ستشرع المجموعة الفرنسية "بوجو ستروين" بتعاون مع الحكومة المغربية وصندوق استثماري سيادي إماراتي، في تشييد مركب صناعي يضم وحدتين صناعيتين في المنطقة الصناعية بمدينة القنيطرة لتصنيع وتجميع السيارات منخفضة ومتوسطة الكلفة والتي ستشرع في عمليات الإنتاج بداية من سنة 2017. وستشرف شركة "بوجو ستروين" المغرب، التي سيساهم فيها بحصص متفاوتة كل من الجانب الفرنسي والجانب الإماراتي والحكومة المغربية، على تشييد وتسيير المشروع الذي سيوجه جزء كبير من إنتاجه للسوق الدولية. وحصلت هسبريس على معطيات دقيقة حول هذا المشروع، الذي ستوقعه الحكومة المغربية ومجموعة "بوجو ستروين" الفرنسية وصندوق استثماري إماراتي أمام الملك محمد السادس مباشرة بعد صلاة الجمعة بالعاصمة الرباط، تفيد أن القيمة الإجمالية لهذا المشروع ستزيد عن 20 مليار درهم، وستخصص الوحدة الصناعية الأولى لتركيب السيارات، وستخصص الوحدة الثانية لتصنيع محركات سيارات "بوجو ستروين". وتعتبر هذه المنصة الصناعية، الأولى من نوعها في افريقيا والعالم العربي التي تضم وحدة لصناعة محركات السيارات، والاستثمار الصناعي الأول من نوعه للمجموعة الفرنسية في القارة السمراء الذي تقيم فيه وحدة من هذا النوع. وستبلغ الطاقة الإنتاجية، لهذا المشروع الذي تابعته السلطات العليا في البلد عن كثب منذ البدايات الأولى للمفاوضات، في سنة 2017 نحو 100 ألف سيارة، وستنتقل بشكل تدريجي إلى 450 ألف سيارة في بحر سنة 2022، وستستهدف السوق المحلي المغربي والسوقين العربي والإفريقي. وستشغل هذه الوحدة ما يناهز 8000 من اليد العاملة المؤهلة والمكونة على أعلى مستوى. وستعتمد هذه الوحدة الصناعية، وفق المعطيات التي حصلت عليها هسبريس، المخصصة لمحركات السيارات على آخر التكنولوجيات في هذا المجال، وسيتم تكوين مجموعة من التقنيين والمهندسين المغاربة للمساهمة والمشاركة في دورة تصنيع هذه المحركات التي تنتجها المجموعة الفرنسية، والتي تعتبر واحدة من المحركات الأكثر تطورا في عالم السيارات. وستساهم هذه المنصة الخاصة بصناعة المحركات، في إحداث ثورة حقيقية في قطاع صناعة السيارات في المغرب، وستمكنه من دخول نادي مصنعي المحركات، الذي تحتكره دول قليلة جدا في العالم من بينها فرنسا وبريطانيا والولايات المتحدةالأمريكية والصين واليابان وكوريا الجنوبية والهند إلى جانب بعض الدول الأسيوية والأوربية الأخرى. وستخصص المنصة الأخرى، التي تشكل هي الأخرى جزءا أساسيا من المركب الصناعي لمجموعة "بوجو ستروين" الذي ستشرع في إقامته بالمنطقة الصناعية للقنيطرة مباشرة بعد التوقيع على الاتفاقية الاستثمارية مع الطرفين المغربي والإماراتي يوم الجمعة، لتركيب سيارتي بوجو 301 وستروين إليزي C-Elysée إلى جانب سيارة منخفضة الكلفة لم يكشف عن نوعها بعد. وحاولت الجزائر ودول أخرى إقناع مجموعة "بوجو ستروين" لتحويل مشروع تركيب سياراتها من المغرب، مقابل إغراءات ضريبية وتمويلية، لكن الطرف المغربي لم يكترث إلى هذه المحاولات، وركز على جانب الجدوى الاقتصادية والصناعية وظروف الإنتاج واللوجيستيك واليد العاملة إلى جانب عوامل أخرى كانت حاسمة في القرار الذي اتخذته مجموعة "بوجو ستروين" الفرنسية بتوسيع نشاطاتها الصناعية لتشمل المغرب.