، في تصنيع وتركيب سيارتي بوجو 301 وستروين إليزي C-El ysée ، إلى جانب سيارة منخفضة الكلفة لم يكشف عن نوعها بعد.